تحقيق: راشد النعيمي جملة من المشاريع تشهدها مدينة العين حالياً ومستقبلاً تستهدف في مجملها تغييراً شاملاً في نظام الحركة المرورية التي تشهدها المنطقة، والتي أخذت في التوسع بسبب النمو العمراني والبشري، هدفها الرئيسي تسهيل حركة السير والمرور وتخفيف الازدحام، وخصوصاً في وقت الذروة وتحقيق الانسيابية، وكذلك رفع كفاءة السلامة المرورية، إضافة إلى تقليل زمن الرحلة عبر أفضل معايير السلامة المرورية، ومراعاة شروط الاستدامة البيئية، وتحقيق التدفق المروري الآمن، بما يضمن تعزيز مكونات البنية التحتية وفق دراسة شاملة للحركة المرورية في مدينة العين، بما يخدم المدينة لعام 2030.المشروعات الجديدة هدفها استيعاب الحركة المرورية المتزايدة الناتجة من زيادة السكان، وتطور المشاريع العمرانية بمختلف أنواعها. والملاحظ في تلك الأعمال هو تحويل الدوّارات إلى إشارات مرورية في المدينة، من أجل استيعاب الحركة المرورية المحددة لكل تقاطع؛ حيث إن الدوارات الحالية لا تتحمل حركة المركبات والازدحام المروري الحالي، ولذلك فلابد من زيادة السعة الاستيعابية، بعد أن أدت الدوارات وظيفتها في وقت سابق لكن الكثافة المرورية تستلزم إيجاد حلول هندسية أخرى لحل مشكلة الازدحام، وتحقيق تطلعات المجتمع نحو إيجاد الطرق الآمنة ذات معايير السلامة العالمية. مشاريع رئيسية نفذت بلدية مدينة العين خمسة مشاريع رئيسية لتطوير شبكة الطرق، بتكلفة وصلت إلى 600 مليون درهم، خلال الفترة من 2017 إلى 2020، وشملت المشاريع استحداث وتطوير 13 تقاطعاً، وتحويل دوّارين إلى أنفاق مع تقاطع إشارات ضوئية، وتطوير نفقين قائمين من خلال تطوير الدوار العلوي إلى تقاطع إشارات ضوئية، وتحويل 8 دوارات إلى تقاطعات إشارات ضوئية، واستحداث تقاطع إشارات ضوئية، بالتعاون مع الجهات المعنية بمدينة العين.ويهدف استخدام التقاطعات في المدينة إلى الارتقاء بجودة الخدمات المتوفرة لمستخدمي الطرق، وتعزيز تكامل الحركة المرورية على شبكة الطرق المحلية، بما يسهم في رفع الكفاءة التشغيلية لها، والمحافظة على أمن وسلامة المجتمع.ويعد نفق عشارج الجديد الذي نفذته البلدية بالتعاون مع شركة أبوظبي للخدمات العامة /مساندة/ والذي افتتح 4 أغسطس/آب الجاري من التقاطعات ذات المستويين، وبلغت تكلفة إنشائه 183 مليون درهم خلال 8 شهور ويشتمل على مماشٍ بطول 16 كم، ومسارات للدراجات الهوائية بطول 10 كم، مع تزيين الجزر المحيطة بالنفق بالزراعات التجميلية التي وصلت إلى 73,860 متر مربع، مع استخدام إنارة موفرة للطاقة وصديقة للبيئة تعمل بنظام LED.وأكد المهندس ناصر العرياني، مدير إدارة الطرق الداخلية والبنية التحتية، أن البلدية قامت منذ 2017 بتطوير الدوارات الرئيسية في المدينة إلى تقاطعات وهي دوار المرخانية وعشارج وسلطان بن خليفة والأفلاج والجاهلي والقصر والغزلان وزايد الخير ومسجد هزاع والأهلية والخبيصي والمحطة، وتم استحداث تقاطع جامع الشيخ خليفة.وأوضح العرياني أن مشاريع تطوير التقاطعات تشتمل على جميع العناصر التي تخدم مستخدمي الطرق، كمسارات المشاة، والدراجات الهوائية والزراعات التجميلية، مع مراعاة الأشجار المحلية والمعمرة القائمة في هذه المناطق، من خلال تصميم وتنفيذ الزراعات بشكل يضمن المحافظة على الأشجار القائمة، مع مراعاة استخدام التقنيات الجديدة في المساحات المتوفرة بالزراعات الجديدة، التي تحافظ على استدامة الموارد المائية والنباتية. دراسة شاملة ويُسهم ربط التقاطعات بالإشارات الضوئية فيما بينها مع غرفة تحكم رئيسية في التعامل مع أوقات الذروة بشكل نموذجي، بالإضافة إلى القدرة على توفير حركة انسيابية لسيارات الطوارئ وعند المناسبات والفعاليات التي تزداد فيها الحركة المرورية في موقع ووقت محددين.