أعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) اليوم (الجمعة) عن "القلق البالغ" إزاء ارتفاع أعداد رحلات الهجرة على متن قوارب من لبنان إلى قبرص خلال الأسابيع الأخيرة. وقالت المنظمتان في بيان مشترك اليوم إنهما تعربان عن "القلق البالغ إزاء ارتفاع أعداد الرحلات المنظمة ذاتيا من لبنان على متن قوارب والمتوجهة إلى قبرص خلال الأسابيع الأخيرة". وأبدتا "صدمة إزاء الوفيات والمخاطر، التي يتكبدها العديد من الرجال والنساء والأطفال في محاولاتهم البائسة للبحث عن سبل للصمود والبقاء". وأنقذت القوة البحرية التابعة لقوات الأمم المتحدة بجنوب لبنان (يونيفيل) في 14 سبتمبر الجاري قاربا كان يقل 37 راكبا، بينهم 12 طفلا قبالة الساحل اللبناني، خلال رحلة بحرية دامت أسبوعا "تحت أشعة الشمس الحارقة"، بحسب البيان. وأشار إلى أن "عددا من الركاب قد فارق الحياة" في هذه الرحلة، معتبرا أن "هذه الحادثة، ما هي إلا تذكير مأساوي باليأس، الذي يشعر به عدد متزايد من الأشخاص في لبنان". وقال إن "الآثار الناجمة عن الأزمة الاقتصادية والمالية المتجذرة، وتفشي مرض (كوفيد-19)، وانفجار مرفأ بيروت أخيرا دفعت بالكثيرين إلى حافة الهاوية". ويعاني لبنان من أزمات سياسية واقتصادية ومالية حادة أدت إلى تفاقم الفقر والبطالة والتضخم المالي وانهيار العملة الوطنية، فاقمتها تداعيات تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وكارثة انفجار مرفأ بيروت في أغسطس الماضي. وأكدت ممثلة مفوضية اللاجئين في لبنان ميراي جيرار، "تواصل جهود البحث والإنقاذ للعثور على ركاب آخرين كانوا فقدوا في البحر أثناء الرحلة". على صعيد متصل، كلف رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب اليوم وزير الخارجية شربل وهبة، إجراء الاتصالات اللازمة مع السلطات القبرصية لمتابعة قضية اللبنانيين المفقودين في البحر من طرابلس كبرى مدن شمال لبنان، وفق بيان رسمي. وكان الدفاع المدني اللبناني قد انتشل مساء أمس الخميس جثة من البحر جنوب بيروت تعود لشاب من سكان طرابلس كان على متن قارب انطلق قبل نحو عشرة أيام من شمال لبنان إلى قبرص وضل طريقه، وتوفي على متنه أطفال، وفقد أثر سبعة شبان يعتبر مصيرهم مجهولا. ويوم الثلاثاء الماضي تم إعادة 81 مهاجرا من قبرص إلى مدينة طرابلس الساحلية، وذلك غداة إحباط الجيش اللبناني محاولة تهريب 27 شخصا من الجنسيتين اللبنانية والسورية إلى قبرص بحرا بعدما اعترض مركبا كانوا على متنه مقابل شاطىء منطقة عكار بشمال لبنان. وتنشط شبكات تهريب للأشخاص عبر البحر في شمال لبنان المقابل للشواطىء القبرصية مقابل مبالغ مالية تتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف دولار للشخص الواحد.
مشاركة :