أجمع خبراء سياسيون وعسكريون مصريون على أهمية زيارة صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للقاهرة، التي تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. وكشف دبلوماسي مصري عن أن مباحثات ولي ولي العهد في القاهرة تركزت على بحث الملفات التي تهم البلدين فيما تصدرتها تطورات الأوضاع في اليمن. وقال إن الملف النووي الإيراني وانعكاساته على أمن المنطقة وسياسات إيران تجاه دول الجوار حظيت بجانب كبير من المناقشات الى جانب الوضع في سوريا وليبيا والحملة ضد الإرهاب، ومشروع القوة المشتركة المزمع توقيع بروتوكول خاص بها قريبا، بجانب التنسيق المستمر بين البلدين. من جهته أوضح السفير الدكتور محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية أن الزيارة تؤكد حجم ومستوى التنسيق على كافة المستويات، منوها بحرص سموه على حضور احتفالية تخريج دفعات من طلبة الكليات العسكرية المصرية. ولفت اللواء أحمد عبدالحليم مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمنية السابق إلى أهمية توقيت الزيارة في الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، مشيرا إلى أن التحالف الذي يجمع القاهرة والرياض والتنسيق العالي المستوى حيال جميع الموضوعات التي تهم المنطقة يجعل البلدين ركنين أساسيين في المحيط العربي. ووصف الخبير العسكري ومدير مركز الجمهورية للدراسات السياسية والاستراتيجية اللواء سامح سيف اليزل الزيارة بـ(المهمة) لتنسيق المواقف تجاه ما يحاك بالمنطقة من مؤامرات، مضيفا أن الزيارة ناقشت تطوير القيادة العسكرية المشتركة بين البلدين، وتنسيق التعاون المستمر بين الدول التي ستشارك في (القوة العربية المشتركة)، مؤكدا أن الملف اليمني كان صاحب الحظ الأوفر من النقاش، بعد دخول الحرب فى اليمن منعطفا خطيرا على المستوى الميداني والحرب الدائرة، بالإضافة إلى مناقشة التنسيق بينهما في مجال مكافحة الإرهاب، وأيضا الملف النووي الإيراني وأثره على دول المنطقة. وقال اليزل: المملكة و مصر هما الركن الأساس الذي يقود المنطقة إلى بر الأمان، لافتا إلى وجود توافق بين مصر والمملكة بخصوص ملف محاربة الإرهاب. من جهته وصف رئيس مركز دراسات الخليج الدكتور عمر الحسن العلاقة بين المملكة ومصر بأنها علاقة التكامل الاستراتيجي، منوها بأن عناصر القوى الشاملة تتوافر لدى البلدين، مشددا على أن ما بين البلدين من روابط لا يحتاج إلى جهد لتوصيفه، مضيفا أن دلالات زيارة ولي ولي العهد ولقاءه مع عدد من المسؤولين المصريين واضحة تماما لكل مراقب ومتابع، حتى بالنسبة لرجل الشارع، فهي تأتي في توقيت لا يخفى على أحد مدى أهميته بالنسبة للجميع، خاصة بالنسبة للمملكة ومصر، فالمنطقة تواجه تحديات نعلم جميعا مخاطرها مما يستدعي من الجانبين المزيد من التشاور والتنسيق والتعاون،خاصة في مجال محاربة مكافحة الإرهاب. واعتبر الدكتور الحسن أن الرياض والقاهرة تستطيعان بلورة رؤية استراتيجية تحمي القضايا العربية من الخطف والمتاجرة بها، مشيرا إلى أن لقاءات المسؤولين السعوديين والمصريين، خلال الآونة الأخيرة، يمكن تفسيرها على أنها تكثيف للتعاون المشترك، بين أكبر دولتين عربيتين، تواجهان تحديات جسيمة سواء على مستوى الخليج أو منطقة الشرق الأوسط بالكامل. وقال المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية اللواء محمود منير حامد إن الزيارة تأتي في إطار تعزيز التعاون وتنسيق الجهود بينهما في كافة القضايا التى تمر بها دول المنطقة. وقال إن البلدين شهدا مؤخرا زيارة العديد من المسؤولين العسكريين، مدللا على أن الهدف منها هو مناقشة القضايا الهامة التي تمر بها المنطقة سواء الوضع المتردي في اليمن، أو الأوضاع في باقي دول المنطقة، بالإضافة إلى التنسيق لمواجهة قضايا الإرهاب التي تمر بها دول المنطقة في الوقت الحالي.
مشاركة :