حياة خوان خوسيه أريولا جديرة بالتأمل والنظر؛ فعلى الرغم من كل ما حققه من نجاح وإنجازات، فإنه عانى في طفولته من شدة الفقر، وتقّلب في مهن عدة، ويقول هو نفسه عن ذلك: «كنتُ بائعًا متجولًا، وصحفيًا وعتّالًا، ومحصلًا بنكيًا، وأيضًا كنت عاملًا في مطبعة ومهرجًا وخبازًا. كل ما تريدونه وما يمكن تخيله». وهو لم يستطع إتمام تعليمه، فاضطر إلى تعليم نفسه بنفسه، فقرأ بودلير ووالت وايتمان وغيرهما، حتى تمكن من أن يكون أديبًا ملء السمع والبصر. وفي الحادي والعشرين من سبتمبر الجاري تمر علينا ذكرى ميلاد هذا الكاتب الفذ، وبهذه المناسبة يرصد «رواد الأعمال» أهم المحطات في حياته على النحو التالي.. اقرأ أيضًا: من هي Enola Holmes شقيقة شارلوك هولمز؟وُلد خوان خوسيه أريولا ثونيجا في مدينة ثابوتلان الجرندي -المعروفة باسم ثيوداد جوثمان- التابعة لولاية خاليسكو بالمكسيك في 21 سبتمبر 1918م.تلقى أريولا تعليمه الأساسي في مسقط رأسه خلال الفترة ما بين 1926 و1929.في عام 1930 عمل مُجلدًا للكتب في بداية حياته المهنية، ثم شغل العديد من المهن لكي يبقى على قيد الحياة.نظرًا لحالة أسرته الفقيرة اضطر إلى ترك المدرسة في سن الحادية عشرة، واكتفى بتعليم نفسه ذاتيًا بقراءة العديد من كتب شعراء أوروبا وأمريكا، حتى حالفه الحظ وحصل على منحة دراسية وأتم تعليمه الجامعي وتخرج في جامعة المكسيك.كتب أول ثلاثة نصوص أدبية في عام 1934. وفي عام 1937 انتقل للعيش في مدينة المكسيك؛ حيث التحق بالمعهد المسرحي للفنون الجميلة.في عام 1941 نشر قصته القصيرة “حلم عيد الميلاد”، وتُعد تجربته الأدبية الأولى في الكتابة أثناء عمله كأستاذ بالجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك.في عام 1942 نشر قصة أخرى بعنوان “اتفاق مع الشيطان”، وهي ضمن المجموعة القصصية “التآمر”.في العام التالي مباشرة تعاون مع خوان رولفو وأنطونيو الآتوري ونشروا المجلة الأدبية بان (Pan).بعد فترة وجيزة سافر إلى باريس تلبية لدعوة من الممثل الفرنسي والمخرج المسرحي لويس جيوفه؛ وأثناء ذلك الوقت تعرف على الممثلين الفرنسيين جان لويس بارو ورينوار بيير. وبعدها بعام عاد إلى المكسيك.في عام 1948، وبفضل أنطونيو الآتوري؛ عمل خوان خوسيه أريولا في صندوق الثقافة الاقتصادية، وهو واحد من أهم دور النشر في المكسيك بوصفه مصححًا لغويًا وخطاطًا.حصل على منحة من جامعة المكسيك بفضل تدخل الشاعر المكسيكي ألفونسو رييس أوتشوا؛ ونشر صندوق الثقافة الاقتصادية أول مجموعة قصصية لأريولا عام 1949 بعنوان “اختراع فاريا”.في عام 1950 ساهم في تأسيس دار النشر لوس برسنتس، وحصل على منحة من مؤسسة روكفلر.في عام 1952 نشر مجموعته القصصية “التآمر”، والذي اعتبره الكثيرون أول عمل حقيقي لأريولا، ونال عليه جائزتين: الأولى جائزة خاليسكو للآداب عام 1953، والثانية جائزة مهرجان الدراما للمعهد القومي للفنون الجميلة عام 1955.في عام 1963 حاز جائزة الكاتب المكسيكي خافير فياوروتيا للكتاب عن روايته الشهيرة “المعرض”، والتي تُعد واحدة من أبرز أعماله.في العام التالي مباشرة بدأ مسيرته التعليمية بالتدريس في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك.عمل مدرسًا في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك وحصل على الكثير من الأوسمة والجوائز الوطنية، وكان معلقًا تلفزيونيًا في دورة الألعاب الأولمبية، وكان مولعًا بالشطرنج، وتمتع بثقافة شاملة، وامتزجت أعماله بالتجارب العميقة والمرحة التي خاضها في حياته.في عام 1969 حصل على وسام شرف من مجموعة خوسيه كليمنتي أوروزكو الثقافية التابعة لثيوداد جوثمان.أما في عام 1977 ففاز بالجائزة الوطنية للصحافة بالمكسيك عن نشره المعرفة الثقافية بالقناة 13 المكسيكية.في عام 1979 حاز الجائزة الوطنية في العلوم والآداب في المكسيك. وبعدها بعشر سنوات؛ أي في عام 1989، نال جائزة خاليسكو للفنون.أما في عام 1992 فشارك بوصفه معلقًا تلفزيونيًا في دورة الألعاب الأولمبية في مدينة برشلونة الإسبانية، وتزامنًا مع هذا الحدث مُنح جائزة خوان رولفو للآداب لدول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي عن مجموع أعماله الأدبية.في عام 1997 حصل على جائزة الشاعر المكسيكي ألفونسو رييس أوتشوا الدولية.توفي خوان خوسيه أريولا في 3 ديسمبر من عام 2001م عن عمر يناهز 83 عامًا. اقرأ أيضًا: 10 أقوال لـ “باولو كويلو” يمكنها تغيير حياتك للأفضل محطات في حياة هرمان هسه «تيودور أدورنو» رائد مدرسة فرانكفورت
مشاركة :