الكويت - أثارت ترجيحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بانضمام الكويت إلى مسار تطبيع العلاقات مع إسرائيل ضجة في الداخل الكويتي، بين مؤيد لهذا الخيار ومعارض له. وتوقع الرئيس الأميركي الجمعة بأن تكون الكويت الدولة الخليجية التالية التي ستنضم إلى مسار التطبيع بعد كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين. جاء ذلك قبيل لقاء ترامب نجل أمير الكويت، الشيخ ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي لم يعلق عقب الاجتماع على الموضوع، كما يلتزم المسؤولون الكويتيون الصمت وهو ما يعزز الشكوك في جدية ما صدح به الرئيس الأميركي. وخلال اللقاء المثير منح الرئيس ترامب الشيخ ناصر، وسام الاستحقاق العسكري بدرجة القائد العام، نيابة عن والده أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لدور الأخير في حل النزاعات وتجاوز الانقسامات في الشرق الأوسط. وأمير الكويت مريض ويتلقى العلاج في مستشفى “مايو كلينك” بولاية “مينيسوتا” الأميركية. وفي 13 أغسطس الماضي، أعلنت الإمارات وإسرائيل اتفاقا للتطبيع الكامل بينهما، أتبعته البحرين بخطوة مماثلة في 11 سبتمبر الجاري. والثلاثاء، وقعت الإمارات والبحرين اتفاقيتي التطبيع مع إسرائيل في البيت الأبيض، برعاية الرئيس الأميركي. عودة الرويعي: كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتماشى مع دعاياته الانتخابية عودة الرويعي: كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتماشى مع دعاياته الانتخابية وقال الرئيس الأميركي خلال حفل التوقيع إن أربع أو خمس دول عربية ستنضم إلى هذا المسار قريبا، وكانت معظم التكهنات تستبعد الكويت لاسيما وأن مجلس النواب الكويتي لطالما كان الأعلى صوتا في انتقاد السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، بيد أن استقبال ترامب لنجل أمير البلاد، ومنح الأخير أرفع الأوسمة الأميركية أعادا إدراج الكويت ضمن الدول المتوقع أن تنضم إلى هذا المسار الذي من شأنه أن يقلب قواعد اللعبة القديمة في الشرق الأوسط. وتقدم النائب محمد الدلال الأحد بسؤال برلماني إلى وزير الخارجية الكويتي حول صحة التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي بشأن وجود نوع من التفاهمات حول تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقال النائب محمد الدلال في سؤاله “ما حقيقة التصريحات التي أدلى بها الرئيس ترامب مؤخرا بشأن وجود أي نوع من التفاهمات أو الرغبة لدى دولة الكويت بشأن التطبيع؟ وهل تم التواصل مع الطرف الأميركي الرسمي لمعرفة أسباب ذكره ذلك؟ وهل تم بعد صدور تصريح ترامب نفي رسمي لتوجه دولة الكويت للتطبيع؟”. وأشار الدلال إلى أن “وفدا يمثل الكويت قام باستلام وسام خاص منح لأمير البلاد في حضور عدد من مسؤولي وزارة الخارجية، فما هي الرواية الحقيقية الواردة من مسؤولي الوزارة لما دار من نقاش بشأن موضوع التطبيع مع إسرائيل؟ وما هو الرد الرسمي للوفد الكويتي على الطرح الأميركي في اللقاء تحديدا؟ وهل كان الوفد مخولا للحديث أو التباحث في موضوع التطبيع من عدمه؟”. وهناك انقسام مجتمعي في الإمارة حول خطوة التطبيع، ففيما يؤيد شق هذا الخيار على غرار الإعلامية فجر السعيد التي قالت في تغريدة لها على تويتر “أنا كمواطنة كويتية مع التطبيع والسلام مع إسرائيل. ولكن لا حق لي في فرض هذا الموضوع على الدول لأن هذا الموضوع يحتاج قرارا حكوميا بالأول مستندا على مبررات هذا الاتجاه وأسبابه ثم تسانده أغلبية برلمانية ليصبح نافذا”. ويرى آخرون في الإمارة أن هذا الخيار سيكون بمثابة خطوة انتحارية للدبلوماسية الكويتية، واعتبر النائب عودة الرويعي الأحد أن “كلام ترامب يتماشى مع دعاياته الانتخابية”. ويشكل مسار تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية إحدى أولويات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يتطلع في نوفمبر المقبل إلى الفوز بولاية رئاسية جديدة. ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :