ما الذي تريد أن تقوله الأفلام؟

  • 9/22/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

شيماء المرزوقي كثيرون منا تستهويهم الأفلام، بل هناك من يتابعها بشغف وحماس، ويعرف أخبار كبار الممثلين والمنتجين ومتى تنزل الأفلام ومتى يبدأ العرض الأول لأفلام محددة يشارك فيها أشهر الممثلين. وهناك من تستهويه المسلسلات فيعرف أخبارها وأخبار نجومها ومتى موعد نزول المواسم الجديدة منها. ومثل هذه الحالة عامة وليست في بلد دون آخر، بل هي ظاهرة موجودة ماثلة في كل مجتمع. الحقيقة أن هناك أفلاماً لا تملك أمامها إلا التقدير والاحترام، حيث تعد تحفاً فنية بكل ما تعني الكلمة، مؤثرة وتحمل رسالة عميقة وإنسانية تخاطب الناس جميعاً دون أي تمييز أو تفريق، لكن لنتوقف قليلاً ونسأل عن الكثير من الأفلام العبثية التي تعرض ويتم مشاهدتها.سيل من الأفلام والمسلسلات بات يصلنا على هواتفنا الذكية بواسطة تطبيقات مختلفة، هذه الأفلام متواضعة من حيث القيمة الإبداعية للقصة ومن حيث الحوار والسيناريو، واضح أن الهدف هو المشاهد بغض النظر عن تقديم محتوى جدير بهذا المشاهد، والأدهى أنه يتم تغطية هذا التواضع بالكثير من المغالطات والكثير من المفاهيم الخاطئة تماماً، حيث تُبث صور ومقاطع متدنية في أخلاقياتها ومتواضعة من حيث المبدأ والقيمة تركز على الغريزة لا على السمو، وتركز على المبتذل وليس على الإنسان، تركز على التواضع الأخلاقي وليس على الرقيّ البشري. وهكذا تجد معظم المنتج السينمائي يدور في حلقة مفرغة هدفها مادي بشكل صرف وواضح، ومع هذه المادية هبطت القيم الأخرى الهامة في هذه الصناعة العظيمة. المشكلة أن مثل هذه الأفلام تجد الرواج والإعلان على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي فضلاً عن البرامج السينمائية التي تُعنى بمتابعة الأفلام الجديدة، وسط هذه الحالة يغيب الناقد المتمرس، الناقد السينمائي الذي يرصد مثل هذه التحولات ويحللها ويقدمها للجمهور، إنه لمن العبث فعلاً أن تتابع مسلسلاً في موسمه الأول ويكون رائعاً من حيث القصة والحبكة، ثم ينزل الموسم الثاني وقد تدنى تماماً، ولا يجد من يرصد هذا الهبوط.أعتقد أننا في عالمنا العربي مستقبلون ومستهلكون بامتياز للمنتج السينمائي من جميع أرجاء العالم، فلم نقم بإنشاء صناعة حقيقية في هذا المجال، صناعة تحمل مبادئنا وقيمنا وتروج لها، ومع مثل هذه الحالة لا يوجد منتجون متخصصون في هذا المجال، ولا نقّاد ولا كتاب ومؤلفون؛ لذا أعود وأقول إنها مسؤولية ذاتية وشخصية لكل واحد منا أن يحمي نفسه من هذا الابتذال والهبوط. Shaima.author@hotmail.com www.shaimaalmarzooqi.com

مشاركة :