بعد أسابيع من توتر تصاعد مع إجراء البلدين مناورات عسكرية متوازية، وبعد جهود وساطة ألمانية لنزع فتيل الأزمة، أعلنت تركيا واليونان عن استعدادهما للعودة إلى طاولة المفاوضات لحل النزاع القائم بينهما في شرق البحر المتوسط. لقاء عبر "فيديو كونفرنس" بين ميركل وأردوغان، وشارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي قالت الرئاسة التركية عقب اتصال بين زعماء تركيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء (22 سبتمبر/أيلول 2020) إن تركيا واليونان مستعدتان لاستئناف المحادثات الاستكشافية حول مطالب السيادة البحرية محل النزاع في شرق البحر المتوسط. وعقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم محادثات عبر الفيديو مع كل من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي توسطت بلادها في النزاع، وشارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي. وأعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت عبر توتير عن استئناف المحادثات الاستكشافية المباشرة بين البلدين. وقالت الرئاسة التركية في بيان "في هذه القمة التي نوقشت فيها التطورات في شرق البحر المتوسط... ذُكر أن تركيا واليونان مستعدتان لبدء المحادثات الاستكشافية". ولم يتضمن البيان تحديد موعد لاستئناف المحادثات لكن مسؤولا تركيا كبيرا قال إنها يمكن أن تبدأ بحلول نهاية الشهر الجاري. وقال المسؤول "هناك تطورات إيجابية". وكان أردوغان قد دعا الثلاثاء إلى "حوار صادق" لحلّ النزاع بين بلاده من جهة واليونان والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى في شرق المتوسط، رافضاً أي "مضايقة" تستهدف تركيا. وقال في خطاب مسجّل مسبقاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "أولويتنا هي حلّ النزاعات عبر حوار صادق، مبني على القانون الدولي وأساس عادل". وتدارك "لكن أريد أن أؤكد بوضوح أننا لن نسمح أبداً بأي إملاء أو مضايقة أو هجوم". من جانبها أعلنت وزارة الخارجية اليونانية اليوم في بيان إن "اليونان وتركيا اتفقتا على إجراء... محادثات استطلاعية في إسطنبول قريباً"، لكن من دون تحديد موعدها. وجرت آخر جولة "محادثات استطلاعية" بين تركيا واليونان بهدف حلّ خلافاتهما في المنطقة في العام 2016. وكانتالأزمة بين البلدين على جدول أعمال قمة أوروبية مقررة هذا الأسبوع، لكن الاجتماع أُرجئ إلى مطلع تشرين الأول/أكتوبر. وتهدد دول عدة خصوصاً فرنسا، بفرض عقوبات على تركيا. وأرسلت باريس الداعم الرئيسي لأثينا في هذه الأزمة، مؤشراً آخر على التهدئة، من خلال مكالمة هاتفية جرت مساء اليوم بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس التركي أردوغان، اللذان كان قد تبادلا تصريحات وردوداً اتّسمت بنبرة تشدد نادرة في الأسابيع الأخيرة. وحسب الرئاسة التركية "قال الرئيس أردوغان إنه يتوقع من فرنسا حساً سليماً وموقفاً بناء" في الخلاف مع اليونان. وتتنازع تركيا واليونان العضوان في حلف الأطلسي، بشأن حقول غاز ونفط في شرق المتوسط في منطقة تعتبر أثينا أنها تقع ضمن نطاق سيادتها. وفي شهر آب/أغسطس الماضي اشتعلت التوترات بعد أن أرسلت تركيا سفينة للتنقيب عن النفط والغاز إلى المياه المتنازع عليها برفقة زوارق حربية. وتصادمت سفينتان تركية ويونانية مما أبرز خطر حدوث تصعيد عسكري. وتصاعد التوتر في الشهر نفسه عندما أجرى البلدان مناورات عسكرية متوازية. لكن عودة سفينة التنقيب (أوروتش رئيس) إلى الساحل التركي أحيت آمال التهدئة، وقالت أنقره إن هذه الخطوة ستسمح بإتاحة الفرصة للدبلوماسية. ولتركيا حاليا سفينتا تنفيب عن النفط والغاز في المياه قبالة ساحل جزيرة قبرص المقسمة، مما يثير غضب السلطات في نيقوسيا. ولا تعترف أنقرة بحكومة القبارصة اليونانيين في جنوب الجزيرة، كما أنها الدولة الوحيدة التي تعترف بجمهورية شمال قبرص التي أعلنها القبارصة الأتراك. ع.ج.م/ع.ش (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :