خلال أزمة الجفاف الحاد التي حدثت في جنوب مدغشقر، أثبت التين الشوكي فائدته للسكان وحيواناتهم كمصدر أساسي للإمداد بالغذاء والعلف والمياه. وكانت المنطقة نفسها قد عانت فيما مضى من مجاعة شديدة حدثت نتيجة الجهود الرامية إلى استئصال نبتة التين الشوكي التي اعتبرها البعض غير ذات قيمة،  لكن سرعان ما تم إعادتها، ولا سيما إذا أُعتني بها كمحصول زراعي بدلا من اعتبارها عشبة برية ضارة. لنشر الوعي حول طريقة العناية بنبات التين الشوكي وإدارته بكفاءة، أطلقت الفاو ( منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ) بالتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) كتابًا بعنوان إيكولوجيا المحاصيل، زراعة التين الشوكي واستخداماته ،  ويقدم الكتاب الجديد نصائح حول كيفية الاستفادة من هذه النبتة في الطهي، إذ يستخدمها سكان موطنها الأصلي، المكسيك، منذ قرون في الطهي، وتعد الآن من تقاليد الطعام الراسخة في صقلية. تغير المناخ وتزايد مخاطر الجفاف أسباب قوية لزيادة الاهتمام بنبات التين الشوكى ليصبح محصولًا أساسيًا في العديد من المناطق فى العالم مع انتشار الجفاف وتدهور حال التربة ودرجات الحرارة المرتفعة. تعد البرازيل موطنًا لأكثر من 500,000 هكتار من مزارع التين الشوكي لاستخدامها كأعلاف. إن قدرة التين الشوكى على العيش في إطار المناخ الجاف والقاحل تجعله من النباتات الرئيسية والمهمة في الأمن الغذائي.وفضلًا عن كونه مصدرًا للغذاء، يخزن التين الشوكي الماء في فروعه ليشكل بذلك بئرًا نباتيًا يمكن أن يخزن ما يصل إلى 180 طن من المياه للهكتار الواحد، وهو ما يكفي للحفاظ على حياة خمسة أبقار بالغة، الأمر الذي يشكل زيادة مستدامة في انتاجية المراعي التقليدية. وفي أوقات الجفاف ارتفع معدل الحفاظ على حياة الماشية ارتفاعًا كبيرًا في المزارع التي تزرع التين الشوكى المرشح ليصبح أحد أبرز وأهم المحاصيل للقرن الحادي والعشرين.في إيطاليا والأماكن التي تستخدم الري في المكسيك، من الشائع حصاد أكثر من 20 طنا من الثمار لكل هكتار، وهناك حالات وصل فيها الحصاد إلى 50 طنا، لكن الإنتاج منخفض في المناطق الجافة التي تعتمد على هطول الأمطار.التين الشوكي يرفع المناعة ، و مصدر جيد للألياف الغذائية و فيتامين سى والماغنيسيوم و فيتامين أ. يعد التين الشوكي من الفواكه الغنية بالزنك، والسيلنيوم، والحديد، والألياف الغذائية، و نسبة كبيرة من المواد المضادة للأكسدة ، وجميعها تساهم في تقوية الجهاز المناعي بالجسم، ما يقلل من فرص الإصابة بالأمراض. الألياف الغذائية تنشط حركة الأمعاء وتقلل من إمتصاص الدهون والسكر بعد الوجبات ، و تخفض ضغط الدم المرتفع،و تحمى من السكتات الدماغية ، و تقلل من مستوى الكوليستيرول ، و تعمل على اصطياد الكوليستيرول والدهون الثلاثية إلى  خارج الجسم .تمنع الألياف الغذائية الإمساك بزيادة كمية الفضلات  مع  الإقلال  من  فترة بقائها فى القولون . تمنع الألياف الغذائية الحساسيات ، و تنشط الجهاز المناعى ، و تعزز استيطان وتكاثر البكتيريا النافعة ، وبذلك تحد من البكتيريا الضارة . تقى الألياف الغذائية من السرطانات مثل سرطان البروستاتة ، و الرئة  ، والقولون . تخلص الألياف الغذائية الجسم من السموم . الألياف القابلة للذوبان فى الماء تنظم حركة القولون ، و الألياف الغير ذائبة تمنع الإمسلاك وتخفف من تركيز المواد المسرطنة . تخفض الألياف الغذائية من مستوى السكر المرتفع  20% فى النوع الثانى من مرض السكر عن طريق مصيدة الألياف التى تذوب فى الماء و  تنشيط إستجابة الأنسجة لهرمون الإنسولين.  تحمي الألياف الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي خاصة  الطبقة المخاطية فى  المعدة والمرئ خاصة مع الارتجاع الحمضى ومرضى القرحة المعدية.التين الشوكي رخيص الثمن ، حلو الطعم، ذو نكهة مميزة. يحتوى التين الشوكي على الكربوهيدرات بنسبة 10%، و بروتينات  بنسبة %1. يتوافر البوتاسيوم بالتين الشوكى وهو مهدئ و مقوى للعضلات والأعصاب . ويتوفر فى التين الشوكى  أيضًا الماغانسيوم ، وهو  يقوى  العظام  ، و مانع للسرطان ،و يخفض  ضغط الدم المرتفع . يقلل  التين الشوكى  من شعور الفرد بالظمأ في الجو الحار، فهو يحتوى على الماء  بنسبة 88%. التين الشوكي يحافظ على رشاقة الجسم، و تعطي الثمرة الواحدة  30 سعرا حراريا فقط ، و هو قليل الصوديوم  مما يجعله آمنًا صحيًا لا يزيد الوزن ولا يرفع الضغط  ، وهو لا يرفع سكر الدم ولا الكوليستيرول. البيتالينات من الصبغات الموجودة  فى التين الشوكى ، وهى مضادة للسرطان خاصة البروستاتا ، و سرطان القولون ، وتحمى الطبقة الطلائية للأوعية الدموية ، وبذلك تخفض من أمراض تصلب الشرايين والسكتات الدماغية. هناك عدة فيتامينات فى التين الشوكى ، مثل فيتامين أ  وهو  يرفع من كفاءة المناعة المخاطية  ، و هام للبصر.  فيتامين ب 2  يتوافر فى التين الشوكى ، وهو هام للنمو والبصر  والجلد  و الشعر  و النمو الجسمى والعقلى . فيتامين سى  فى التين الشوكى، وهو يعزز المناعة ، و يحمى من السرطانات . معادن التين الشوكى متعددة ، ومنها النحاس  الهام لحرق الجلوكوز لإنتاج الطاقه  ، وكفاءة الجهاز المناعى والمخ والأعصاب ، و صنع الهيموجلوبين ،و تكوين  الكولاجين ، ومرونة الجلد والأوعية الدموية ، و إنتاج هرمونات الغده الدرقيه ، و تكوين صبغات الميلانين فى الجلد والشعر والعين ، و تكوين الموصلات العصبيه الخاصه بالسعادة .الكالسيوم موجود فى التين الشوكى أيضًا . الحديد موجود فى التين الشوكى ، وهو عنصر أساسي له وظائف هامة مثل نقل الأكسجين لخلايا الجسم ، و توليف الحمض النووي واستقلاب العضلات. نقص الحديد هو السبب الرئيسي لفقر الدم، وهو أكثر أوجه النقص التغذوي انتشارًا في جميع أنحاء العالم.