وتعمل البلدية على مشاريع مستقبلية، من خلال تنفيذ وتطوير واستحداث التقاطعات، وتعتمد على دراسة شاملة للحركة المرورية في مدينة العين، بما يخدم المدينة لعام 2030، وذلك لاستيعات الحركة المرورية المتزايدة الناتجة من زيادة السكان، وتطور المشاريع العمرانية بمختلف أنواعها. وداعاً للدورات من المشاريع الضخمة مرورياً في العين والتي افتتحتها بلدية مدينة العين، وشركة أبوظبي للخدمات العامة «مساندة» تقاطعات الأفلاج رقم /115/، والقصر رقم /118/، والأهلية رقم /166/، وتقاطع ورقم /177/ المعروف بروتانا، وذلك بالتعاون والتنسيق مع مركز النقل المتكامل في إمارة أبوظبي، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، في خطوة تدعم انسيابية الحركة المرورية، وتعزز أمن وسلامة مستخدمي شبكة الطرق المحلية.وتأتي التقاطعات ضمن المشاريع التطويرية الأربعة التي نفذتها «مساندة» في مدينة العين والبالغة تكلفتها 438 مليون درهم، وذكر مركز النقل المتكامل أن تلك التقاطعات تهدف إلى الارتقاء بجودة الخدمات المتوفرة لمستخدمي الطرق؛ حيث تعزز تكامل الحركة المرورية على شبكة الطرق المحلية، بما يسهم في رفع الكفاءة التشغيلية للطرق، ويعزز أمن وسلامة المجتمع.من جهتها، أكدت القيادة العامة لشرطة أبوظبي أن التقاطعات الجديدة على الطرق في مدينة العين تعزز انسيابية الحركة المرورية، وتوفر أقصى درجات السلامة للسائقين والمشاة، وذلك ضمن تكامل جهود الشركاء الاستراتيجيين في تطوير البنية التحتية وفق المعايير التي تراعي اشتراطات السلامة العامة.شركة «مساندة» أوضحت أن تقاطع الأفلاج تضمن أعمال الزراعات التجميلية والأرصفة؛ حيث يحتوي المشروع على توسعة للطرق المحيطة بدوار الأفلاج، عبر توفير 3 مسارب للقادمين من مزيد باتجاه المنطقة الصناعية بالعين، وتوفير 3 مسارب أخرى للقادمين من مزيد باتجاه منطقة وسط المدينة، إلى جانب توفير أرصفة للمشاة والزراعة التجميلية في منطقة المشروع.بينما تم افتتاح تقاطع القصر رقم 118، وتقاطع رقم 177 المعروف باسم روتانا بشكل متكامل للحركة المرورية في التقاطعين، ويتمثل المشروع الثالث في إنشاء نفق عند دوار الشيخ سلطان بن خليفة سيخدم شارع خالد بن سلطان وطرق المنطقة الصناعية في العين، ويسير العمل في هذا المشروع وفق الخطة الموضوعة للتنفيذ.وافتتحت «مساندة» تقاطع رقم 166 المعروف بتقاطع الأهلية بشكل كامل للحركة المرورية؛ حيث ينفذ التقاطع ضمن المشروع الرابع المتمثل في تحسين الحركة المرورية للطرق المحيطة باستاد العين الجديد في منطقة الطوية، وأكدت الشركة حرصها في تنفيذ المشاريع على تحقيق أفضل معايير السلامة المرورية، ومراعاة شروط الاستدامة البيئية، وتحقيق التدفق المروري الآمن بما يضمن تعزيز مكونات البنية التحتية، وتحقيق تطلعات المجتمع نحو إيجاد الطرق الآمنة ذات معايير السلامة العالمية. نفق وتقاطعات وأفاد المهندس صالح الشيبة المزروعي، المدير التنفيذي لقطاع الطرق والبنية التحتية بالإنابة في «مساندة»، بأن الشركة تنفذ المشاريع التطويرية الأربعة، في إطار حرصها على تجسيد رؤية القيادة الرشيدة للدولة نحو توفير بنية تحتية عالية الجودة، تلبي حاجات الفرد والمجتمع، وتتماشى مع أفضل المعايير العالمية، وتستهدف الارتقاء بمستوى الحياة وجودة الخدمات المتوافرة.واشار إلى أن المشاريع تتعلق بتطوير وتحويل الدوارات القائمة إلى تقاطعات إشارات ضوئية وسط مدينة العين، من خلال 5 دوارات ب3 حارات في كل اتجاه شاملاً تحويل جميع الدوارات إلى تقاطعات إشارات ضوئية، وزيادة عدد الحارات في كل اتجاه، وإضافة تقاطع جديد لخدمة مسجد الشيخ خليفة بن زايد ووسط المدينة.