أكدت الدكتورة أمينة هاشم مديرة إدارة التثقيف والتعزيز الصحي في منطقة الشارقة الطبية لالخليج أن عدد المراجعين المسجلين بوحدة الإقلاع عن التدخين في إدارة الطب الوقائي التابعة للمنطقة الطبية، وصل 9930 مراجعاً، منذ إنشاء الوحدة في العام 2000 وحتى النصف الأول من 2015، وقد أقلع كلياً منهم 4000 مراجع. وأشارت إلى أن نسبة السيدات المدخنات والمراجعات للوحدة تصل إلى 10%، ومثل هذه النسبة للمدخنين ممن تقل أعمارهم عن 20 سنة، فيما تصل نسبة المدخنين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 سنة إلى نحو 70%، وزارنا منذ اليوم العالمي لمكافحة التدخين في 31 إبريل/نيسان الماضي 541 مراجعاً تمكن منهم 138 من الإقلاع كلياً، وبلغ عدد الحالات المنتكسة 3 فقط. وبينت أن الوزارة لا تألو جهداً للتصدي لهذه المشكلة على الصعيدين الوقائي والعلاجي، كما تقوم منطقة الشارقة الطبية، من خلال إدارة الطب الوقائي، بنشر رسالة الوعي الصحي بين أفراد المجتمع والتعريف بأضرار التدخين، من خلال تفعيل أهداف الإقلاع عن استهلاك التبغ بأي شكل ليس فقط حماية للأجيال الحالية والقادمة من التبعات الصحية المهلكة لهذه الآفة، إنما حمايتهم من المخاطر الاجتماعية والبدنية والاقتصادية التي تنشأ عن انتشار استهلاكه. وقالت إن المنطقة الطبية تكرم بصفة سنوية المقلعين عن التدخين والجهات والمؤسسات المشاركة في دعم فعاليات وحدة مكافحة التدخين بالطب الوقائي بالشارقة، وأن أسباب عودة المقلعين الرئيسة إلى السيجارة هي أدوات الجذب عبر الترويج من قبل النجوم والفنانين في وسائل الإعلام، إضافة إلى ضغوط الأقران والأصدقاء، وخلل في دور الأسرة والمدرسة، وأن الإمارات مهتمة بمكافحة التدخين، وهي عضو في منظمة الصحة العالمية الإطارية التي وقّع أعضاؤها على اتفاقية تلزمهم بمجموعة من الإجراءات، مثل منع بيع التبغ في المحال التجارية، وأدى تطبيقه إلى ارتفاع نسبة الإقلاع في الإمارات. وبالنسبة إلى العلاج قالت: يزورنا المراجعون خلال فترة المعالجة مرة أسبوعياً لمدة شهر، ثم كل أسبوعين لمدة ثلاثة أشهر، وبعدها شهرياً مرة لمدة سنة بحيث تضمن لهم عدم عودتهم إلى التدخين، وعندما يعلم المدخنون بنسبة أكسيد الكربون في أجسامهم يتوافدون إلينا، ولكن من أهم أسباب العودة إلى التدخين ارتباط بعضهم بالتبغ بقوة، ووجود ضغوط نفسية أو مشكلة عائلية، بخاصة بعد الزواج بالنسبة إلى الشباب، أو زيادة الوزن، أو ظهور حدة العصبية أو ارتفاع نسبتها لديهم، وهي كلها حالات نفسية، ولو لم يفكروا فيها سوف يتمكنون أن يقلعوا كلياً. وأضافت: نقدم للمراجعين بدائل طبية للنيكوتين الذي يحصلون عليه من السجائر، مثل العلكة، الاستشارات والمتابعة المستمرة، التي نظهر فيها انخفاض نسبة أكسيد الكربون، ما يحفز على الاستمرار، وشرحت: الإدمان نوعان، الأول فسيولوجي، إذ يؤدي نقص النيكوتين في الدم لأعراض انسحابية، مثل الصداع وعدم التركيز والعصبية، وهي أعراض مؤقتة تنتهي بمجرد التخلص من التدخين. أما النوع الثاني فهو إدمان سلوكي، ويرتبط بالأمور الاجتماعية والعمل، وأن أهم أسباب العودة للتدخين ارتباطه بالذاكرة، لذلك يعود إليه المقلعون بعد فترة طويلة من خلال أصحابهم، وقد يرافق ذلك انتكاس نفسي، ينتهي بمراجعة عيادات الإقلاع واستئناف العلاج من جديد، وأكدت أنه يتم تقديم النصح للمدخنين بالمراجعة من أجل التدخل المبكر في حالات العودة إلى التدخين. وشددت د. أمينة هاشم على أهمية تكاتف الجهود لمنع انتشار آفة التدخين بين أفراد المجتمع خاصة فئة الشباب والمراهقين، للوصول إلى بيئة صحية بلا تبغ، خاصة بعد اختيار إمارة الشارقة ضمن المدن الصحية العالمية، وأن برنامج مكافحة التدخين يأتي ضمن أولويات وزارة الصحة والمنطقة الطبية على الصعيدين الوقائي والعلاجي، وهناك خطوات عملية في هذا الصدد.
مشاركة :