بقلم ـ هيثم بن محمد البرغش أفقنا على أهازيج القلوبِ الهيمانةِ عشقًا في الصبابةِ إلى وطنِ القداسة؛ أرضُ البقاعِ المطهرةِ بكةَ ومدينةُ الضياءِ المباركة برسولِ اللهِ إلى البريا جميعًا صلى الله عليه وسلم، وفي نفوسنا أثرٌ من طلع البدر علينا من ثنيات الوداع… الكلماتُ التي تنفسناها وغذت عليها أرواحنا فمُسحت من عبقِ الهدي الميمونِ حُبًّا أدخل علينا السكينة والوقار؛ والسرور أن جعلنا البارى مؤمنين… أغمضُ عينيّ وتتبدى لي القوافلُ المحمّلة في الصحاري وبين الوديان يسعون إلى المدينةِ ليأمنوا بالله الذي أصبغ على هذه البلاد البركة؛ السعيُ العربي الأول إلى السموق وإلى الفلاح إلى بلوغ ذرى الإيمان. هذهِ البسطةُ التي سعى فيها خيرُ الأنامِ، وصَحبهِ، يدلونَ الناس إلى الخيرِ الذي بدلَ شكل العالمِ فنوَّر بهديِ النبوةِ، وبكلام الله عز وجل في محكمِ التنزيلِ. الوطنُ الذي تناسل بهِ الجمالُ وبلغَ الذرى في الكونِ المديد؛ فلكلِ بقعةٍ في الوجودِ فيهِ من الآثارِ ومن الأخبار…وأيُ شيءٍ أبلغُ من وصلِ كل سلالةٍ بثراه المبسوطِ إلى المدى الذي لا يبلغ بهِ حدٌّ ومنتهى؛ فمن طيبةَ مهوى البهاء نبتت بِذرةُ الإمام مالك بن أنس ثمّ أثمرت وانتشرت بالمذهبِ السُني المكين، فأعمل أثر أهل الجزيرة المتسلسلُ منذُ العهدِ النبوي حتى خرج من استقر من مشكاتهِ مذاهب وطرق كان عليها الصحابةُ الكِرام، فأثمر عطاءً في البلادِ وفي الناس… فحقُ لها المجد موطنُ العروبةِ والإسلام. يومٌ بالبهاءِ سامق، وفي حشدِ المُحبينَ إليهِ وامق، وهو الذي يعدلُ في الأيامِ والتواريخِ الكثير بلا عد؛ إذ تعطرَ بدماء الأجداد الذين وصلوا البلادَ فيهِ فُجعلت أجسادهم اتحادًا للنفوسِ و للأراضِ التي دانت تحت لواءِ الدولةِ والدعوةِ حُبًا وطلبًا للخيرِ في الدنيا وفي الآخرة؛ فأصبحَ كل بلدٍ يؤرخُ مجده بهذا الانطواءِ الميمون، وأخرج من ثمارهِ الحلوةِ شبابًا وبناتًا واصلوا المسيرة المجيدة على خطى الأوائلِ الذين سعوا ثمّ لقو ما عاهدو الله عليهِ وطنًا في الشموخ لا يرامُ، وفي الجلالِ قبلةٌ لا تُزام… وبهذا علّت الغِراس الميمونة، ونَمَّت صعودًا للسماءِ قِطافًا للنورِ البيَّان، فجعلت الذواكر التي التحمت بنخيلهِ وخضرتهِ وجِنانه بصحراءهِ وواحاتهِ وكل طقوسه المديدة في سويداء التاريخ؛ معينًا من اللطفِ الممزجِ بالبهاء، ومن اللغةِ الرقراقةِ بالصفاءِ، فأصبحَ السعوديون منارًا للاشراقِ في كلِ مجالٍ، وصارت ثقافتهم المديدة بالحُبِّ الملونِ بالتنوعِ دليلاً على المدنيةِ التي تجمع إليها كل المناخاتِ ومن كل الأحدابِ صانعة لوحةً من الإتحاد عزّ نظيرها وعلى شأنها فهي لغةُ التحوِّل وعمادُ التطور. إنه البقعةُ المطهرة التي جمع شعثها على يديّ الإمامين العربيين محمد بن سعود آل مقرن المريدي ومحمد بن عبدالوهاب الوهيبي التميمي في الدولةِ الأولى، حتى نهض جلالة الملكُ الظفور عبدالعزيز بن عبدالرحمن فوحد البلاد داعيًا إلى الله، فتصاهرت البلادُ والقلوب السعودية فهي جسدٌ يسكنُ أعضاءه بالحُبّ العميمِ، وبخيرِ الخير توحيدًا لله وإيمانا؛ جسدٌ ذاكرتهُ التوحيد، وعِماد مكنته الولاء لمنبتهِ والعطاء وأيُ حبٍّ أندى وأعطى من هذا؟ إنهُ الكيان الذي دان لاتصالِ كل مكوناتهِ و أصقاعه للأسرةِ المجيدة ذات النماء؛ آلُ سعودٍ فمنذ قدم المؤسس البناء عبدالعزيز مَلكًا وأخذت أسر نجدٍ على يديهِ التي فجرت مِنها أنهارُ الحِكمة والحنكة؛ زمامَ الدعوةِ والانصهارِ في مكوناتِ البلد الأنقى أصبحتْ نجدُ منارةَ علمٍ صقيله، وأصبحت أخبار تحولها تنتشرُ إلى الدُنا، حتى سعى النورُ وضم المملكة التي نرى؛ كواكبًا متلئلئة ذاتَ معانٍ دُريّة تخلص إلى أبهةِ الجمال… ومذ ذاك النهوض، قام الملوك السعوديون على خيرِ الوصلِ بين الثقافةِ التي علّت وتمكنتْ حتى سار الناسُ إليها ملبين من الأصقاع والبلاد، فها نحنُ مهوى الثقافةِ والحضارةِ العالمية في عهدِ صاحبِ الجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهدهِ الأمين الأمير محمد بن سلمان وقد مُدت الرؤية رقعتها من الإنجاز والعطاء والتحوّل. هنيئًا لنا بوطنٍ قد سعى في قلوبنا إلى السويداء وحتى النخاع، الوطن الذي سعى فيهِ المجد على الأماد والأزمان، حتى ظفرنا بالهناء وتفجرت من بواطنهِ الحضارةُ فوق الحضارةِ التي يختزنها في مكامنهِ… إنه يوم الفرحة، يوم العِشق إلى المنتهى، فشكرًا لله الذي أرسى عماد هذه البلاد، وأعزنا.المشاركة
مشاركة :