عبقرية «المؤسس».. أرست لبنات نهضة تنموية شاملة

  • 9/23/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد مختصون وباحثون لـ«اليوم»، أن توحيد المملكة وتأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - يرحمه الله - هي بداية عصر جديد، ومرحلة فاصلة في تاريخ الوطن، مشيرين إلى أن الملك المؤسس وضع اللبنات الأساسية لنهضة تنموية شاملة، وكان يتمتع بشخصية فريدة، عسكريا وإداريا، فضلا عن أنه حافظ على بناء الدولة وفق سمات الهوية الإسلامية.سياسات إنمائية رائدةأكد الباحث عبدالله المطلق، أن اليوم الوطني يمثل صورة لتوحيد المملكة ونهضتها، على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، والذي أعلن قيام المملكة العربية السعودية، وأرسى قواعد هذا البنيان على هدي كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، سيظل ذكراه خالدا في قلب كل مواطن ومواطنة كبيرا وصغيرا، مشيرا إلى أنه يمثل قصة كفاح طويلة لرجل عظيم، يعتبر من الشخصيات العالمية، الذي قيضه الله لقيام هذا الوطن، ولتحقيق الأمن والأمان، وحماية الأماكن المقدسة.وأضاف أنه رغم سنوات الجهاد التي ناضل فيها، ورغم وجود العقبات والمشاكل إلا أن إيمانه بالله، سهل له الصعاب، وتمكن من إعلاء صوت الحق في الجزيرة العربية، ووحد شملها، بعد صراعات دامية بين القبائل وأعداء الدولة السعودية في شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها، حتى تحقق له ما أراد بهمته وعزيمته وعزيمة رجاله الأفذاذ من أجل أن يستعيد صور التلاحم بين القيادة والشعب وهي صور تؤكد حب المواطن لوطنه وقيادته.وأضاف أنه عندما نقف على تاريخ الأحساء، نجد أن أوضاعها تدهورت، عندما كانت الأمور بيد أفراد الحامية، الذين عاثوا في البلاد فسادا ونشروا الذعر بين السكان، ولما استعاد الملك عبدالعزيز معظم البلدان النجدية، بدءا بفتح الرياض عام 1319هـ، وقوى جيشه، وتدرب رجاله، انصرف تفكيره إلى تحرير منطقة الأحساء، وتخليصها من أيدي الدولة العثمانية التي أكلت خيراتها ودمرت عمارتها.وبين «المطلق»، أن الملك عبدالعزيز تغلب على العديد من الصعوبات التي واجهته في توحيد المملكة، وبعد أن كتب له النصر، كان أول من أطلق عمليات التنمية والتحديث في شتى ربوع المملكة، ولعب التخطيط الإستراتيجي الوطني للملك عبدالعزيز دورا أساسيا في تمهيد الطريق لتحقيق التنمية وارتكزت التنمية في عهده على تصور واضح للأهداف والاحتياجات، ووضع إطار المؤسسات المنظمة الحديثة، سواء في القطاع العام أو الخاص، إضافة إلى تحقيق التعاون والتكامل بينهما لتحقيق الأهداف التنموية، فضلا عن توزيع الإنفاق الحكومي وترشيده بشكل يضمن الاستمرارية في الأداء والفاعلية والبدء في بناء البنية التحتية «المرافق والاتصالات والمواصلات»، والتجهيزات الأساسية التي يمكن من خلالها تحقيق التنمية، ولذا حرص الملك عبدالعزيز - رحمه الله - على تنمية المجتمع السعودي في كافة الجوانب الإنسانية والاجتماعية والتكنولوجية، وشهدت جميع المناطق في المملكة منذ عام 1926م، مختلف أنواع التطور والنمو في جميع المجالات، وذلك بفضل السياسات الإنمائية الرائدة التي اتخذها الملك عبدالعزيز رحمه الله.الأحساء.. كلمة السر في توحيد جغرافيات المملكةأوضح الباحث في التراث ورئيس فرع جمعية علوم العمران بالأحساء م. عبدالله الشايب، أن الملك المؤسس - رحمه الله - اجتهد لإعادة ملك أجداده بالعزيمة وبحنكته السياسية، مشيرا إلى أن إقليم الأحساء هو المحطة التي منحته تواصلا مع العالم برا وبحرا من خلال ميناء العقير ومدينة الهفوف المحروسة قاعدة الإقليم ومقر الوالي العثماني وجيشه.وأضاف أن وجهاء الأحساء بمختلف أطيافهم وتعدد مذاهبهم رفضوا العلاقة مع الإنجليز والعثمانيين، فتواصلوا مع الملك المؤسس، إلى أن دخل الهفوف عام 1331هـ، وانسحبت كتيبة العثمانيين، وتم القضاء على الحركة المضادة لسلطة الملك عبدالعزيز، في معركة كنزان الفاصلة بجوار جواثا شمال الواحة عام 1333هـ.وبين أن دخول الأحساء التاريخي ضمن النهضة الحديثة بقيادة ساعد الملك المؤسس، الأمير عبدالله بن جلوي -رحمهما الله- بمقر الحكم بمدينة الهفوف، وينظر إلى الأحساء بموقعها الجغرافي على أنها سلة غذاء الخليج والجزيرة العربية، مشيرا إلى أن أهالي الأحساء استشعروا الأمن، خلال فترة الملك المؤسس، فهدمت البوابات والأسوار وتوسعت المدن وألغي الرق، كما انتهى عهد السخرة الذي يمارسه الإقطاعيون.