مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في وقت لاحق من نوفمبر المقبل واحتدام الصراع بين الرئيس الحالي دونالد ترمب والرئيس المحتمل جو بايدن والذي تشير استطلاعات الرأي إلى تقدمه في السباق نحو البيت الأبيض، يتجه عدد كبير من الأثرياء والمستثمرين نحو اتخاذ إجراءات احترازية خوفا من فوز بايدن في السباق.ويشير تقرير نشره موقع "ماركت ووتش" إلى مخاوف لدى المستثمرين تتعلق بالسياسة الضريبية التي يعتزم بايدن انتهاجاها والتي أعلن عنها في أكثر من مناسبة والتي تتمثل في رفع معدلات الضرائب على الأثرياء عن المعدلات المعمول بها حاليا.وتبلغ قيمة الضريبة المفروضة في الوقت الحالي على الأرباح الرأسمالية في الولايات المتحدة نحو 23.8٪ فيما يخطط بايدن لرفع معدلات الضريبة إلى مستويات تبلغ نحو 39.6٪ وهو الأمر الذي يعزيه بايدن إلى ضرورة فرض المزيد من الضرائب على الأثرياء وإنفاقها على الفقراء والأقل دخلا. فيما يقول الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن رفع معدلات الضريبة قد يتسبب في موجة نزوح للاستثمارات من أكبر اقتصاد في العالم والتوجه إلى بلدان أخرى تقدم مزايا ضريبية للمستثمرين وهو ما سينعكس سلبا على أداء الاقتصاد وخلق الوظائف في نهاية المطاف.وفي إشارة لا تخطئها العين على المخاوف التي تنتاب المستثمرين حيال فوز بايدن في السباق الرئاسي الأميركي، سارع أحد العملاء لدى مكتب المحاسبات Scott Hoppe في ولاية فرانسيسكو الأميركية نحو تنفيذ عدد من الصفقات على أسهم التكنولوجيا كان يخطط لتنفيذها خلال مدة زمنية تبلغ نحو 3 سنوات خوفا من ارتفاع معدلات الضرائب التي سيتعين عليه تسديدها للسلطات حال نجاح بايدن.والنهج الضريبي الذي يعتزم بايدن اتباعه يعود بالأساس إلى فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما والتي تفرض سقف الضريبة سالف الذكر والبلغ نحو 39.6٪ على كل من يتجاوز دخله نحو مليون دولار.وتشير دراسة أعدتها جامعة بنسلفانيا إلى أن أحد جوانب المقترح الضريبي الجديد سيؤدي إلى تحمل 1٪ من الأثرياء نحو 80٪ من الزيادات الضريبية المتوقع تحصيلها جراء الزيادة.ويشير عدد من مكاتب المحاسبات في الولايات المتحدة إلى تلقيها مئات الرسائل من البريد الإلكتروني من قبل العملاء للاستفسار عن مستقبل أعمالهم في ظل السياسات الضريبية التي يتوقع أن ينتهجها المرشح الرئاسي جو بايدن حال وصوله إلى البيت الأبيض.
مشاركة :