وأشار إلى إنشاء نفق عند دوار الشيخ سلطان بن خليفة، والذي سيخدم شارع خالد بن سلطان وطرق المنطقة الصناعية في العين، وهو عبارة عن دوار ب3 حارات في كل اتجاه، ويتضمن تحويل الدوار إلى نفق في الاتجاه الغربي، إضافة إلى تقاطع إشارة ضوئية فوق النفق تخدم المنطقة الصناعية، وتبلغ قيمة عقده 103.288.179 مليون درهم، تصل مدته إلى 20 شهراً؛ حيث بدأت الأعمال فيه منتصف عام 2018 وتنتهي في فبراير/شباط 2020؛ ليتضمن تحويل دوار سلطان بن خليفة إلى إشارات ضوئية، وإنشاء نفق مزدوج بثلاث حارات، وعدد 4 مواقف للحافلات وأعمال خدمات الطرق وإنارة الشوارع وأرصفة المشاة، وتوسيع جسر وادي المراغ، إلى جانب أعمال الزراعة التجميلية.وأضاف المزروعي، إن المشروع الرابع يتمثل في تحسين الحركة المرورية للطرق المحيطة باستاد العين الجديد في منطقة الطوية، وهو عبارة عن دوارين ب3 حارات في كل اتجاه، ونفق يعلوه دوار من الأعلى، ويشمل تحويل الدوارين إلى تقاطعات إشارات ضوئية، مع زيادة في الحارات من كل اتجاه، وإغلاق النفق من الأعلى، وإنشاء تقاطع إشارة، إلى جانب إنشاء جسر للمشاة. دوار الغزلان وفي لفتة قدرها مجتمع مدينة العين في إطار عمليات تطوير الحركة المرورية، وجهت دائرة التخطيط العمراني والبلديات في بلدية مدينة العين، بتثبيت معلم دوار الغزلان في مشروع التقاطع الحديث في منطقة المعترض، بين شارعي زايد بن سلطان مع شارع خليفة بن زايد الأول، ويأتي هذا التوجه ضمن سعي البلدية للمحافظة على المعالم المعروفة والمرتبطة بالمدينة؛ حيث تشهد منطقة وسط مدينة العين عدداً من مشاريع تحويل الدوارات إلى تقاطعات إشارات ضوئية.وأكد المهندس ناصر العرياني، مدير إدارة الطرق الداخلية والبنية التحتية، أن البلدية ستقوم بتثبيت معلم الغزلان المعروف به هذا الدوار سابقاً بجانب التقاطع بشكل جمالي، وبشكل يشبه الشكل الموجود سابقاً، بعد بناء قاعدة خرسانية مرتفعة، وإضافة الزراعات التجميلية في المنطقة المحيطة بالتقاطع؛ لتبدو بشكل يناسب التطور الحديث للشارع، ويبرز المعلم، وأشار إلى أن إدارة الطرق الداخلية والبنية التحتية قامت بالحصول على الموافقات اللازمة لتثبيت معلم الغزلان بجانب التقاطع المقترح، وبدأت الأعمال الإنشائية لتعديل الدوار إلى تقاطع إشارات ضوئية، وتنفيذ الزراعات التجميلية والمماشي ومسار الدراجات الهوائية وإنشاء المعلم الجديد.وتسعى بلدية مدينة العين للحفاظ على المعالم البارزة والأشكال الفنية والهندسية الموجودة في المدينة، إلى جانب دراسة إعادة عدد من المعالم المعروفة والموجودة في الدوارات سابقاً، ووضعها في جوانب التقاطعات بشكل جمالي يحافظ على وجودها؛ نظراً لارتباطها الكبير بمدينة العين وسكانها، وتعدّ الأشكال والمعالم الموجودة على الدوارات السابقة أحد المعالم المعروفة والتي تميز المدينة، وجارٍ العمل على دراسة كيفية إعادة تثبيتها لإبرازها والمحافظة عليها في ظل المشاريع الحديثة لاستبدال الدوارات بالتقاطعات المرورية. مميزات التقاطعات تدعم مشاريع التقاطعات المرورية التي نفذتها بلدية العين الانسياب المروري في المدينة، من خلال تخفيف الازدحام، وتقليل فترة الانتظار في أوقات الذروة.وستسهم مشاريع التقاطعات في استيعاب حجم الحركة المرورية المتزايدة نتيجة التطور العمراني الذي تشهده المدينة.وضمن أهداف بلدية العين في مشاريع التقاطعات المرورية، توفير مسارات آمنة ومتطورة للمشاة ومستخدمي الدراجات الهوائية.قامت البلدية بتجميل أكتاف الطريق في مشاريع التقاطعات المرورية بالزراعات التجميلية المحلية؛ لتطبيق أعلى معايير الاستدامة البيئية.وضمن مشروع التقاطعات المرورية الجديدة هناك أنظمة ذكية للإشارات الضوئية قادرة على توفير مسارات سالكة لمركبات الإنقاذ، كسيارات الدفاع المدني والإسعاف والشرطة للوصول لوجهاتهم في أقصر مدة زمنية.وضمن خططها في رفع كفاءة الطريق وتعزيز الأمن والسلامة، أجرت بلدية العين 340 عملية تدقيق للسلامة المرورية بمشاريع الطرق والبنية التحتية، وتقيم معايير السلامة المرورية لعدد 480 موقعاً متفرقاً خلال العام الحالي.
مشاركة :