ينسلخ البعض من هويته بسبب فقدان الثقة بها والانهزام الحضاري

  • 7/31/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في سبيل تشريف الوطن ينطلق العشرات من خريجي الثانوية العامة سنويًا إلى بلاد الغربة في تلك المناطق البعيدة استكمالًا لدراستهم الجامعية والسعي للارتقاء على سلالم العلم وحصد الشهادات العالية، وفي ذلك قواعد وضوابط.. سلوك ونتائج قد تنبني عليها حياة الشخص، بين الفوائد العظيمة والعواقب الوخيمة، بين الجد والاجتهاد من طرف واللعب الاستهتار من طرف آخر، يحدثنا الدكتور صلاح المجذوب بعد تجربته الطويلة في الاغتراب عن الوطن والدراسة في الخارج عن ذلك، وكما قالوا: من رأى لا كمن سمع. ] هل تنصح خرّيج الثانوية بالدراسة الجامعية في البلدان الأوروبية؟ - الدراسة في البلدان الأوروبية والغربية عمومًا مفيدة جدًا ولكن أبناءنا الطلاب يتفاوتون في رغباتهم وتخصصاتهم وقدرتهم على تحمل الغربة وضغط الدراسة في الخارج، ولهذا ينبغي على الطالب والطالبة النظر في كل هذه العوامل وبناء القرار على هذه العوامل، وقد يجد البعض أن طبيعة تخصصه وطبيعة شخصيته تجعل الدراسة في الخارج أفضل، بينما سيجد البعض الآخر أن الدارسة في المنطقة العربية أفضل بالنسبة له. ] ما صفات الشاب المؤهل للتغرّب عن بلده بهدف الدراسة؟ - الشاب الذي سيتغرب للدراسة لا بد أن يكون جادًا ومخلصًا جدًا في موضوع الدراسة أولًا، حيث ان ضغط الدراسة في الجامعات الغربية شديد، وأيضا لا بد لهذا الشاب أن يكون لديه القدرة في الاعتماد على نفسه في شؤون حياته، كما أؤكد على أن يكون سفير خيرٍ لوطنه ممثلًا لأخلاق الدين الحنيف والعادات العربية الأصيلة، ومن المهم أن يكون لديه القدرة في الانفتاح على المجتمعات الأخرى دون الذوبان فيها، بل يكون الانفتاح بشخصية واثقة من نفسها ومن حضارتها ودينها. ] هل يؤثر تغيّر البيئة على الشاب فترة دراسته؟ - نعم لا شك أن تغير البيئة يؤثر على الشاب خاصة في هذه المرحلة العمرية التي يكوّن فيها الشاب شخصيته ونظرته للحياة وهذا التغير بالإمكان أن يكون إيجابيًا أو سلبيًا حسب طريقة تعامل الطالب مع هذا الوضع، ومن المهم أن يتم إعداد الطالب قبل السفر ليتمكن من جعل هذا التغير إيجابيًا له. ] لماذا نرى البعض ينسلخ من هويته عندما يتغرّب؟ - سبب الانسلاخ مرتبط بضعف الهوية ابتداءً وبفقدان الثقة بهويتنا العربية الإسلامية، وبصراحة مرتبط بالانهزام الحضاري الذي يعاني منه العديد من أبناء الأمة العربية والإسلامية، والحل مرتبط بأن ندرس أبناءنا حضارتهم وتاريخهم وعدل ورحمة وعزة دينهم، ومن الأمثلة البسيطة التي نستطيع القيام بها لزرع العزة هي تعليم أبناءنا تاريخ العلوم الإسلامية من خلال معرض 1001 اختراع إلامي والذي قامت وزارة التربية بعمله مؤخرًا في البحرين وقد وجدنا دهشة وعزة ومتعة لدى أبنائنا عند زيارتهم هذا المعرض . ] كيف يختار الشاب صحبته من العرب والأجانب في بلاد الغربة؟ - اختيار الصحبة مهم جدًا في الغربة وفي الوطن أيضا، والمطلوب هي الصحبة التي تعينك على تحقيق أهدافك من الدراسة والتعلم والتفوق والاستفادة مما في هذا البلد أو ذاك من العلوم والحضارة والتقدم، ولا بد للإنسان من الترويح عن نفسه، ولكن نعود إلى قضية بناء الشخصية القوية العزيزة التي تؤثر وتتعلم وليست الشخصية المنهزمة التي لا تؤثر وإنما تتأثر وتقلد بانكسار، فإذا بنينا في أبنائنا هذه الشخصية القوية وزرعنا فيهم الأهداف النبيلة فإنهم حتمًا سيبحثون بأنفسهم عن الصحبة الصحيحة ويتعاملون مع العرب والأجانب من موقف الثقة والعزة بالنفس. ] كيف يأمن الشخص على نفسه في البلدان التي تكثر فيها الأسلحة والجرائم والعصابات؟ بصراحة ينبغي تجنب مثل هذه المناطق وقد رأينا مع الأسف في بعض المناطق في الغرب أن هناك من أبناء العرب والمسلمين من انضم الى عصابات الشوارع والمخدرات وكانت النتائج كارثية، ولكن للإنصاف فهذا الامر هو في دول غربية معينة وفي مناطق معروفة وليس في جميع الدول. ] ما رأيك في سكن الجامعات الطلابي؟ وهل تنصح به أم بالسكن الخاص؟ السكن الجامعي يتفاوت من جامعة إلى اخرى وبعض الجامعات فيها سكن داخلي جيد ولكن مع الأسف ينتشر في سكن الطلاب العديد من الأمور التي تدمر حياة الطالب وخاصة المخدرات والتي أصبحت بعض أنواعها قانونية أو شبه قانونية في العديد من الدول الغربية. ] يقال: ان الغربة تربّي.. كيف يكون ذلك؟ نحن تربينا على الاعتماد على والدينا ويستمر هذا الاعتماد في الكثير من الأسر حتى بعد أن يتخرج الطالب من الجامعة، كما تعودنا على الخدم اللائن يقمن بخدمتنا بشكل كبير، وكل هذا يختفي في الغربة ويضطر الشاب على الاعتماد على نفسه مما يبني الشخصية ويحفز القدرات ويزرع الثقة بالنفس ويقلل من الاعتمادية على الوالدين، وخاصة لدى الطالب الجامعي الذي يحصل على وظيفة جزئية فيعمل في مكتبة الجامعة أو في مرافقها الأخرى، ومثل هذه الأعمال لها فوائد تربوية كبيرة وإن كانت نادرة لدى الطالب الخليجي عمومًا. ] ما كلمتك الأخيرة للدارسين في الخارج ليشرّفوا إسلامهم وأوطانهم؟ النصيحة الأخيرة هي دراسة الحضارة الإسلامية واسهاماتها في العلوم والفنون والآداب، ومعرفة مكانة هذه الحضارة الراقية المتميزة بين الحضارات الأخرى، والحمد لله هناك العديد من الكتب اليوم التي تشرح لنا التاريخ الجميل لهذه الحضارة وما أتت به من معجزات فكرية وعلمية وفنية وتربوية، وبعد ذلك دراسة الحضارات الأخرى والانفتاح عليها والاستفادة منها أيضا ولكن من موقع العزة والقوة .

مشاركة :