قبل شهرين فقط من السباق الرئاسي الأشد تنافسا في الذاكرة الحديثة، لا يزال من غير المعروف أين ستقف الولايات المتحدة حيال العلاقات الخارجية بعد أن يدلى الناخبون بأصواتهم. لكن خبراء قالوا إنه في حال انتخاب المنافس جو بايدن، فإن موقفه من السياسة الخارجية بشأن مثل هذه القضايا المتعلقة بالتعددية وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وإيران سيكون مختلفا مقارنة بموقف الإدارة الحالية. -- العودة إلى التعددية وقال دوغلاس بال، وهو باحث غير مقيم في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "الفرق الأكبر يجب أن يكون في تفضيل بايدن العودة إلى التعددية، مقابل تركيز ترامب على الأحادية". ومع ذلك، لفت بال إلى أن التنبؤ بكيفية معالجة بايدن للظروف المتغيرة بشكل كبير في عالم اليوم يتطلب نظرة عن كثب على الحالات الفردية التي قد يُطلب من بايدن معالجتها، بدلا من التنبؤ باستمرارية الخط المستقيم. وأفاد مايكل أوهانلون، وهو زميل بارز في معهد بروكينغز، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه في حال انتخابه، فإن بايدن "سيسعى إلى تنشيط التعاون متعدد الأطراف بشأن المناخ، من بين أمور أخرى". -- أقل انخراطا شخصيا تجاه كوريا الديمقراطية يعد ترامب هو الرئيس الأمريكي الوحيد في المنصب الذي تطأ قدمه داخل جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية. واعتقد الرئيس في وقت مبكر من إدارته أن العلاقات الشخصية الوثيقة مع زعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون ستشكل أساسا لتغيير في السياسة. وذكر بال أن بايدن سيكون على الأرجح أقل انخراطا شخصيا في التعامل مع بيونغ يانغ من ترامب، الذي كان يهدف إلى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية من خلال إقامة علاقة شخصية مع كيم. وأشار بال إلى أن العديد من مستشاري بايدن قد جادلوا بشأن إحراز المزيد من التقدم الملموس في شبه الجزيرة الكورية، ومن المحتمل أن ينطوي ذلك على فرق تكتيكي كبير. وكان لدى تروي ستانغارون، كبير المديرين في المعهد الاقتصادي الكوري غير الربحي ومقره واشنطن، أفكار مماثلة. وقال ستانغارون إن "جهود إدارة ترامب كانت مدفوعة بالشخصية، لكن القمتين في هانوي وسنغافورة أثبتتا أن الشخصية لا يمكن أن تحل محل السياسة في التفاوض مع بيونغ يانغ"، موضحا أن قمتي 2018 و2019 انتهتا في نهاية المطاف بمفاوضات متعثرة. وأفاد ستانغارون أن إدارة بايدن ستعمل على الأرجح على استعادة أسس السياسة الأمريكية ونفوذها في المحادثات مع كوريا الديمقراطية. -- إعادة تنشيط الاتفاق الإيراني كان بايدن جزءا من الإدارة التي أبرمت الاتفاق النووي الإيراني، والذي ألغته إدارة ترامب لاحقا. وقال ديفيد بولوك، وهو زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه من المرجح جدا أن يعود بايدن إلى الاتفاق، على الرغم من أن الاتفاق سيتضمن بعض الإضافات. ومع ذلك، ذكر بولوك أن إدارة بايدن لن تقوم ببساطة بإعادة تفعيل الاتفاق وإلغاء جميع العقوبات، حيث تعتقد واشنطن أن الاتفاق النووي لم يعالج قضايا من بينها الإرهاب والصواريخ والميليشيات. وقالت داليا داسا كاي، مديرة مركز السياسة العامة للشرق الأوسط في مؤسسة ((راند))، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن إدارة بايدن من المرجح أن تضم موظفين رئيسيين تفاوضوا على الاتفاق الإيراني. وأضافت كاي أن سياسة بايدن تجاه إيران ستنطوي على الأرجح على التزام أكثر جدية واستدامة لتجديد الدبلوماسية مع إيران وإعادة تنشيط الاتفاق النووي الإيراني.
مشاركة :