أغرا (الهند) – أعيد افتتاح ضريح تاج محل الذي يعتبر من أبرز المعالم السياحية في العالم الاثنين بعد ستة أشهر من الإغلاق لمكافحة فايروس كورونا، في خطوة تهدف إلى إعادة إطلاق العجلة الاقتصادية في البلاد رغم ارتفاع عدد الإصابات. وصباح الاثنين، أتى حوالي 200 زائر إلى المكان. وكان يذكّرهم الحراس بإعادة وضع الكمامات بعد التقاط الصور. ومع فتح الأبواب عند شروق الشمس بعد ستة أشهر من الإغلاق، كان زائر صيني وآخر من مدينة دلهي من بين أوائل من وطئت أقدامهم الضريح الرخامي الذي أنشأه أحد أباطرة المغول في القرن السابع عشر تكريما لزوجته وأصبح رمزا للحب. وسجّلت الهند التي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليار نسمة، أكثر من 5.4 مليون إصابة بفايروس كورونا، وهي ثاني أكثر الدول تضررا في العالم بعد الولايات المتحدة، وتسجل حاليا ما يقرب من 100 ألف إصابة جديدة يوميا. لكن بعد الإغلاق العام الذي تم فرضه في مارس وتسبب في إلغاء عشرات الملايين من الوظائف، يقف رئيس الوزراء ناريندرا مودي مترددا إزاء فرض قيود مشددة مجددا، خصوصا في ما يتعلق بالنشاطات الاقتصادية. وبدلا من ذلك قامت الحكومة في الأشهر الأخيرة بتخفيف الإجراءات التي كانت مفروضة، فأعادت تشغيل المزيد من خطوط سكك الحديد ورحلات الطيران الداخلية والأسواق والمطاعم، والآن سمحت بفتح تاج محل أمام الزوار. قال أيوب شيخ (35 عاما) الذي يعمل في أحد المصارف والذي جاء لزيارة النصب التذكاري مع زوجته وطفلهما، “لقد فقد الكثير من الناس وظائفهم خلال فترة الإغلاق. لقد عانى الناس كثيرا وحان الوقت لإعادة فتح البلاد بالكامل”. Thumbnail والضريح الرخامي في مدينة أغرا في جنوب نيودلهي الذي يعد من أشهر المعالم السياحية في العالم يجتذب نحو سبعة ملايين زائر سنويا. وهذا الضريح المصنوع من الرخام الأبيض المزخرف بالأحجار الكريمة، شيّد بين العامين 1631 و1648 على يد الإمبراطور المغولي شاه جاهان تكريما لذكرى زوجته المفضلة ممتاز محل، وهو مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وتؤكد السلطات أنه يتم تطبيق بروتوكول صارم لوضع الكمامات والمحافظة على التباعد الجسدي. ولن يكون بإمكان الزوار لمس الرخام وقد غلّف المقعد الشهير الذي يجلسون عليه لالتقاط الصور التقليدية، بالبلاستيك بحيث يمكن تطهيره بانتظام دون إلحاق الضرر به. وقد تم تحديد عدد الزوار بحد أقصى يبلغ خمسة آلاف زائر يوميا، أي ربع العدد المعتاد، على فترتين، مع حجز التذاكر مسبقا عبر الإنترنت. وقال عالم الآثار فاسانت سوارنكار المسؤول عن آثار أغرا للصحافيين إنه سوف “يتم وضع علامات على شكل دوائر، والقناع سيكون إجباريا ولن يتمكن أحد من الدخول دون فحص حراري”. وقال المسؤول المحلي ساتيش جوشي “هناك الكثير من الأشخاص الذين يعتمدون على تاج محل للحصول على لقمة عيشهم”. وأظهرت بيانات المجلس العالمي للسفر والسياحة أن قطاع السياحة في الهند أسهم بنحو 240 مليار دولار أميركي أو ما يعادل 9.2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد عام 2018، ووفر وظائف لأكثر من 42 مليون شخص. لكن مسؤولا هنديا في مجال السياحة قال إنه ليس من المرجح عودة السائحين الأجانب للبلاد قبل أبريل المقبل على أقل تقدير. ويسهم ارتباك نظام إجراءات العزل العام الإقليمية وقواعد الحجر الصحي في صد موجات السياحة الداخلية. وأشارت المواطنة الإسبانية أينهوا بارا التي تعيش في نيودلهي إلى أن “فايروس كورونا موجود في كل بلد. نحن نتخذ كل الاحتياطات اللازمة. يجب أن نكون حذرين لكن إذا كان مقدرا لنا أن نصاب بالفايروس فسنصاب به”. ولا يتم احترام هذه التدابير في كل أنحاء البلاد، خصوصا في المناطق الريفية حيث يتزايد عدد الإصابات. Thumbnail وقال غوتام مينون أستاذ الفيزياء والبيولوجيا في جامعة أشوكا، متوقعا زيادة في عدد الإصابات “في الهند، لكن أيضا في كل أنحاء العالم، بدأ الشعور بالضجر من الإجراءات المشددة المفروضة لمواجهة عودة انتشار فايروس كورونا”. ويقدر العديد من الخبراء أن عدد الإصابات في الهند، رغم إجراء اختبارات لأكثر من مليون شخص يوميا، يتجاوز الأرقام الرسمية بكثير. والأمر نفسه ينطبق على عدد الوفيات (أكثر من 86 ألفا حتى الآن) إذ أن عددا كبيرا منها لا يسجل بشكل صحيح، حتى في الأوقات العادية. ومع ذلك، هناك بعض الانتقادات الموجهة إلى تراخي الحكومة في هذا الأمر. فقد استأنفت المدارس الاثنين، فتح أبوابها للتلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاما على أساس طوعي. لكن العديد من الولايات الهندية تعتقد أن الوقت مبكر. وفي الولايات التي أتاحت عودة افتتاح المدارس، ترفض بعض هذه المؤسسات الانصياع كما أن الحذر يسود بين أولياء الأمور المترددين في إرسال أولادهم إلى المدارس. وفي إحدى المدارس الريفية في ولاية آسام (شمال شرق)، كان ثمانية تلاميذ فقط من أصل 400 حاضرين، صباح الاثنين.
مشاركة :