أجواء حرب باردة جديدة في أروقة الأمم المتحدة

  • 9/23/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

خيمت الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا على أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت أمس الثلاثاء، في الفضاء الافتراضي وافتتحها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس بالدعوة إلى «وقف إطلاق نار عالمي» و«تجنب حرب باردة جديدة»، فيما تبعه دونالد ترامب ليشن هجوماً حاداً على الصين، التي قالت إنها لا ترغب في حرب باردة ولا ساخنة في حين حذرت روسيا من انقسام القوى الدولية. وقال ترامب مخاطباً الأمم المتحدة في رسالة مسجلة عبر الفيديو في البيت الأبيض إنه يجب «محاسبة الصين على أفعالها»، مشيراً إلى أزمة كوفيد-19، فيما توشك الولايات المتحدة على تجاوز عتبة 200 ألف وفاة بالوباء. واتهم ترامب بكين بالسماح لفيروس كورونا الذي كرر وصفه بأنه «فيروس صيني»، «بالخروج من الصين وإصابة كل العالم» موضحاً أن الصين «حظّرت الرحلات الجوية الداخلية فيما سمحت للطائرات بمغادرة البلاد». وأضاف أن «الحكومة الصينية ومنظمة الصحة العالمية، التي تسيطر عليها الصين تقريباً، أعلنتا خطأً أنه لا يوجد دليل على انتقال الفيروس بين البشر». وقال إن بلاده تقوم بتطوير 3 لقاحات واعدة وهي في مراحلها الأخيرة وتعهد «بتوزيع لقاح» و«القضاء على الفيروس» و«إنهاء الوباء» لدخول «حقبة جديدة لم يسبق لها مثيل من الازدهار والتعاون والسلام». وأشاد بالدور الأمريكي في توقيع اتفاقي سلام بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وقال إن دولا أخرى في الشرق الأوسط ستنضم للسلام مع إسرائيل قريباً. وأكد العمل على وقف البرنامج النووي الإيراني. تحذيرات من حرب باردة وحذر جوتيريس من «شق كبير» بين «أكبر قوتين اقتصاديتين» في العالم، وقال «لن يتحمل عالمنا مستقبلاً يقسم فيه أكبر اقتصادين الكوكب إلى نصفين، لكل منه قواعده التجارية والمالية وشبكة الإنترنت وقدراته في مجال الذكاء الاصطناعي». وقال إنه في مواجهة وباء كوفيد-19، يحتاج العالم إلى «وقف إطلاق نار عالمي لوضع حد للصراعات «الساخنة» عبر القيام بكل ما يمكن لتجنب حرب باردة جديدة». وحذّر من أن «هذا مسار خطير جداً» مندداً بالمنافسة الصينية الأمريكية المتصاعدة. ودعا المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده، تحت قيادة مجلس الأمن، من أجل تحقيق وقف عالمي لإطلاق النار بحلول نهاية العام. من جانبه قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن بكين«ليس لديها نية لخوض حرب باردة أو ساخنة مع أي دولة». وقال:«سنواصل تضييق الخلافات وحل النزاعات مع الآخرين من خلال الحوار والمفاوضات. لن نسعى إلى تطوير أنفسنا فقط أو الانخراط في لعبة محصلتها صفر». وفي إشارة لنظيره الأمريكي على ما يبدو، دعا شي إلى مواجهة عالمية للفيروس وإعطاء منظمة الصحة العالمية دوراً رائداً في هذا الإطار. وقال شي:«في مواجهة الفيروس، يجب أن نعزز التضامن وأن نتجاوز ذلك (الأزمة) معاً. يتعين علينا اتباع إرشادات العلم وإفساح المجال كاملاً لمنظمة الصحة العالمية كي تمارس دورها القيادي.. وينبغي رفض أي محاولة لتسييس القضية». قمة مقترحة لتطوير اللقاحات بدوره، اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن الجائحة تحد عالمي من نوع جديد أمام العالم، وأثرت في حياة ملايين الناس وأودت بحياة مئات آلاف الأشخاص». وقال إن بلاده ستعقد قمة مع الدول المهتمة بتطوير لقاحات ضد الفيروس. وشدد على أنه «من غير الممكن حالياً تقييم نطاق الصدمة» التي ضربت الاقتصاد العالمي بسبب الجائحة، وأشار إلى أن «إحياءه سيتطلب وقتاً طويلاً وحلولاً جديدة وغير قياسية». وأكد الرئيس الروسي ضرورة إقامة «ممرات خضراء خالية من الحروب التجارية والعقوبات»، بما في ذلك في مجال الأغذية. كما أشار إلى أنه «يجب تعزيز قدرات منظمة الصحة العالمية بشكل نوعي». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في رسالة بالفيديو نيابة عن دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي، إن العالم سئم من الانقسام. وأضاف وزير الخارجية في كلمته: «اليوم، للأسف، لا تزال النزاعات المسلحة مستعرة في مناطق مختلفة من العالم. وتضاف إليها التهديدات الجدية، مثل الإرهاب الدولي، والمخدرات والجرائم الإلكترونية، وتغير المناخ. وفي هذه السنة، وأضيف إلى هذه القائمة تحد هائل آخر، وهو وباء فيروس كورونا، الذي تسبب في أزمات جدية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها». قمة المستقبل المرجو وتنعقد اجتماعات الجمعية العامة تحت عنوان: «المستقبل الذي نصبو إليه والأمم المتحدة التي نحتاج إليها.. إعادة تأكيد التزامنا الجماعي بالتعددية ومواجهة كوفيد 19 من خلال عمل فاعل متعدد الأطراف». وتستمر جلساتها على مدى أسبوع، ويتحدث خلالها ممثلو 193 دولة خلال الاجتماع الذي ينعقد في الافتراضي هذا العام بسبب الوباء. وللمرة الأولى لم تشاهد في وسط مانهاتن مواكب السيارات وغابت التكهنات بشأن احتمال انعقاد اجتماعات استثنائية على الهامش. وبدلاً من ذلك طُلب من قادة الدول إرسال خطاباتهم المسجلة مسبقاً ليتم بثها في القاعة الفسيحة، حيث سمح بحضور مسؤول دبلوماسي واحد نيابة عن كل وفد، مع إلزامه بوضع كمامة. (وكالات)

مشاركة :