في وقت تتكثّف الجهود من أجل خفض التوتر بين العضوين في حلف شمال الأطلسي في منطقة شرق المتوسط، أعلنت اليونان، الثلاثاء، أنها ستُجري محادثات مع تركيا للمرة الأولى منذ العام 2016. وقالت وزارة الخارجية اليونانية في بيان إن "اليونان وتركيا اتفقتا على إجراء محادثات استطلاعية في اسطنبول قريباً". من جانبه، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إلى "حوار صادق" لحلّ النزاع بين بلاده من جهة واليونان والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى في شرق المتوسط، رافضاً أي "مضايقة" تستهدف تركيا. وقال في خطاب مسجّل مسبقاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "أولويتنا هي حلّ النزاعات عبر حوار صادق، مبني على القانون الدولي وأساس عادل". وتدارك "لكن أريد أن أؤكد بوضوح أننا لن نسمح أبداً بأي إملاء أو مضايقة أو هجوم".محادثات استطلاعية كما أعلنت الرئاسة التركية، الثلاثاء، أن تركيا واليونان مستعدتان لبدء "محادثات استطلاعية" بشأن خلافاتهما في شرق المتوسط. ومن المقرر أن يتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الداعم الرئيسي لليونان في الأزمة، وأردوغان عبر الهاتف مساء الثلاثاء لمناقشة التوتر في شرق المتوسط، وفق ما أعلن قصر الإليزيه. كما اقترح أردوغان عقد مؤتمر إقليمي لمناقشة "حقوق ومصالح" الدول المطلة على شرق المتوسط، بما فيها "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها إلا أنقرة.مصدر الأزمة والخلاف ورأى الرئيس التركي أن "المبادرات الأحادية من جانب اليونان والقبارصة اليونانيين" هي مصدر الأزمة في المتوسط. وتشترك الجارتان في عضوية حلف شمال الأطلسي، وهما على خلاف شديد بشأن نطاق سيادة كل منهما في البحر وحقوق التنقيب عن الطاقة في شرق المتوسط بناء على وجهات نظر متعارضة بخصوص امتداد الجرف القاري لكل منهما. كما أن اليونان وحليفتها الوثيقة قبرص، وكلتاهما من أعضاء الاتحاد الأوروبي، على خلاف مع تركيا يتعلق بمطالبات متداخلة بالسيادة على مناطق يعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي. وكانت تركيا أثارت غضب اليونان الشهر الماضي عندما أرسلت سفينة التنقيب أوروتش رئيس إلى المنطقة. ففي العاشر من آب/أغسطس، أرسلت تركيا سفينة رصد زلزالي ترافقها سفن حربية إلى المياه بين اليونان وقبرص. وتصاعد التوتر في أواخر آب/أغسطس، عندما أجرى البلدان مناورات عسكرية متوازية. لكن عودة السفينة إلى الساحل التركي أحيت آمال التهدئة.
مشاركة :