افتتح مغني الأوبرا البيروفي خوان دييغو فلوريز من بيرو، والسوبرانو اللبنانية الكندية جويس الخوري، مساء أمس الأول، الدورة الثلاثين من مهرجانات بيت الدين أمام جمهور ملأ باحة قصر الإمارة اللبناني المشيد في مطالع القرن التاسع عشر. وأسر المغني الأسمر، الذي يوصف بأنه خليف بافاروتي، الحاضرين الذين وصل عددهم إلى 1200بصوته القوي وحضوره اللطيف، في باحة قصر إمارة الأسرة الشهابية التي حكمت جبل لبنان بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر في عهد السلطنة العثمانية. واستهل الحفل بافتتاحية أوركسترالية من أوبرا لا سينرينتولا للإيطالي جواكينو روسيني (1792-1868)، ثم أنشد فلوريز بمشاركة ضيفته السوبرانو جويس الخوري أعمالاً غنائية بمرافقة أوركسترا جواكينو روسيني الفيلهارمونية بقيادة الأمريكي كريستوفر فرانكلن، والتي ضمت نحو 60 عازفاً توزعوا على الآلات الوترية من كمان وفيولونسيل وكونترباص، وآلات النفخ والإيقاع. وكان مقرراً أن يتضمن الحفل قسمين أساسيين، ولكن نزولا عند رغبة الجمهور وهتافاته، قدم المغنيان قسماً ثالثاً إضافياً. وسبق أن أدى فلوريز أدواراً أوبرالية عدة على أهم مسارح العالم، وهو ابن عازف للغيتار يؤدي أغنيات شعبية تقليدية من التراث البيروفي. وتستمر دورة العام الحالي من مهرجانات بيت الدين، أحد أعرق المهرجانات وأهمها في لبنان، حتى الخامس من سبتمبر/أيلول، في ظل توترات أمنية وسياسية باتت أمراً معتاداً منذ سنوات في هذا البلد الصغير. ويقام المهرجان سنوياً في بلدة بيت الدين الجبلية الواقعة على بعد أربعين كيلومتراً جنوب شرقي بيروت، ويستضيف وجوهاًُ فنية كبيرة من لبنان والعالم العربي والعالم. ويتضمن برنامجه لهذه السنة حفلات لمغني الروك البريطاني ديفيد غراي ومغنية الجاز البريطانية ريبيكا فيرغسون والموسيقي اللبناني مارسيل خليفة والفنان العراقي كاظم الساهر والسوبرانو الروسية أنا نيتربكو وأمسية كلاسيكية من تأليف الموسيقي الأرمني تيغران منسوريان. كذلك يقدم المخرج اللبناني هشام جابر مسرحيته الغنائية بار فاروق في 20 و21 و22 أغسطس/آب. أما الختام فمع المغنية المصرية ريهام عبدالحكيم في تحية إلى المطربة الراحلة أم كلثوم.
مشاركة :