سرعة الاستجابة والفاعلية من أهم عوامل نجاح رجال الدفاع المدني

  • 9/20/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مواطنة تعرب عن شكرها لرجال الدفاع المدني لإنقاذهم أفراد أسرتها من الموتيبذل رجال الدفاع المدني جهودًا مضنية في سبيل إنقاذ الأرواح والحفاظ على الممتلكات، فهم يتحلّون بالشجاعة والقدرة على مواجهة المواقف الصعبة والعزيمة الصادقة، إذ يبذلون أرواحهم في سبيل إنقاذ أرواح البشر، وبفضل سرعة استجابتهم وفاعليتهم في الحوادث التي يباشرونها فهانحن نراهم يحققون النجاح والانجاز يومًا بعد يوم، فقد تمكّنوا في إحدى الحوادث المنزلية من إنقاذ عائلة تعرّض منزلها للحريق نتيجة تماس كهربائي في مصباح السقف، إذ استطاعوا إنقاذ 5 أشخاص كانوا محصورين في منزل بمنطقة البحير.وكان لصفحة «الأمن» هذا اللقاء مع أحد أفراد الأسرة الذين تم إنقاذهم من المنزل، إذ قالت «ع الحوسني» إنه في حوالي الساعة الرابعة وأربعين دقيقة عصرًا، أحسّ أخوها الذي كان موجودًا في المنزل بدخان يخرج من غرفة الجلوس (المجلس) بالطابق الأرضي، مضيفة: «على الفور أبلغ أبي الذي هُرع إلى مكان خروج الدخان واكتشف أن الحريق اندلع في غرفة المجلس، إذ حاول أبي أن يخمد الحريق باستخدام الماء، إلا أنه لم يستطع السيطرة على النار، واستطاع مع عناية الله ولطفه أن يخرج من الباب الخاص بالمجلس وتبعته والدتي على الفور التي خرجت من الباب الرئيس للمنزل قبل انتشار النيران في الطابق الأرضي، وتذكّرت أن ابنة أخي وعاملة المنزل في الطابق الأول، فقمت بالصعود إليهما».وتواصل «ع الحوسني» حديثها «اصطحبت الطفلة وعاملة المنزل معي في غرفتي وأغلقت الباب، وما هي إلا دقائق حتى طرق أخي الباب وأدخلته وأغلقت الباب من خلفه وقمت بتغطية فتحة الباب السفلية بقطعة قماش مبتلة لتجنب دخول دخان الحريق، وفي هذه الأثناء كنا جميعا نحاول الاتصال بالطوارئ، سواء من داخل المنزل أو من استطاع منهم الخروج من المنزل».وتقول: «رغم محاولتي إغلاق فتحة الباب بقطعة القماش إلا أن الدخان أخذ يدخل إلينا، فأخذت الطفلة والعاملة وأخي ودخلنا إلى الحمام وأغلقنا الباب خلفنا، ووضعت قطعة قماش بها ماء على أنف كل واحد منا حتى نتجنب كثافة الدخان الذي يدخل إلينا، وما هي إلا دقائق وسمعنا طرقا على باب الغرفة وصوتا يخبرنا أنهم رجال الإطفاء، ففتحنا لهم الباب وقاموا بعملية إخلائنا من خلال نافذة (البلكونة)، الطفلة أولا ثم العاملة المنزلية، ثم خرجت أنا وأخي أخيرا، وعلمنا بعدها أن شقيقتي التي كانت محشورة في غرفتها قد تم إخراجها، وعلى الفور كان الإسعاف في انتظارنا وتم إجراء الإسعافات الأولية لنا جميعا، ونُقلت ابنته أخي 5 سنوات إلى المستشفى لإصابتها بضيق في التنفس».