قطعان المستوطنين تغتال حرقاً رضيعاً فلسطينياً

  • 8/1/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شارك آلاف الفلسطينيين الغاضبين في تشييع جثمان الشهيد الرضيع علي سعد دوابشة الذي قتل حرقاً على يد المستوطنين في منزل أسرته في بلدة دوما جنوب شرق مدينة نابلس، وندد قادة العالم بالجريمة غير المسبوقة في وحشيتها وطالبوا بمعاقبة الجناة، في حين أكدت السلطة الفلسطينية أنها ستقدم ملف الجريمة الوحشية اليوم السبت، أمام المحكمة الجنائية الدولية. واستشهد الطفل الفلسطيني علي دوابشة البالغ من العمر عاما ونصف العام، حرقاً وأصيب والداه وشقيقه بجروح فجر أمس الجمعة حين هاجم مستوطنون منزلهم في الضفة الغربية المحتلة وأشعلوا فيه النار. وحملت منظمة التحرير الفلسطينية حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن مقتل الطفل معتبرة أن الهجوم هو النتيجة المباشرة لإفلات إرهاب المستوطنين من العقاب طوال عقود. أما نتنياهو فسارع لوصف الهجوم بالعمل الإرهابي، فيما شكك عباس في مسعى إسرائيل معاقبة مرتكبي الجريمة. وأكد أن السلطة الفلسطينية ستقدم السبت ملف مقتل الطفل دوابشة أمام المحكمة الجنائية الدولية. وفي كلمة خلال مراسم التشييع، قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله، إن هذه الجريمة لن تنال من عزيمتنا، ونقول كفى 48 عاماً من الاحتلال، وهذا الاحتلال نريد زواله، ومن هنا على المجتمع الدولي أن يقول كلمته، كما أننا نطالب المجتمع الدولي بوضع حد لسياسة الكيل بمكيالين، فما ذنب هذا الرضيع البريء!. وأضاف سنذهب إلى كل المحافل الدولية بشكوى ضد هذه الجرائم، ونحن أصحاب حق وباقون، وهذه هي أرضنا، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك. كما ألقى سمير دوابشة، ممثلاً عن عائلة الشهيد، كلمة طالب فيها الجميع بالعمل على وقف احتلال للأرض الفلسطينية، مضيفاً: آن الأوان للشعب الفلسطيني أن يعيش كبقية شعوب العالم حراً على أرضه ومقدساته. وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن مرتكبي الاعتداء فروا إلى مستوطنة قريبة، بعد حرق منزلين في قرية دوما جنوب نابلس، وقيامهم بكتابة شعارات عنصرية باللغة العبرية قبل فرارهم عند استيقاظ مواطني القرية. وقد تمت مراسم تشييع الشهيد الطفل علي، بغياب والديه وشقيقه الوحيد أحمد، الذين أصيبوا بجراح وصفت بأنها خطيرة، وطالت ما يزيد على 60% من أجسادهم، وتم نقلهم إلى مستشفيي تل هشومير وسوروكا في الدخل الفلسطيني المحتل. وفي دوما لم يتبق من منزل دوابشة سوى الجدران إذ إن المنزل احترق بالكامل من الداخل، وبين الحطام تبقت بعض الصور المحترقة للعائلة والطفل علي فضلاً عن بعض حاجاته. وخارج المنزل كتبت عبارات الانتقام ودفع الثمن بالعبرية، ويأتي ذلك بعد يومين على هدم السلطات الإسرائيلية مسكنين قيد الإنشاء في مستوطنة. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما جرى في دوما اليوم يضاف إلى سجل الجرائم التي يرتكبها المستوطنون والحكومة الإسرائيلية لأنها تبني الاستيطان في الضفة والقدس وتشجع قطعان المستوطنين على القيام بكل ما يقومون به. وأضاف انه يعد ملفاً سيرفع إلى المحكمة الجنائية الدولية على الفور وقال نستيقظ كل يوم على جريمة من جرائم المستوطنين، إنها جريمة حرب. من جهته، أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي بات يتولى أمانة سر منظمة التحرير البدء في إعداد ملف لإرساله إلى المحكمة الجنائية الدولية. وقال عريقات لصحفيين في مكتبه الجمعة بدأنا من الصباح السعي لتوفير كل ما يلزم لحماية شعبنا وبما فيها التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية. كما أعلن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة ان جريمة حرق الطفل علي دوابشة ستكون في طليعة الملفات التي ستقدم إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاسبة كل من شارك فيها. وقال ابو ردينة في بيان نشرته وكالة أنباء (وفا) الرسمية لم يعد مقبولاً الإدانة اللفظية لهذه الجرائم من قبل المجتمع الدولي والمطلوب خطوات عملية تؤدي إلى محاسبة المجرمين وإنهاء الاحتلال. وعبرت الفصائل الفلسطينية عن ردود فعل غاضبة ومستنكرة حيث وصف الناطق الإعلامي باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أحمد عساف الهجوم بأنه جريمة ضد الإنسانية محملاً حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية. أما الجبهة (الشعبية) لتحرير فلسطين فدعت إلى إعلان الحرب على المستوطنين وتصعيد المقاومة رداً على الجريمة التي اقترفت بحق عائلة دوابشة. من جانبها، اعتبرت حركة (حماس) أن الجريمة تستدعي رداً يتناسب مع إجرامهم، مضيفة أن قيادة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة باعتبارها