عبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، عن أسفه وانزعاجه لإعلان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الفواق الليبية، فائز السراج، عزمه على الاستقالة من منصبه في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.وبدا إردوغان مستاء من إعلان السراج نيته الاستقالة بعد أيام قليلة من لقائهما في إسطنبول قبل أسبوع. وقال في تصريحات لمجموعة من الصحافيين عقب صلاة الجمعة في إسطنبول أمس: «لقد التقيت السراج الأسبوع الماضي في إسطنبول... بالطبع حدوث مثل هذا التطور، وتلقي مثل هذ النبأ بعد ذلك اللقاء، كان أمرا مؤسفا بالنسبة لنا».وأضاف إردوغان أن تركيا أبلغت بعض الرسائل إلى السراج عقب إعلانه نيته الاستقالة، مشيرا إلى أن لقاءات بين وفود من تركيا وحكومة «الوفاق» قد تجري خلال الأسبوع الحالي. وعبر عن أمله في أن يتم استيضاح الأمور خلال هذه اللقاءات المرتقبة.في غضون ذلك، لفت إردوغان إلى وقوع تطورات «سلبية للغاية» في طرابلس في فترة من الفترات. في إشارة إلى محاولات الجيش الوطني الليبي، برئاسة المشير خليفة حفتر، السيطرة على العاصمة الليبية، قائلا إن تركيا «تدخلت في ليبيا، وساندت الحكومة الشرعية في مواجهة عدوان حفتر».وكان السراج قد أعلن في خطاب متلفز مساء الأربعاء، رغبته في تسليم السلطة نهاية شهر أكتوبر المقبل، وأقر بأن حالة الاستقطاب جعلت كل المباحثات الهادفة إلى إيجاد تسويات سلمية شاقة، وفي غاية الصعوبة، متهماً أطرافاً، لم يسمها، بـ«المراهنة على خيار الحرب». كما أوضح أن حكومته لم تكن تعمل في أجواء طبيعية، أو حتى شبه طبيعية منذ تشكيلها، وكانت تتعرض كل يوم لـ«المؤامرات داخلياً وخارجياً». مرحبا بما تم إعلانه في المشاورات الليبية التي ترعاها الأمم المتحدة.وجاء إعلان السراج بعد أسابيع من مظاهرات ضخمة شهدتها طرابلس، وعدد من مدن الغرب الليبي، احتجاجا على أداء حكومة الوفاق، حيث كانت الاحتجاجات تطالب برحيله، بعدما ارتفع مستوى الغليان بين سكان ليبيا، لا سيما الشباب، بسبب تدهور مستوى المعيشة وتفشي الفساد.وصرح مسؤول تركي لوكالة «رويترز» بأن إعلان استقالة السراج «كانت ثاني مفاجئة في الآونة الأخيرة لأنقرة فيما يتعلق بليبيا بعد إعلان وقف إطلاق النار في الشهر الماضي».وقال المسؤول الذي تحفظ على ذكر اسمه: «نفضل بقاء السراج في منصبه لأنه من الممكن تحت قيادته ظهور ليبيا موحدة، قادرة على حل مشاكلها». ومشيرا إلى أنه «إذا ترك السراج منصبه فهناك بعض الأسماء المشاركة في العملية، ويمكنها تولي زمام حكومة الوفاق الوطني. وهذه بالطبع مسائل خاصة بليبيا. لكن تركيا قد توفر بعض الدعم».
مشاركة :