وأكد أن استتباب الحكم في الأحساء كان المدخل والقوة الصاعدة لتوحيد جغرافيات المملكة الأخرى.شخصية فريدة وقائد تاريخيقال الباحث في التاريخ والعمارة الإسلامية د. محمد أبو بكر، إن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، كان قائدا عظيما بنى وأسس أمة عظيمة، وفارسا لم يترجل عن صهوة حصانه لأن هذا البناء الذي شيده ما زالت مقوماته وأسسه متينة ثابتة، وهذا أحد الأسباب الرئيسة في انتقال هذه الدولة المباركة من مرحلة إلى مرحلة أقوى لأن بناءها كان مستندا على دستور ضمن له البقاء وهو الكتاب والسنة.وتابع: إن الإصرار والعزيمة اللذين تحلى بهما الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ على استعادة ملك آبائه وأجداده، إلى أن تم الانتصار الكبير في فتح الرياض عام 1319هـ، كان مرتبطا بتطبيق الشريعة الإسلامية، وهذا ليس بمستغرب على فتى نشأ على تعلم القرآن ودراسته والعلوم الشرعية لدى عدد من العلماء في تلك الفترة.وأضاف «أبو بكر»: إن شخصية الملك عبدالعزيز الفريدة من نوعها أبهرت العديد من المفكرين في الغرب والشرق؛ لما اتصف به من القوة واللين والحزم والعفو، وهو ما جعل العديد من الدراسات والمقالات والكتب تتناول هذا الجانب بمزيد من البحث، لذلك من الواجب على كل من يتحدث عن صفات الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أن يشير إليها بإسهاب لأن كل صفة كان لها دورها في قوة هذه الدولة وحمايتها من المتربصين.وضع أساس التنمية الحقيقيةبين الأستاذ الجامعي والباحث د. سعد الناجم، أن الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - كان كأجداده قائدا للتحرر الوطني، عمل على تغيير واقع الجزيرة العربية وتوحيد رؤى أهلها، فولدت الدولة من رحم الشتات، مشيرا إلى أن الدولة العثمانية حرقت الدرعية وفصلت الأحساء والحجاز ودعمت إبقاء الشمال تحت حكم «آل رشيد»، وفشلت مساعيها، عندما جاء الملك عبدالعزيز الذي استطاع بعد استعادة الرياض، استعادة المناطق ومنها الأحساء. وبين أن الأحساء بلغ فيها الظلم مبلغا عظيما، وكان أهلها يراسلون الملك المؤسس ـ رحمه الله ـ. وأضاف أن الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - بنى وحدة وطن وأمن واستقرار فأصبحت الجزيرة عقدا واحدا رغم اختلاف قبائلها، مشيرا إلى أن الوطن والمواطن، هما بؤرة اهتمام الملك المؤسس، الذي حرص على مستقبل السعوديين وتوحيد كلمتهم، ووضع لبنات التنمية الحقيقية في كافة المجالات.نظم نابعة من البيئة وخصائص الهويةقال رئيس قسم الدراسات الاجتماعية بجامعة الملك فيصل د. دايل الخالدي، إن الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - كان جنديا من جنود الله، محافظا على راية الإسلام خفاقة، مشيرا إلى أنه التزم ـ في كافة معاركه ـ بتعاليم القرآن الكريم، وكان يحارب مضطرا من خلال رؤية نبيلة.وأكد أن الجانب الأكثر إشراقا في شخصيته هو «العبقرية الإدارية»؛ لأنه استطاع أن يصوغ للمملكة نظمها الإدارية النابعة من بيئتها ومن خصائص النفس البشرية عموما والمواطن السعودي بوجه خاص، دون الحياد عن منهج الله تعالى، مشيرا إلى أن التنظيم الإداري في عهده مر بمرحلتين مختلفتين متمايزتين، ولكنهما متداخلتان وهما مرحلة ما قبل استكمال ضم الحجاز وما بعدها، وكان جوهر المرحلة الأولى ينصب على تأسيس الكيان السياسي للدولة، الذي خاض من أجله الملك عبدالعزيز نحو 41 معركة حربية، قادها بنفسه، وجرح فيها 14 مرة، بخلاف المعارك التي خاضها أبناؤه وإخوته، بينما أصبح المظهر الأساسي في المرحلة الثانية تثبيت دعائم الدولة، ولهذا كان التنظيم الإداري في الفترتين متفاوتا من حيث الأهداف والوسائل والشكل التنظيمي.وبين «الخالدي» أن المرحلة الثانية بدأ فيها تغيير جذري في التكوين التنظيمي للإدارتين المركزية والمحلية بدءا بالحجاز، لأن الإدارة في الحجاز كانت ذات تنظيمات متقدمة نوعا ما، وبدأ هذا التنظيم يمتد تدريجيا إلى بقية مناطق المملكة، مشيرا إلى أنه رغم كل هذا كان ـ رحمه الله ـ يتميز بالتواضع في كل مناحي حياته.

مشاركة :