قال مجموعة من الخبراء من شركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، إن سلاسل التوريد العالمية تأثرت بشدة بأزمة وباء كورونا والأحداث السياسية العالمية، ما أدى إلى تعزيز النزعة القومية، وتنامي الدعوات التي تطالب بتطوير القدرات المحلية والإقليمية. جاء ذلك خلال مشاركتهم في جلسة نقاش، نظمتها القمة العالمية للصناعة والتصنيع، ضمن سلسلة الحوارات الافتراضية للقمة. وخلال مشاركته في الجلسة، قال الدكتور بشار الجوهري، الشريك في «برايس ووترهاوس كوبرز» الشرق الأوسط: «أظهر وباء كورونا النقص الذي تعانيه منطقة الشرق الأوسط في بعض القطاعات الحيوية مثل قطاع الرعاية الصحية والقطاع الغذائي. وقد شهدنا في الآونة الأخيرة توجه العديد من دول المنطقة لتنويع مصادرها، والعمل على توظيف التقنيات الرقمية لتطوير صناعاتها والنهوض باقتصاداتها». العولمة المحلية وبدورها، أشارت كارا هافي، الشريك في «برايس ووترهاوس كوبرز» المملكة المتحدة، إلى أن الانتخابات المحلية للدول تتأثر بالفرص والتحديات التي تفرضها العولمة والعولمة المحلية، وبمدى قوة العلاقات الدولية، وقالت: «نظراً للظروف السياسية الحالية في المملكة المتحدة، والناتجة عن التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، قامت العديد من الشركات الصناعية خلال العام الماضي، بإعادة النظر في سلاسل التوريد والبحث عن حلول خاصة بها، وهو ما مكن هذه الشركات من تطوير فهم أعمق لسلاسل التوريد. ومع تفشي الوباء في المملكة المتحدة، تتوجه العديد من الشركات للاعتماد على السوق المحلي، إلا أن بعض الجمعيات والمؤسسات الصناعية أشارت إلى أن التغير في سلاسل التوريد قد يستغرق وقتاً طويلاً». ومن جهته، سلط بريت كايوت، الشريك في «برايس ووترهاوس كوبرز» الولايات المتحدة، الضوء على تأثير زيادة أجور القوى العاملة والخدمات اللوجستية على سلاسل التوريد والقطاع الصناعي، وقال: «يتمثل أحد الحلول التي قد تساهم في خفض التكاليف في زيادة الاعتماد على التصنيع المحلي، أو الاعتماد على موردين محليين أو إقليميين. ونتوقع أن تتوجه العديد من الشركات في الولايات المتحدة للتصنيع في مناطق مثل المكسيك، أو إطلاق مشاريع صناعية مشتركة، تجمع بين الولايات المتحدة والمكسيك، أو المكسيك ودولة أخرى منخفضة التكلفة في آسيا، خاصة مع ارتفاع معدلات أجور العمالة، وزيادة تكاليف الخدمات اللوجستية بشكل كبير، بالإضافة إلى دور الرسوم الجمركية التي تفرضها الحكومات. وقد بدأت العديد من الشركات بالبحث عن طرق تمكنها من مواصلة أعمالها، بغض النظر عن التحديات التي تواجهها في أسواقها المحلية، أو في الأسواق العالمية». تحقيق التوازن ومن جانبه، أوضح الدكتور مايكل واجنر، الشريك في شركة «ستراتيجي &» في ألمانيا، التابعة لشركة «برايس ووترهاوس كوبرز»، أن أزمة الوباء في ألمانيا كشفت عن عدم قدرة سلاسل التوريد الصناعية على التعامل مع الظروف المستجدة. وقال: «لا أتوقع تراجع العولمة، لكن أرى أن على الشركات الألمانية بذل المزيد من الجهود لتحقيق التوازن بين الكفاءة وحجم الإنتاج والقدرة على العمل في مختلف الظروف. ولا شك أن هناك توجهاً متنامياً لزيادة الاعتماد على السوق المحلي، وتطوير القطاع الصناعي العالمي، لجعله أكثر قدرة على التعامل مع الأحداث.
مشاركة :