أصدرت الخارجية الأميركية السبت، تقريرا شاملا عن إيران وسلوكها لعام 2020، وعشية تفعيل آلية "سناب باك" لإعادة جميع العقوبات على نظام طهران، ويشمل دعم إيران للإرهاب وبرنامجها الصاروخي والأنشطة المالية غير المشروعة والتهديدات للأمن البحري والأمن السيبراني وانتهاكات حقوق الإنسان، فضلاً عن تدمير البيئة. ويوثق إصدار 2020 في التقرير المعنون "نظام مارق Outlaw System " حجم الأنشطة المدمرة للنظام الإيراني في الداخل والخارج. ويبدأ التقرير برسالة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، والذي قال فيها إنه "لا توجد أوهام لدى إدارة ترمب بشأن طبيعة إيران، فهي نظام ثوري جذري مارق، ودولة رائدة في العالم راعية للإرهاب، والعامل الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط"."فشل بحماية الشعب الأميركي" وأشار بومبيو الى انسحاب إدارة ترمب من الاتفاق النووي الايراني، واصفا ذلك بـ "القرار الضروري والمسؤول"، لأن الاتفاق كان "عيبا وفشل في حماية الشعب الأمريكي وحلفائنا ومنع النظام من الحصول على سلاح نووي"، حسب قوله. وأضاف أن "الرئيس ترمب عرض على النظام الإيراني خيارًا، إما التفاوض على صفقة جديدة شاملة أو مواجهة عقوبات أميركية غير مسبوقة وإدارة الانهيار الاقتصادي، ومنذ ذلك الحين، اختار النظام رفض الدبلوماسية ومضاعفة جدول أعماله الثوري". وقال بومبيو إن الفوائد التي كسبتها إيران من الاتفاق، بما في ذلك المليارات جراء تخفيف العقوبات، استخدمت لمواصلة تأجيج العنف وعدم الاستقرار". وأكد أن واشنطن رداً على اختيار إيران لمواصلة الأعمال العدائية، نفذت حملة الضغط القصوى غير المسبوقة وفرض أقسى نظام عقوبات على الإطلاق ضد النظام. وقال بومبيو: " لقد حرمت عقوباتنا إيران من أكثر من 90٪ من عائدات تصدير النفط، وحرمت النظام من الوصول إلى ما يزيد عن 70 مليار دولار من الدخل الذي كان يمكن لولا ذلك أن يذهب لتمويل العمليات الإرهابية، مع الحفاظ على سبل التجارة والمساعدة الإنسانية"."أنقذنا الأرواح" وأضاف: "لقد أنقذت هذه الأعمال أرواح عدد لا يحصى من الإيرانيين والسوريين والعراقيين واليمنيين وغيرهم من المدنيين الأبرياء في مرمى نيران النظام". وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى استمرار ارهاب النظام الايراني في المنطقة وانتهاكها حقوق الإنسان للايرانيين في الداخل، بالاضافة الى تهديد حرية الملاحة والاستقرار الاقتصادي العالمي من خلال التفجيرات واحتجاز السفن التجارية في مضيق هرمز وحوله. وقال بومبيو إن "إيران أطلقت في هجوم وقح، أكثر من 25 صاروخ كروز هجوم بري ومسيرات جوية بدون طيار مباشرة من أراضيها العام الماضي ضد أكبر منشآت معالجة النفط في العالم في المملكة العربية السعودية". وأضاف: "بعد بضعة أشهر فقط، قصفت إيران القوات الأميركية وقوات التحالف المتمركزة في العراق على الخطوط الأمامية للقتال ضد داعش". كما أشار الى قمع الاحتجاجات الواسعة في ايران في نوفمبر 2019، قائلا أن النظام نفذ حملة قمع وحشية، مما أسفر عن مقتل ما يصل إلى 1500 من مواطنيه بينما سجن الآلاف غيرهم". وأكد بومبيو عزم واشنطن على تطبيق كامل لآلية "سناب باك" لاعادة كافة العقوبات الدولية ضد النظام الإيراني. هذا وأشار التقرير الأميركي إلى أن " الحرس الثوري الوسيلة الأساسية للنظام الإيراني لتوجيه وتنفيذ حملته التوسعية العالمية، حيث يشارك في تمويل الإرهاب وتعزيزه كأداة لفن الحكم". وذكر التقرير أنه "في العام الماضي وحده، ألغمت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ست سفن تجارية بينما شنت قوتها الجوية هجومًا صاروخيًا معقدًا على منشآت نفطية سعودية وضربت القوات الأمريكية وقوات التحالف على خط المواجهة في القتال ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا".