معارض المنتجات النسائية منفعة متبادلة ومكسب مشترك

  • 7/31/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر المعارض النسائية من أكثر الأنشطة رواجاً في الوقت الراهن، حيث أصبحت متنفساً للعديد من ربات البيوت الموهوبات والطموحات لعرض مواهبهن وتحقيق طموحاتهن وفي نفس الوقت تحقيق الربح المادي والمعنوي من دون التقصير في رعاية أطفالهن وأسرهن. ولا تقتصر فائدة اقامة المعارض النسائية على النساء المشاركات بها فقط بل أصبحت تقدم خدمة حقيقية ومميزة لغيرهن من النساء والأسر العربية التي تستفيد بما تقدمه هذه المعارض من منتجات مميزة كثير منها يكون صناعة يدوية وذات خامات عالية الجودة وغير متوافرة بالأسواق التقليدية وفي نفس الوقت تحصل عليها بأسعار مناسبة. مع اقتراب شهر رمضان تكثر هذه المعارض ويزداد الإقبال عليها الأمر الذي دفعني لإجراء جولة بين رواد هذه المعارض من البائعات والمشتريات على حد سواء. في بداية جولتي بالمعرض استوقفتني طاولة العرض الخاصة بقدر الهواش والتي تعرض مجموعة من ملابس الصلاة النسائية من تصميمها وتنفيذها وتقول: مع قدوم شهر رمضان المبارك تبحث كثير من السيدات عن ملابس جديدة ولائقة للصلاة لتمكنهن من الذهاب للمساجد وأداء صلاة التراويح بشكل يومي، وأهم ميزة في ملابس الصلاة أن تكون مريحة وفضفاضة ولا تشف ولذلك فالخامات الجيدة شديدة الأهمية، حيث يجب اختيار الأقمشة القطنية لصناعتها ويفضل أن يعتمد التصميم على الأسلوب البسيط الهادئ من دون الحاجة لزخارف وبهرجة فيها، لذلك فكرت في تصميم وتنفيذ ملابس للصلاة من خامات جيدة مثل قماش الزبدة أو برج العرب أو قماش القطن الفاخر وكلها مناسبة للأجواء الحارة، وأشتريها من الأسواق المتخصصة من دبي والشارقة مثل سوق مرشد بدبي والغوير بالشارقة، ويسعدني العمل على تصميم هذه الملابس وتقديمها للسيدات بربح بسيط وهن يشعرن بالفعل بالفارق لأن المنتجات أفضل من الملابس الموجودة بالسوق. وتضيف قدر: يسعدني عرض منتجاتي في هذا المعرض فأقوم بعمل نافع أساعد زوجي في إعالة أسرتي وأقدم للناس منتجات عالية الجودة بسعر رخيص وهم يحتاجونها بالفعل مع قدوم الشهر الكريم. أنتقل لأتفقد طاولة أخرى ومشروع نسائي آخر تشترك فيه اثنتان من الصديقات، مشروع لصناعة الحلويات والمأكولات الصحية وبدأت حديثي عن المشروع مع ليليانا قموة من الأردن تقول: بدأت فكرة المشروع عندما لاقت الحلويات التي كنت أصنعها في أعياد ميلاد أبنائي استحسان الجميع وشجعني أصدقائي على إقامة مشروعي الخاص وبالفعل انتظمت في دورة تدريبية تهتم بتزيين الكيك بمعهد ويلتون بدبي وبعدها بدأت المشروع مع صديقتي إيمان وفكرنا في صناعة حلويات صحية من دون إضافة أي سكر، وهكذا اعتمدنا فقط على عسل النحل لوسيلة للتحلية ليكون صحياً ومثالياً، وحتى النوتيلا قمنا بصناعتها في البيت بطريقة صحية وبلا سكر باستخدام زبدة البندق والكاكاو وعسل النحل والفانيليا، وقمنا أيضاً بصناعة مخبوزات من دون طحين القمح ولكنها مصنوعة من طحين اللوز والمكسرات. وتتدخل في الحديث شريكتها وصديقتها إيمان بو زيد من المغرب لتقول: أنا مصابة بحساسية ولا أستطيع تناول أي شيء به طحين أو قمح، وبما أن الحاجة أم الاختراع فكرت في استبدال طحين القمح ببدائل مختلفة وصحية وطيبة المذاق ولذلك قمنا بتنفيذ الكيك المصنوع من طحين اللوز والجوز والبندق ونخلطها بأنواع معينة من الفواكه أو الخضروات المغذية والمفيدة والتي لا يأكلها الأبناء عادة مثل