الجهة التي تصدر الأوامر وتحرض على قتل الفلسطينيين حتى الأطفال منهم. في غضون ذلك، اندلعت مواجهات عنيفة في أماكن مختلفة من القدس والضفة الغربية أسفرت عن إصابة شابين، وذلك في أعقاب مقتل الطفل علي دوابشة. ورداً على مقتل الطفل الفلسطيني، اندلعت مواجهات الجمعة في أماكن مختلفة من القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية المحتلة من بينها تظاهرة في مدينة الخليل جنوبا أصيب خلالها شاب بالرصاص الحي في فخذه. كذلك قال مصدر في الصليب الأحمر إن فلسطينيا اصيب بالرصاص الحي في مواجهات قرب بيرزيت. إلى ذلك اندلعت مواجهات عند حاجز قلنديا ومخيم الجلزون قرب رام الله وحاجز حوارة جنوب نابلس. كما شارك مئات الفلسطينيين في مسيرة في بلدة كفرقدوم بقضاء قلقيلية شمال الضفة الغربية رددوا خلالها الشعارات الوطنية وطالبوا برد شعبي على جريمة حرق الطفل. (وكالات) إدانة عربية ودولية واسعة للجريمة لقيت جريمة المستوطنين بإحراق الطفل علي دوابشة (عام ونصف العام) وعائلته، في قرية دوما، جنوب نابلس فجر أمس الجمعة، موجة عربية وعالمية واسعة من الاستنكار والتنديد، إلى جانب المطالبة بمعاقبة مرتكبي الجريمة. ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الجريمة الوحشية، معتبراً انها جريمة حرب، ارتكبت وسط عجز وصمت من المجتمع الدولي. وناشد العربي مجلس الأمن التحرك لإصدار قرارات ملزمة لإسرائيل لوقف جرائمها ضد الفلسطينيين. كما دان مجلس الأمة الكويتي جريمة المستوطنين في دوما؛ وقال رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم إن هذه الجريمة المروعة انتهكت كل القوانين والأعراف الدولية والقيم الإنسانية، مؤكداً أن إسرائيل لم تضع يوماً اعتباراً لتلك القيم والقوانين. وأضاف أن عصابات المستوطنين تمارس أبشع أنواع الإرهاب والقتل والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني الشقيق بحماية من سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف آلة الإرهاب الإسرائيلية وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار. ونددت البحرين بشدة بحادث قتل الرضيع علي سعد دوابشة وقالت وزارة الخارجية البحرينية انها تدعم كافة الخطوات والإجراءات التي يتخذها الرئيس محمود عباس، للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني. ونددت وزارة الخارجية المصرية بجريمة الحرق. وطالب السفير بدر عبدالعاطي، المجتمع الدولي للعمل على توفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني. ودان الأردن الجريمة البشعة. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، في بيان، إن هذه الجريمة البشعة ما كانت لتحدث لولا إصرار الحكومة الإسرائيلية على إنكار حقوق الشعب الفلسطيني وأدارت ظهرها للسلام وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة. وحمل أمين عام منظمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني قوة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الجريمة البشعة ومختلف الأعمال الإرهابية الممنهجة التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون في الأرض الفلسطينية المحتلة. ونددت الولايات المتحدة بأشد العبارات بالهجوم الإرهابي الوحشي في الضفة الغربية المحتلة والذي أدى إلى مقتل طفل فلسطيني حرقاً بعدما اضرم مستوطنون متطرفون النار في منزل ذويه. ومن جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ملادينوف، إن الجريمة الارهابية التي ارتكبها المستوطنون في قرية دوما، تعزز الحاجة إلى قرار فوري بوضع حد الاحتلال. واعتبر ملادينوف ان هذه الجريمة نفذت لهدف سياسي، مطالباً بتقديم مرتكبيها الى العدالة. واستنكرت الولايات المتحدة، على لسان القنصل العام في القدس دونالد بلوم جريمة الكراهية، التي ذهب ضحيتها رضيع فلسطيني، وتعرض أفراد من عائلته لجروح خطيرة. وحث على أخذ كل الخطوات، وبشكل عاجل، لجلب الجناة في هذا الحادث البشع للعدالة. بدورها دانت وزارة الخارجية الألمانية الاعتداء. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية في بيان، إن: الحكومة الألمانية تدين بحدة هذا الاعتداء الإرهابي اللاإنساني.. إنه أمر مروع تلك الوحشية التي تمت بها مهاجمة تلك العائلة وإحراقها. بينما وصف الاتحاد الأوروبي الجريمة بجريمة قتل بدم بارد، من قبل المستوطنين المتطرفين، وقال إنها تسلط الضوء على الحاجة الملحة لإيجاد حل سياسي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وربط المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بين جريمة إحراق منزل عائلة دوابشة بالأنشطة الاستيطانية وجدد رفض الدول الأوروبية لسياسة الاستيطان الإسرائيلية التي تهدد بشكل خطير حل الدولتين. (وكالات)

مشاركة :