تماما مثل سلفه، لا يعرف الكثير عن الملا اختر محمد منصور، الزعيم الجديد لحركة طالبان. ينحدر منصور، الذي هو في أواخر العقد الرابع من العمر، من قرية باند-إي-تيمور في منطقة مايواند في ولاية قندهار بجنوبي البلاد، مهد حركة طالبان. حارب منصور ضد الاحتلال السوفياتي في ثمانينيات الفرن الماضي جنبا إلى جنب مع مؤسس حركة طالبان الملا عمر تحت نفس الشعار السياسي "حركة انقلاب إسلامي افغانستان" (أو حركة الثورة الإسلامية). وخلال حكم طالبان كان منصور يرأس سلاح الجو الأفغاني وكذلك وزارة الطيران المدني. ووفقا لمصادر من حركة طالبان، فقد استسلم منصور وعاد إلى منزله في قندهار في عام 2002 بعد سقوط نظام طالبان ووافق على التوقف عن العمل في السياسة. ولم تقبل قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة جهود المصالحة التي قام بها قادة طالبان. وبدلا من ذلك تم إلقاء القبض عليهم وتمت مداهمة منازلهم مرارا وتكرارا. وقال أناند جوبال، وهو مؤلف ومؤرخ متخصص في شؤون طالبان، على تويتر إنه بعد مقتل الحاج خان، وهو زعيم مبجل من قبيلة إسحاقزاي التي ينتمي منصور إليها أيضا، هرب منصور من البلاد بناء على اقتراح من أصدقائه في الحكومة الجديدة. وفي باكستان، اعاد الاتصال برفاقه القدامى وبشكل مطرد ارتقى الصفوف حتى وصل لمجلس القيادة ومقره في مدينة كويتا. أصبح منصور نائبا في أواخر عام 2010 بعد أن توفي او اعتقل قادة طالبان الأخرون. ويوصف منصور بأنه "براجماتي ومنفتح لإجراء محادثات". وفي حين أنه مجهول في الخارج، إلا ان مسؤولا من طالبان قال انه "شخصية معروفة ولها احترامها واعتبارها داخل الحركة". غير انه مع ذلك يفتقر إلى غموض وتراث الملا عمر الذي نجح في مواصلة توحيد حركة متباينة المشارب على مدى 13 عاما على الرغم من اختفائه التام من الحياة العامة. وقال أحد زعماء حركة طالبان في قندهار لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ) في نيسان/ابريل ان منصور بارع في كل من السياسة والاستراتيجية العسكرية، الأمر الذي يمكن أن يكون بمثابة ميزة في حال ما إذا قررت طالبان مواصلة محادثات السلام. واضاف ايضا ان منصور يؤيد المحادثات، ولكن ليس قبل أن يحرز تقدما كبيرا في موسم القتال الحالي. ويقول مراقبون معنيون بحركة طالبان إن مجلس قيادة طالبان شهد صراعات على السلطة في الماضي وتحديدا بين منصور وقائد بارز آخر هو عبد القيوم ذاكر، وهو سجين سابق في جوانتنامو والذي كان رئيس المجلس العسكري. وما زال الجميع بانتظار رؤية الكيفية التي سيصعد بها ذاكر وأتباعه منصور إلى دفة القيادة. وقال أحد زعماء طالبان، الذين فضلوا ذاكر على منصور إن منصور قريب جدا من المؤسسة العسكرية الباكستانية، مما يجعله غير مؤهل لقيادة الحركة بصفته أمير المؤمنين، وهو وضع شبيه بالخلافة أسبغه على الملا عمر الآلاف من رجال الدين في عام .1996
مشاركة :