القرع والشمندر والكوسا والجزر والتحلية باستخدام عسل النحل ونعتمد في منتجاتنا على مكونات طبيعية. في زحام المعرض لمست حالة من الشغف عند الكثير من الزوار والزبائن الذين بدا عليهم اعتياد التسوق من خلال هذا النوع من المعارض التي تذوب فيها العلاقات بين البائع والمشتري، ألتقي بإحدى المشتريات، أميرة فتوكر من سوريا تقول: معتادة على التسوق في المعارض النسائية وأحرص دائماً على زيارتها ومشاهدة معروضاتها كلما علمت بانعقاد أحدها، فكثيراً ما أجد بها أشياء تثير الاهتمام ومميزة وغير موجودة في أماكن أخرى خاصة المصنوعات اليدوية والقطع والتصميمات الفريدة التي لا يوجد لها مثيل في مكان آخر كما تتوافر مجموعة كبيرة من المنتجات المتنوعة في مكان واحد مثل الملابس والحقائب والمأكولات ومستلزمات الصحة والجمال، فهذه الأسواق لا تحمل فائدة للبائعات فقط لأن المشتري أيضا يستفيد، فهي فائدة مشتركة بينهما. أما لين العبد الله (16 سنة - طالبة بالشارقة) فتقول عن زيارتها للمعرض:أنا من هواة زيارة المعارض النسائية حيث تعودت على زيارتها باستمرار مع أمي وعلمت اليوم بهذا المعرض عن طريق دعاية وجدتها في البناية التي أقطن بها فلم أفوت الفرصة وخاصة أننا مقبلون على شهر رمضان وعادة ما أجد في هذه المعارض شيئاً مختلفاً ومميزاً في الجودة أو السعر أو تفرد المنتجات وتميزها، كما أن التعامل مع البائعات يكون ودياً فهن فتيات مثلي أو سيدات مثل أمي، لسن محترفات وهدفهن ليس فقط تحقيق أكبر ربح بل أيضاً التواصل وفتح مجال أكبر لتوسيع دائرة الزبائن. أما نور يوسف من سوريا، فتقول: أعيش بالإمارات منذ 13 عاماً وكنت أسمع كثيراً عن هذه المعارض النسائية من صديقاتي ولكن هذه المرة الأولى التي أشارك بها في إحداها، فأنا أحب شراء الملابس واختيارها لهذا أقوم بعمل طلبيات لشراء ملابس للسيدات والفتيات من الشام وتركيا تناسب كل الأذواق وبأسعار مقبولة للجميع، وفي اختياراتي أسعى للبحث عن أذواق مميزة وغير موجودة بالأسواق داخل الدولة، فأنا بهذا أقدم خدمة للسيدات بتوفير هذه المعروضات بين يديهن وتوفير تكاليف السفر لتركيا مثلاً لشرائها كما تفعل الكثيرات من النساء. الثوب الفلسطيني من بين المشاركات بالمعرض عالية سجادة من فلسطين، تقول: أعيش في الإمارات منذ 20 عاماً وأنا من مواليد الكويت ومعي جواز سفر أمريكي ولكن رغم سنوات الغربة الطويلة بعيداً عن وطني فلسطين لم أنس عشقي للثوب الفلسطيني الذي أجيد تصميمه وتطريزه بنفسي وأستمتع بحياكة كل غرزة فيه، فكل غرزة لها الكثير من المعاني والذكريات ونادراً ما أحتاج للاستعانة بمساعدة من مشغل أو ماكينة لإنجاز العمل في وقت أقل لأن تنفيذ الثوب الواحد يدوياً يستغرق حوالي شهرين، وهكذا أجد نفسي أحتضن (فعلياً لا مجازاً) كل قطعة لوقت طويل وأنا أطرزها فأشعر بأنها قطعة بلا مثيل فهي ليست نسخة مكررة مثل التي تنتجها المشاغل الآلية، وهذا ما يميزها. وتضيف : بدأت الفكرة عندما قمت بتصميم أول ثوب فلسطيني لابنتي لترتديه في حفل ليلة الحنة الخاص بها وبالفعل لاقى الزي إعجاباً كبيراً ومن هنا جاءت الفكرة وقررت تطويرها وتنميتها بصناعة المفارش الكروشيه ثم تصميم المزيد من الأثواب الفلسطينية التي تحمل تراث بلادي وهذه المرة الثالثة التي أشارك في معرض للمنتجات النسائية لأنني وجدته حلاً مثالياً لعرض منتجاتي وتحقيق طموحاتي لأن من الصعب امتلاك محل خاص بي، وأرى أن المعارض تحقق متعة مزدوجة للبائع والشاري.

مشاركة :