القاهرة (الاتحاد) لما كان يوم فتح مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالًا حتى أذن على ظهر الكعبة، فقال عتاب بن أسيد بن أبي العيس، الحمد لله الذي قبض أبي حتى لم ير هذا اليوم، وقال الحارث بن هشام، أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذناً؟!، وقال سهيل بن عمرو، إن يرد الله شيئا يغيره، فأتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما قالوا، فدعاهم وسألهم عما قالوا، فأقروا، فأنزل الله تعالى قوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، «سور الحجرات: الآية 13»، وزجرهم عن التفاخر بالأنساب والتكاثر بالأموال والازدراء بالفقراء. وجوه القوم وذكر الواحدي في أسباب النزول، أن ابن عباس قال نزلت في ثابت بن قيس، وقوله في الرجل الذي لم يفسح له ابن فلانة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من الذاكر فلانة؟، فقام ثابت فقال أنا يا رسول الله، فقال: «انظر في وجوه القوم»، فنظر، فقال: ما رأيت يا ثابت؟» فقال رأيت أبيض وأحمر وأسود قال: «فإنك لا تفضلهم إلا في الدين والتقوى». وقال يزيد بن شجرة، مر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ببعض الأسواق بالمدينة، وإذا غلام أسود قائم ينادى عليه: بياع فيمن يزيد، وكان الغلام يقول من اشتراني فعلى شرط، قيل ما هو؟ قال لا يمنعني من الصلوات الخمس خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتراه رجل على هذا الشرط، وكان يراه الرسول عند كل صلاة مكتوبة ففقده ذات يوم، فقال لصاحبه: «أين الغلام؟» فقال محموم يا رسول الله، فقال لأصحابه: «قوموا بنا نعوده»، فقاموا معه فعادوه، فلما كان بعد أيام قال لصاحبه: «ما حال الغلام؟»، فقال يا رسول الله إن الغلام لما به، فقام ودخل عليه وهو في برحائه، فقبض على تلك الحال، فتولى رسول الله غسله وتكفينه ودفنه، فدخل على أصحابه من ذلك أمر عظيم، فقال المهاجرون هجرنا ديارنا وأموالنا وأهلينا فلم ير أحد منا في حياته ومرضه وموته ما لقي هذا الغلام، وقالت الأنصار آويناه ونصرناه وواسيناه بأموالنا فآثر علينا عبداً حبشياً، فأنزل الله تعالى هذه الآية، ليقول لهم إنكم بنو أب واحد وامرأة واحدة، وأراهم فضل التقوى بقوله: (... إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ...)، «سورة الحجرات: الآية 13». آدم وحواء ... المزيد
مشاركة :