الكوارث النفطية والشعاب المرجانية

  • 9/19/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أسبوعين تقريباً من جنوح السفينة اليابانية «إم في واكاشيو»، قبالة ساحل موريشيوس في أواخر الشهر الماضي، ما أدى على الفور إلى تدمير أكثر من 548.6 متر من الشعاب المرجانية الهشة، بدأت ناقلة البضائع السائبة تُسرِّب نفطها في البحيرات الزرقاء البكر بالجزيرة الواقعة في المحيط الهندي. وهدد هذا التسرب النفطي بإيقاع أضرار أكبر بكثير مما سببته السفينة نفسها. وفي غضون ساعات من التسرُّب، سارع أكثر من 5 آلاف متطوع محلي وعشرات العاملين في مجال المحافظة على البيئة إلى اتخاذ إجراءات لإنقاذ الحياة البرية الفريدة والنابضة بالحياة في بلدهم النائي، وذلك بمحاولتهم السيطرة على تسرُّب النفط ونقل بعض الأنواع بعيدًا عن نطاق الخطر. وعلى غرار غيرها من الجزر المعزولة، شهدت موريشيوس نشأة نُظُم إيكولوجية غنية ومتنوعة. لكن منذ نحو 400 عام، تسببت المستوطنات الهولندية والفرنسية والبريطانية المتتالية في تدمير الموائل الطبيعية، ولم يتبقَّ سوى 2% فقط من الغطاء النباتي الأصلي، إضافةً إلى إبادة طائر الدودو الشهير. ومنذ حصولها على الاستقلال عن المملكة المتحدة قبل أكثر من 50 عامًا، بذلت موريشيوس جهودًا دؤوبةً لاستعادة نُظُمها الإيكولوجية. تجدر الإشارة إلى أن موريشيوس تتمتع باقتصاد مرتفع الدخل، كما تتميز بالتعدد الثقافي لسكانها، وهي واحدة من أكثر دول العالم سلمًا، وتشتهر بشواطئها الساحرة. على هذه الشواطئ، بالقرب من قريتي «مايبوغ» و«بوانت ديسني» الساحليتين الخلابتين، تجمَّع المتطوعون لبناء «حواجز ماصة» عائمة، تتألف من سلاسل مصنوعة من شباكٍ مرنة مُلئت بأوراق قصب السكر المجفف لتشكل حواجز تعمل على إبطاء انتشار النفط، حيث أظهرت الأبحاث أن المواد الطبيعية (مثل أوراق أو قش قصب السكر المجفف) مفيدة في احتواء النفط داخل أليافها المتداخلة والمتقاطعة. وبدأ العاملون في مجال المحافظة على البيئة لدى مؤسسة موريشيوس للحياة البرية بالاستعداد لاحتمال انتشار النفط فور جنوح السفينة، ونفذوا سريعًا خطةً سبق أن تدربوا عليها جيدًا لإجلاء بعض الحيوانات والنباتات الأكثر عرضةً للخطر. ويقول فيكاش تاتايا، مدير برنامج المحافظة على البيئة في المؤسسة: «كان علينا أن نبدأ أولًا بنقل الأنواع المهددة بشدة بالانقراض، ثم الالتفات إلى الأنواع المهددة». وفي غضون ساعات، نجحت الفرق في نقل 4 آلاف نبات من 40 نوعًا، من ضمنها نبات «أفيرا كونجيستا» النادر، وهو عشب مستوطن موجود على مساحة 2000 فدان فقط من الكوكب بأكمله. ولم تكن الحملة الاستثنائية للإنقاذ لتصير ممكنةً إلا بمساعدة العمال المحليين، إذ حملوا النباتات التي وضعها موظفو المؤسسة في أُصص وأجْلَوها بالقوارب. خليل كاسيمالي - (سيانتفيك أمريكان)

مشاركة :