وتابعت «أود خلال هذا اللقاء أن أتقدم نيابة عن جميع أفراد أسرتي بجزيل الشكر والتقدير لوزارة الداخلية ممثلة الإدارة العامة للدفاع المدني؛ على سرعة الاستجابة واحترافيتهم في عملية إخلائنا وإطفاء الحريق، وإنقاذ حياتي وحياة أفراد عائلتي من الموت المحقق، كما أود أن أوجه نصيحة مهمة جدا للمواطنين والمقيمين وذلك بضرورة تركيب كاشف الحريق، وطفاية الحريق في المنزل والتأكد من التوصيلات الكهربائية، حيث إن لكاشف الحريق دورا مهما في اكتشاف الدخان واصدار الصوت المنبه لأفراد العائلة، وأتمنى من جميع مؤسسات ووزارات المجتمع المساهمة في توعية المواطنين والمقيمين بكيفية التعامل مع حوادث الحريق وطريقة الإخلاء الصحيحة في حالة حدوث حريق لا قدر الله في المنزل أو مكان العمل».وأضافت: «كما أوجّه كلامي إلى المواطنين والمقيمين بضرورة الاطلاع على المواضيع والبرامج التوعوية حول كيفية التعامل مع حوادث الحريق والتصرف السليم في حال وقوع الحريق في المنزل، إذ إن مثل هذه الامور مهمة جدا للحفاظ على الارواح وسلامة أفراد الاسرة في المنزل».كما أجرت صفحة «الأمن» لقاء مع الرائد محمد فيصل العرادي رئيس مركز مدينة حمد للدفاع المدني حول إجراءات الإدارة العامة للدفاع المدني في إنقاذ أفراد الأسرة، إذ أشار إلى أن غرفة عمليات الدفاع المدني تلقت في تمام الساعة الـ16:45 بلاغا من غرفة العمليات الرئيسة، يفيد بوقوع حريق في منزل مكوّن من طابقين وبوجود أشخاص محاصرين بالداخل، وذلك في منطقة البحير.وعلى الفور قامت غرفة العمليات بتوجيه 5 آليات من مركز الدفاع المدني بالرفاع مكونة من 18 ضابطا وفردا لاتخاذ إجراءات الإنقاذ والمكافحة، فقد وصلت أول آلية إلى الموقع خلال 3 دقائق من تلقي البلاغ وقمت بالتوجه على الفور إلى موقع البلاغ للوقوف على عمليتي الإنقاذ والمكافحة، كما تم الاتصال بهيئة الكهرباء والماء لرفع ضغط الماء الموصل بنقاط المياه لتزويد الآليات بالماء عند الحاجة إليها.وأوضح أن لدى الإدارة العامة للدفاع المدني الخطط والسيناريوهات المختلفة حول كيفية التعامل مع حوادث الخريق المنزلي، إلا أن الصعوبات قد تكون في معرفة عدد الأشخاص الموجودين داخل المبنى، الأمر الذي يتطلب مسحا شاملا وسريعا لإنقاذ الأشخاص والتأكد من عدم وجود أي شخص مفقود بالداخل، بالإضافة إلى عدم معرفة بعض الأشخاص بالتصرف في حال نشوب الحريق، مثل الاختباء داخل الحمام أو الخزانات وغيرها من الأماكن المغلقة هروبا من الحريق، دون الأخذ بالاعتبار للدخان الناتج من الحريق الذي يسبب الاختناق، وبالتالي يؤدي إلى حالات الوفاة بسبب نقص الأكسجين وزيادة أول أوكسيد الكربون الناتج من الاحتراق والذي يمنع وصول الأكسجين إلى الدم، وأيضا من المخاطر رمي بعض الاشخاص أنفسهم من الطوابق العلوية هروبا من الحريق، وصعوبة وصول آليات الدفاع المدني لموقع الحريق وذلك بسبب عدم تعاون بعض الأشخاص في إفساح المجال لمرور مركبات الدفاع المدني أو عن طريق الوقوف العشوائي في الأحياء السكنية.