احذروا البكتيريا الخارقة

  • 11/12/2013
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سبق أنني كتبت وحذرت من انتشار الأمراض المعدية، وحديثا حذر باحثون من جامعة كوينزلاند في أستراليا في دراسة علمية بأن دول الخليج تشهد زيادة وانتشارا ملحوظا في نسبة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وتبطل مفعولها والمعروفة باسم «البكتيريا الخارقة – Superbugs»؛ مما يتسبب بالتالي في انتشار الالتهابات والأمراض. ومما ساعد في انتشار هذه البكتيريا هو الاستخدام غير المقنن للمضادات الحيوية، والمستوى المتدني لنظافة أيدي الممارسين الصحيين. وتأتي هذه الدراسة وهي الأولى من نوعها بعد تقصي ومراجعة شاملة للبحوث والمقالات الطبية المنشورة بخصوص «البكتيريا الخارقة»، المقاومة للمضادات الحيوية في دول الخليج. وقد نشرت هذه الدراسة في ثاني أفضل دورية مراجعات بالعالم والمتخصصة في المايكروبيولوجي والأمراض المعدية. شارك في هذه الدراسة الباحث المواطن السيد حسام مأمون عباس زواوي المعيد بكلية الطب بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية بالرياض، والمبتعث لمركز الأبحاث الإكلينيكية بجامعة كوينزلاند لدراسة الدكتوراة في تخصص المايكروبيولجي الإكلينيكية والأمراض المعدية بإشراف كل من البروفيسور ديفد باترسون والبروفيسور تيموثي وولش والمواطنة الدكتورة حنان بلخي، رئيسة مركز مكافحة العدوى بمستشفيات الحرس الوطني السعودي. وكشفت الدراسة عن بعض الحقائق الطبية الخطيرة، حيث إن البكتيريا «الخارقة» استطاعت مقاومة وإبطال مفعول مجموعة المضادات الحيوية، والمعروفة باسم ،كاربابينم Carbapenem، والتي تعد آخر مرحلة علاجية في المضادات الحيوية لتصدي البكتيريا، ولذلك يسبب انتشار الأمراض المعدية والمميتة بين المصابين؛ لتصل مؤخرا إلى نسبة 90% في منطقة الخليج. وذكر الباحث حسام زواوي أن الدراسة ساعدت أيضا في التعرف على عوامل مختلفة من الممكن أن تكون قد ساهمت في زيادة وانتشار العدوى المكتسبة من المستشفيات والمجتمعات، والتي تسببها البكتيريا الخارقة، ومن أهم هذه العوامل هو استخدام المضادات الحيوية بغير ضرورة لازمة في دول الخليج، ولذلك يجب تفعيل القوانين للحد من استخدام هذه المضادات. وأضاف الزواوي: بالرغم من أن قوانين دول المنطقة تمنع صرف المضادات الحيوية بدون وصفة طبية، كشفت الدراسة أن نسبا تتراوح بين 70 - 80% من صيدليات أهم عواصم دول الخليج قامت بصرف أدوية المضادات الحيوية بدون وصفة طبية، ولمن ليس بحاجة ماسة لها. وعلى مستوى استخدام المضادات الحيوية داخل المستشفيات، أظهرت الدراسة أن 75% من المرضى في قسم العناية المركزة بأحد المستشفيات الخليجية تناولوا مضادات حيوية دونما حاجه إليها. وكذلك وجد في أحد أقسام العناية المركزة معدل استخدام مضاد الكاربابينم أكثر بعشرة أضعاف من معدل استخدامه في أقسام العناية المركزة في مستشفيات أمريكية. كما أشارت الدراسة أيضا إلى أن من أهم عوامل انتشار البكتيريا الخارقة هو عدم محافظة الممارسين الصحيين على المعدل المطلوب لغسل اليدين، وارتفاع عدد العمال الوافدين من دول أخرى قد يساهم بشكل غير مباشر في انتشار العدوى من مريض إلى آخر؛ ولذلك أوصى الباحثون بضرورة وضع الخطوات الوقائية العاجلة بعين الاعتبار في دول الخليج لمكافحة البكتيريا الخارقة. ومن أحد أهم هذه التوصيات هو ضرورة إنشاء هيئة خليجية، تشمل أخصيائيين في كل من الأمراض المعدية والمايكروبيولوجي ومكافحة العدوى. كما أضاف الباحث حسام زواوي أنه بالتعاون مع عدد من مستشفيات وشركات طبية يمكن الوصول إلى إجراءات وتحاليل ابتكارية للتشخيص والتعرف المبكر على البكتيريا الخارقه، ولتصميم برنامج مخصص للمتابعة والسيطرة على البكتيريا مما سيساعد على مكافحتها والحد من انتشارها على مستوى العالم. وفوق كل ذي علم عليم.

مشاركة :