مع ما شهده اجتماع «أوبك بلس» الأسبوع الماضي في فيينا، ومناشدة المملكة العربية السعودية جميع أعضاء منظمة «أوبك» بالالتزام المطلق، يظهر أن الوقت حالياً ليس لصالح الدول المنتجة للنفط، وأن هناك حاجة ماسة لاستعادة ثقة الأسواق، للمحافظة على المعدل الحالي للنفط في إطار 45 دولاراً للبرميل. ويجب أن يكون الالتزام بسقف وحصص الإنتاج، لزاماً من الدول القريبة من داخل «أوبك» قبل الدول النفطية الأخرى. وقد يكون ما سبق بمثابة النداء الأخير، خصوصاً وأن الأسواق النفطية تبدو هشة، وليست بحاجة إلى ضعضعة في الوقت الحالي الحرج، مع غياب أي مؤشر إيجابي لتعافي الاقتصاد والتجارة العالمية.ويجب أن يكون خفض الإنتاج الحالي والبالغ 6.6 مليون برميل مقدساً، مع وجود أكثر من 4 دول نفطية مازالت لا تلتزم، في حين التزمت العراق ونيجيريا أخيراً بحصص الإنتاج. في الوقت نفسه، بدأت بعض المصافي في مختلف انحاء العالم من نيوزيلندا وأستراليا واليابان والفيلبين، وصولاً إلى أوروبا وأميركا بالإعلان عن إغلاق مصافيها. وأعلنت بعض الحكومات مثل الحكومة الأسترالية، تقديم نحو ملياري دولار خلال 10 سنوات مقبلة لوقف إغلاق المصفاة. وتواجه نيوزيلندا بإغلاق مصفاتها الوحيدة، مأزق تسجيل الخسائر المالية لملاك المصافي، ما قد يؤدي إلى اعتمادها على استيراد المنتجات والمشتقات النفطية من الخارج. ويعزّز ضعف أداء المصافي وتراجع هامش الربح، من إمكانية عدم تعافي الطلب العالمي على النفط، وفقدان كمية مؤكدة بمقدار 9 ملايين يومياً إلى الأبد، وهو الهاجس الآخر المؤلم، في وقت يعتبر التسابق على إيجاد حصص أو زيادتها لتغطية الكميات والخسائر في الطلب في كل مكان، سبباً لإغلاق المصافي والتوجه إلى مصادر الطاقة البديلة والمتجددة.وحذرت المنظمة النفطية، المضاربين في الأسواق النفطية من التلاعب، أو من محاولة خفض الأسعار، ومن ثم التأثير على سعر برميل النفط وحاجة «أوبك بلس» إلى سعر مستمر ومتماسك، من دون أن تعلن المنظمة عن السعر أو الإطار المطلوب لبرميل النفط. وتعد الأسواق أساساً لهذا العامل المؤثر في النهاية، مع معدلات الطلب والتغيرات اليومية من أحداث يومية سياسية تجارية واقتصادية، قد تكون عمادها أولاً وأخيراً التعاملات اليومية من بيع وشراء يقودها المضاربون في جميع البورصات العالمية.ويبقى الخيار الوحيد لدول منظمة «أوبك» وحلفائها، الالتزام بالشرط الوحيد، ألا وهو عدم تجاوز الدول أو زيادة إنتاجها وحصتها من الإنتاج اليومي من النفط، ليكون هذا الأمر الكابوس الليلي لمنظمة «أوبك بلس» ولسنوات مقبلة. * كاتب ومحلل نفطي مستقل(naftikuwaiti@yahoo.com)
مشاركة :