وحول سبب الحريق في المنزل الذي تمت مباشرته، فقد أوضح الرائد العرادي أن تماسا كهربائيا في مصباح الإنارة بالسقف أدى إلى اشتعاله وانتقال الحريق في أرجاء المنزل؛ وذلك بسبب ضعف التوصيلات الكهربائية أو ارتخاء الأسلاك.وأشار رئيس مركز مدينة حمد للدفاع المدني إلى أن الأجهزة والتقنيات التي تم استخدامها لإنقاذ الأفراد وإخماد الحريق هي تقنية حديثة كالكاميرات الحرارية التي تساعد على اكتشاف الاجسام ونقاط انبعاث الحريق، ويتم استخدامها لتسهيل عمليات البحث وذلك لانعدام الرؤية بسبب الدخان الكثيف، واستخدام معدات إنقاذ هيدروليكية تقوم بقطع وفتح الابواب الحديدية والنوافذ ذات الحاجز الحديدي، واستخدام أجهزة التنفس الخاصة بالإسعافات الأولية، بالإضافة إلى استخدام مراوح سحب الدخان بعد الانتهاء من الحريق لطرد الدخان خارج المبنى وإحلال الهواء الخارجي مكان الدخان بعد عملية المكافحة.وأكد الرائد محمد العرادي أهمية التأكد من صلاحية التوصيلات الكهربائية بشكل دوري؛ وذلك لتجنب وقوع حوادث الحريق بسبب الكهرباء، ويجب عدم تحميل ضغط كبير على الكهرباء وأيضا استخدام الأدوات الكهربائية ذات الجودة العالية وبصورة صحيحة وعدم إهمال أي خلل بها.وحول أهمية كاشف الحريق في المنزل، أشار رئيس مركز مدينة حمد للدفاع المدني إلى أن الغرض من أنظمة الإنذار هو سرعة الاستجابة للحريق من خلال تحويلها إلى إشارة سمعية ومرئية، وبالتالي بإمكان الأشخاص الموجودين داخل الموقع الخروج بصورة سريعة تفاديا من الانحشار داخل المبنى وإمكانية الاتصال إلى الطوارئ لسرعة الاستجابة وتقديم المساعدة، علما بأن هناك كواشف مختصة بالحرارة وكواشف مختصة بالغاز في حال وجود تسرّب غاز.وأضاف أن قيام الأشخاص غير المدربين على عملية الإخلاء يعرّض حياتهم وحياة الآخرين للخطر، ففي حال حدوث أي طارئ -لا قدر الله- على الأفراد غير المؤهلين للمشاركة في عمليات الإنقاذ الخروج عند أقرب مخرج للطوارئ لتفادي تشكيل إرباك وعائق في عملية الإخلاء وتفادي الانحشار داخل المباني.وقال الرائد محمد العرادي إن الإدارة مستمرة في إجراء التدريبات لعمليات الإخلاء وإخراج الأشخاص، إذ يتم توزيع الأفراد على شكل فرقتين؛ إحداهما مختصة في عملية الإنقاذ والآخر في عملية مكافحة الحريق، إذ يتم استخدام السلالم الخاصة بالدفاع المدني لعمليات الإنقاذ واستخدام الآليات المخصصة إلى الأماكن العالية، والتي قد تصل إلى أكثر من 35 طابقا، علما بأن يتم تدريب الأفراد على عدة سيناريوهات لعمليات الانقاذ، سواء بالحبال او عن طريق النقالات في حال الإصابات أو حالات الإغماء، فعند وجود اشخاص محشورين داخل المباني يتم البحث عن أقرب نقطة يمكن استخدامها لإخراج المحشورين، سواء كانت نافذة أو سطح المبنى أو مخرج طوارئ، إذ يتم استخدام قناع وجه مزدوجا في علمية الإنقاذ من خلال اسطوانة الأكسجين للحد من استنشاق الأشخاص للدخان.

مشاركة :