فاقمت نزاعات المنطقة وأشار الى انتشار قوات الحرس الثوري في سوريا لدعم نظام الأسد، وقيام فيلق القدس التابع له بتأسيس ودعم الميليشيات والجماعات الإرهابية وتوفير الأسلحة والتدريب والتوجيه العملياتي للجماعات المسلحة في جميع أنحاء المنطقة من أجل تفاقم النزاعات في المنطقة، على حساب السكان المحليين وتعميق دائرة العنف والبؤس". ويؤكد الفصل الأول من التقرير على دور النظام كقوة مستمرة لزعزعة الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويوضح بالتفصيل الإجراءات العدوانية التي اتخذها النظام الإيراني وشركاؤه ووكلائه. ويستكشف الفصل الثاني تطوير إيران لبرنامج الصواريخ الباليستية ويؤكد على أن القرار رقم 2231 الصادر عن مجلس الأمن يمنع إيران من القيام بأي نشاط يتعلق بتطوير هذه الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، في إشارة واضحة على قلق المجتمع الدولي المستمر بشأن سلوك إيران.هجمات في 5 قارات ويروي الفصل الثالث التاريخ الطويل لدعم النظام الايراني للإرهاب، بالتركيز على أنشطة الحرس الثوري وفيلق القدس، من هجمات إرهابية في خمس قارات من أصل سبع. كما يشير إلى استخدام النظام الإيراني لميليشياته ووكلاءه وعملاء مثل حزب الله في لبنان وحماس والجهاد الإسلامي في فلسطين وكتائب الأشتر في البحرين والميليشيات الشيعية العراقية مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وغيرها، لنشر الإرهاب. ويشرح الفصل الرابع بالتفصيل أنشطة التمويل غير المشروعة لايران، والتي تقوض سلامة وأمن النظام المالي العالمي ويستخدم النظام الإيراني لتمويل وكلائه وأنشطة التسلح. هذا ويوجز الفصل الخامس أحدث المخاوف بشأن برنامج إيران النووي التي أبلغت عنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي كشفت في يناير 2019 جزيئات يورانيوم تمت معالجتها كيميائيًا في مكان غير معلن في إيران واستمرار التفتيش والتحقيقات حول ذلك.مواقع مشبوهة كما أشار إلى التوبيخ الذي مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بسبب رفضها التعاون في التفتيش لمواقع مشبوهة. ويوثق الفصل السادس انتهاكات حقوق الإنسان الممنهجة من قبل النظام الايراني من قبيل قمع المعارضة السلمية ونشطاء المجتمع المدني وقادة حقوق العمال وأعضاء الأقليات العرقية والدينية.الإعدام بشكل واسع كما أشار الى سوء المعاملة والتعذيب في السجون، واستخدام عقوبة الإعدام بشكل واسع ضد الناشطين السياسيين وغيرهم. ويوضح الفصل السابع انتشار السلوك الخبيث للنظام الإيراني عبر الانترنت سواء الهجمات السيبرانية ضد دول في المنطقة وضد الولايات المتحدة شملت الشركات المالية والجامعات والبنية التحتية الحيوية للطاقة. كما ذكر التقرير أن إيران إيران قدراتها السيبرانية للتعرف على المنتقدين وإسكاتهم ونشر حملات التضليل في الخارج، وتطرق الى الإغلاق شبه الكامل للإنترنت لمدة أسبوع تقريبًا لجميع سكانه البالغ عددهم 80 مليونًا تقريبًا خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد في نوفمبر 2019. هذا ويسلط الفصل الثامن من تقرير الخارجية الأميركية الضوء على تدهور الوضع البيئي المستمر بسبب السياسات الفاشلة للنظام الايراني ما أدى الى استنزاف كبير لموارد المياه الإيرانية وتلوث الهواء الشديد.
مشاركة :