أعرب كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، عن تفاؤله إزاء اتساع رقعة السلام في الشرق الأوسط، مكرراً تصريحات أميركية سابقة بأن 5 دول أخرى تدرس بجدية إبرام اتفاقيات لإقامة علاقات ثنائية مع إسرائيل، بعد توقيع الإمارات والبحرين «معاهدة السلام» و«إعلان تأييد السلام» مع الدولة العبرية، يوم الثلاثاء الماضي. ولم يحدد ميدوز الدول الخمس، في حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة، التي نقلت الرئيس دونالد ترامب إلى ولاية ويسكونسن لحضور تجمع انتخابي في إطار مسعاه للفوز بفترة ثانية في اقتراع نوفمبر المقبل. لكنه قال: «إن ثلاثاً منها في المنطقة، ولم يخض في التفاصيل». وتحدث ترامب بتفاؤل عن موافقة مزيد من الدول على إقامة العلاقات مع إسرائيل بعد «المعاهدة» و«الإعلان» مع الإمارات والبحرين. ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، أن دائرة السلام مع بلاده ستشمل دولاً أخرى. وذكر نتانياهو في تغريدة على حسابه في «تويتر»: «صنعنا التاريخ في واشنطن، حيث أقمنا معاهدتي سلام تاريخيتين مع الإمارات ومع البحرين». وأضاف: «سنرى معاً الثمار الأولية لهاتين الاتفاقيتين سريعاً جداً وهي ستبقى لأجيال». وتابع: «مكتب أبوظبي للاستثمار أعلن أمس أنه سيفتتح مكتباً له في إسرائيل، وهكذا يبدو السلام الحقيقي، السلام مقابل السلام». واسترسل قائلاً: «أطلقنا عصراً جديداً من السلام في الشرق الأوسط، ومحاولات إيران ووكلائها في غزة ولبنان لمنع توسيع دائرة السلام لن تجدي نفعاً». واختتم تغريداته بالقول: «سنوسع دائرة السلام لتشمل دولاً أخرى، وأؤكد لكم الآن، ستكون هناك دول أخرى». ووقعت الإمارات على معاهدة سلام تاريخية مع إسرائيل، فيما وقعت مملكة البحرين على «إعلان تأييد السلام» بين المنامة وتل أبيب من جهة أخرى، برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض. ووقع نتانياهو في البيت الأبيض معاهدة السلام التاريخية مع سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، و«إعلان تأييد السلام» مع وزير خارجية البحرين عبداللطيف الزياني، كما وقع المسؤولون الثلاثة والرئيس الأميركي إعلاناً مشتركاً. وأشار الرئيس الأميركي، أمام عدد كبير من المسؤولين في البيت الأبيض: «نحن هنا من أجل تغيير مجرى التاريخ، ونقوم بخطوة تاريخية بفضل هذه الدول الثلاث، وذلك من أجل تعزيز السلام والازدهار». وأكد أن «إسرائيل والإمارات والبحرين ستتبادل السفارات، وستتعاون معاً بشكل قوي، وستنسق جهودها في كثير من القطاعات، من السياحة والتجارة والرعاية الصحية والأمن». وأردف قائلاً: «هذا سيفتح الباب للمسلمين من حول العالم لزيارة المسجد الأقصى وإسرائيل». وشدد الرئيس الأميركي على أن «المعاهدة» و«الإعلان» سيخدمان السلام في المنطقة برمتها، مشيراً إلى أن «المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل هما اللذان جعلا هذه الدول الثلاث تصل إلى مثل هذه الاتفاقات». الخارجية الأميركية: فرص اقتصادية «تاريخية» أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، أمس، أن معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل وإعلان تأييد السلام بين المنامة وتل أبيب، اتفاقان «تاريخيان»، ليس فقط بالنسبة للسلام، وإنما أيضاً «تاريخيان» من حيث تعزيز الفرص الاقتصادية للدول الثلاث. وأضافت أوتاغوس، في لقاء مع قناة «فوكس نيوز» الأميركية: «إن هذه الدول متقدمة اقتصادياً، وتتمتع بإمكانات هائلة في مجالات الطاقة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من القطاعات الاقتصادية، وهو ما من شأنه أن يحقق نمواً وازدهاراً كبيراً لاقتصادات الدول الثلاث، في ظل السلام». وتابعت: «إذا نظرنا إلى سكان دول الخليج العربي سنرى أنها شعوب شابة، فغالبية السكان تقل أعمارهم عن 30 عاماً»، مضيفة: «خلال زياراتي المتكررة إلى المنطقة، مع وزير الخارجية مايك بومبيو، تحدثت إليهم، وكثير منهم أكدوا أنهم لا يرغبون في البقاء محاصرين، في الماضي، بطريقة التفكير القديمة، التي لازمت الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على مدر العقود الماضية، وإنما يتطلعون للمستقبل ويرغبون في التفكير في الأمر بأسلوب جديد».
مشاركة :