90 عاماً .. همّة وقمّة - صحيفة الوطن نيوز

  • 9/19/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الوطن ليس مكاناً نعيش فيه فقط بل هو كيان يعيش فينا داخل أرواحنا وفي كينونة قلوبنا وعقولنا فوطننا المملكة التي لها مكانة واسعة في نفوسنا، ومحبة متأصلة في قلوبنا لا يمكن أن تحدها الكلمات أو تعبر عنها المعاني وتتضاءل في وصفها أبيات الشعر والقوافي، ويعجز معها اللسان عن التعبير عن المحبة والعشق لحياظ هذا الوطن المعطاء الذي يضمنا ويرفرف علينا بالأمن والأمان ،ولا تحصيه الألفاظ والعبارات ،لأن حب الوطن حب خالص أصيل متأصل ،حب تدعو إليه الفطرة ويؤيده الكتاب و السنة المشرفة، ويجمع عليه خيار الأمة. فالمملكة.. بلد التوحيد والعقيدة ، ومهد السنة والرسالة ،وموئل القرآن ،ومأرز الإيمان ،وأرض الحرمين ،وقبلة جميع المسلمين، ومهوى الأفئدة ، ووطن المقدسات و مهبط الوحي ومهد رسالة الإسلام وقاعدته ، دستوره كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام . وفي ذكرى هذا اليوم المجيد يجب أن نسال أنفسنا ما واجبنا تجاه هذا البلد الكريم ؟ وما دورنا لرفعته وحفظه وازدهاره ؟ وكيف نكون خير مواطنين لخير وطن ؟ فبعد 90 عاماً من التوحيد والكفاح تشهد المملكة عصراً زاهياً ومكانة مرموقة ومستقبلاً بإذن الله رغداً في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – أيدهما الله -، حيث ينطلق العمل برؤية طموحة، وعزيمة لا تنثني، وحزم لا يلين، يعيش معها أبناء الوطن مرحلة تحول تاريخية في ترميم المفاهيم، وبناء العلاقات، ورسم خارطة جديدة من المنجزات النوعية ذات العائد الملموس. إن المواطنة مسؤولية عظيمة وضخمة ، وأمانة كبرى ملقاة على عاتق كل من سيظل تحت سماء الوطن وافترش ترابه ، وانتمى إلى أهله ، فاليوم الوطني فرصة سنوية متجددة تحيي في النفوس ذكرى مجيدة الوطن ليس أرضاً وحسب، والانتماء إليه لا يعني أن نكتفي بترديد كلمات الحب للأوطان، الوطن أرض وبشر، عقول تفكر وتخطط، وسواعد تبني وتحمي ما بنيت عليه ،فالانتماء إلى الأوطان يتجاوز الشعور في القلب بالحب ، ليخرج إلى الواقع ويتشكل في عطاءات مختلفة في كل مجالات الحياة ، فالذين يحبون أوطانهم لا يبرهنون على ذلك بالأقوال ، بل بالأفعال حيث إن الدفاع عن الوطن واجب، وحمايته شرف، وحبه وفاء، والحفاظ على أمنه أمانة، والمشاركة في بنائه رسالة إيمانية إنسانية حضارية. ونتاج رؤية الوطن 2030 يظهر في جميع مجالات العمل الوطني، من خلال إطلاق البرامج الوطنية والمبادرات، وتمكين الشباب السعودي، وتفعيل مشاركة المرأة في مراكز قيادية في مختلف القطاعات، فقد جاءت الرؤية شاملة واستراتيجية لكافة مفاصل الدولة وما يخص المواطن تبلورت الرؤية في: الإنسان و الاقتصاد والتعليم والتنمية والبيئة والمجتمع والحوكمة والأداء الحكومي، كما اعتمدت على مؤشرات دولية معروفة مثل مؤشر ممارسة الأعمال و الحرية الاقتصادية و الانفتاح الاقتصادي وأيضا مؤشر مكافحة الفساد وآخر لمكافحة البطالة. كل هذه المؤشرات العالمية تم الآخذ بها في التعامل مع الخطط الاقتصادية الوطنية فتدار المنظومة الاقتصادية حيث أن إدارة الدولة الراشدة تتخذ من العلم والحداثة نبراس تسير عليه مما يجعل المستقبل على الهدى والطريق بطريقة صحيحة ومثالية وعلى أسس علمية وعملية ذات منحى عالمي وبصبغة محلية، وبالتالي فإننا نرى الإنجازات الواحدة تلو الأخرى للمستقبل فيجب أن يطمئن الجيل الحالي حيث أن الجيل القادم بإذن الله في إيدِ أمينة . هذا وقد تعددت الركائز الأساسية التي قامت على أساسها المملكة لكننا خلال هذه السطور سنركز على أبرزها ألا وهو التعليم، حيث أن التعليم ونشر المعرفة التي كانت من أبرز اهتمامات الملك المؤسس وابنائه العظام ،الذين أعطوا له جل رعايتهم وسعوا للتطويره مع تطور الصناعة والتجارة والاقتصاد والاستثمار حيث تم تخصيص جزءاً كبيراً من ميزانية الدولة لتعليم أبناء وبنات الوطن، كما أعفي الكثير من المصروفات لتشجيع من لا يستطيع على الإقبال على التعليم وكان هناك اهتمام كبير وبالغ من قبل القيادة الرشيدة على مر العصور بتعليم الفتيات، والمساواة بين الرجل والمرأة في التعليم المقدم لكل منهما. وقد كان للتعليم دوراً كبيراً في بناء الدولة الوليدة، حيث استفادت المملكة من وسائل التقدم والتطور لبناء مملكة قوية تقوم على دعائم ثابتة وراسخة ، حيث صاحب ذلك الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد الوطني مع البدايات بالدولة الناشئة والتي أتت ثمارها تباعاً على مدار 90 عاماً من الجهد والعطاء، ويعدً التعليم أحد أهم هذه الركائز الأساسية التي يُبنى عليها مستقبل الوطن، ويعوّل عليه في إعداد جيل يواكب عصره، ويؤمن بقيمه، ويعتز بهويته، وانتمائه لأرضه، وولائه لقيادته، ويسهم في رؤية وطنه. ولا يسعنا في هذه الذكرى العطرة على قلوبنا، أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات وصادق الوفاء لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود- حفظهما الله- ، وندعو الله أن يحفظ بلادنا من كل مكروه، وأن يوفق أبناؤنا وبناتنا لتحقيق طموحات القيادة الرشيدة في ظل رؤية المملكة الطموحة، وكل عام والوطن وقيادته وشعبه بخير. ودام عزك يا وطن.

مشاركة :