وأكد الأكاديمي والخبير الاقتصادي الدكتور محمد بن دليم القحطاني، أن قيادة المملكة لمجموعة العشرين والتي أتت في ظروف استثنائية في ظل عاصفة جائحة كورونا التي أثرت على جميع دول العالم، أثبتت قوة المملكة وأنها رقم كبير في منظومة الاقتصاد العالمي، حيث استطاعت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أن تطمئن العالم من خلال توجيه دعوى لقادة دول العشرين في بداية العام الحالي للتركيز على عنصرين هامين هما الإنسان وسلاسل الإمداد، فالإنسان كرمه المولى عز وجل وسلاسل الإمداد هي سر انتعاش الاقتصاد العالمي، وعدم تأثره بسبب الإغلاق الدولي. وأشار إلى أن مثل هذه النظرة لدليل واضح على صلابة وحنكة قيادة المملكة في إدارة ملف شائك يواجه العالم ولأول مرة منذ عقود، مع حرصها على عدم إهمال وترك الدول الفقيرة تواجه مصيرها أمام هذه الجائحة. وأضاف” دول العشرين تشكل أكثر من ٨٥% من قوة الاقتصاد العالمي، وكانت المملكة حريصة على عدم إهمال الجزء المتبقي من العالم، مع العمل على استمرار تدفق سلاسل الإمداد في كافة المجالات والحفاظ على سلامة وصحة الإنسان وهذه معادلة صعبة، ولكن رغم ذلك استطاعت دول العالم أن تعمل سويا بقيادة وتوجيهات المملكة لمواجهة هذا الخطر”. في السياق ذاته، أكد الباحث في العلاقات الدولية محمد حامد، أن قيادة المملكة لمجموعة العشرين في ظل جائحة كورونا كانت قيادة حكيمة وتجربة فريدة من نوعها حيث حملت المملكة مسؤولية تاريخية لوضع توصيات وقرارات ملزمة للدول الكبرى من أجل مواجهة الوباء ووضع ضوابط معينة للاقتصاد والنفط والغاز التي تمس كل شعوب العالم ونجحت بجدارة، مشيراً إلى أن المملكة نجحت في رسم خارطة طريق ورؤية شاملة للدول العظمى في الوقت الذي عجزت فيه دول عظمى عن حماية مواطنيهم، فضلا عن نجاح المملكة الباهر في تجنب الأضرار الكبرى التي تمس الأسواق العالمية نتيجة هذه الجائحة. ضبط إيقاع الاقتصاد الخبير في الشأن الاقتصادي أبو بكر الديب، قال: “هناك عدة عوامل تؤكد نجاح قيادة السعودية لقمة العشرين الكبار التي بدأت أواخر العام الماضي وتستمر حتى نوفمبر المقبل، أهمها قيادة المملكة التي تتمثل في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، حيث شهدت المملكة في عهدهما نهضة اقتصادية غير مسبوقة جعلتها تتربع علي عرش العشرين الكبار عالميا، ومساهمتها بدور بارز في ضبط إيقاع الاقتصاد العالمي، ما جعل قيادتها لمجموعة العشرين، فرصة قوية لدعم الاقتصاد العالمي، خاصة في ظل الظروف التي يمر بها مع جائحة كورونا التي لم تنته بعد وقد تعهد زعماء المجموعة، بقيادة السعودية، بضخ 5 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي للحد من الآثار الاقتصادية لفيروس كورونا، فضلا عن ماتمتلكه المملكة من مقومات وإمكانيات هائلة فلدى المملكة ثاني أكبر صندوق استثمارات سيادية في العالم، والأكبر في المنطقة العربية، ولديها واحد من أكبر الاحتياطات النقدية الأجنبية في العالم، وهي ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم بمتوسط 11.3 مليون برميل يوميا، وأكبر مصدر للنفط بـ 7 ملايين برميل يوميا ولديها فرص استثمارية بتريلونات الدولارات في مجالات الثروة التعدينية والسياحة والطاقة، كما أن الاقتصاد السعودي يحافظ علي معدلات نمو كبيرة رغم تقلبات النفط والتجارة الدولية وتداعيات كورونا بفضل رؤيتها الاقتصادية 2030 والتي اعتمدت على التوسع في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي من خلال بنية اقتصادية قوية في مجالي الاتصالات والمواصلات دوليا ومحليا وتحفيز الاستثمار وهي أكبر دول الخليج العربية من حيث السكان. وأكد الديب رغبة المملكة في القيام بدور فاعل خلال رئاسة مجموعة الـ 20 والتي تمثل تحديا صعبا خاصة في ظل الظروف العالمية الراهنة، ورغبة المملكة في تطوير قدرات الاقتصاد الدولي والبنية التحتية ومستوى الخدمات، حيث تعد مجموعة العشرين من أهم التكتلات الاقتصادية العالمية لمناقشة قضايا الاقتصاد العالمي، وبحث السبل لتحسين مقومات نموه وبحث سبل تسهيل التجارة العالمية. ونوه إلى تأثير المملكة العظيم والمتنامي في أسواق الطاقة، معتبراً أنها رمانة الميزان في قطاع النفط وضبط أسعاره، وتلجأ إليها الدول الكبرى في أزمات أسعار النفط والطاقة بشكل عام، فضلاً عن إسهاماتها في الكيانات الاقتصادية الدولية كصندوق النقد والبنك الدوليين، الأمر الذي ساهم في تعزيز نجاحات المملكة المبهرة في قيادة دورة مجموعة العشرين.أجمع خبراء في العلاقات الدولية والاقتصاد على قوة تجربة المملكة العربية السعودية الفريدة في رئاسة دورة مجموعة العشرين لهذا العام، والتي جاءت في ظرف استثنائي أثبتت فيها المملكة قوتها وصلابتها أمام التحديات، فأخذت بيد عدد من الدول إلى بر الأمان من خلال قرارات غير مسبوقة ألهمت الجميع في اهتمامها بصحة الإنسان، مجنبةً العالم انهياراً اقتصادياً كان محتماً لولا حنكتها في إدارة الأزمة. تجربة رائدة ومشرفة ويرى الخبير في العلاقات الدولية طارق برديسي، إن “تجربة المملكة رائدة ومشرفة، ونموذج ومفخرة تشرف به الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، لقد استطاعت تقديم مثال في القيادة والرؤية، خاصةً في ظل ظروف دولية عصيبة بعدما ضربت كورونا العالم كله في مقتل وعرقلت النمو الاقتصادي وقلصت فرص العمل”، مؤكداً أن المملكة في تجربتها الفريدة استطاعت أن تعبر عن طموحات منطقتها العربية ودول العالم الثالث من خلال تواجدها في هذه المجموعة، حتى تتضح الفرص الاستثمارية الواعدة والقروض المطلوبة للملائمة لدعم الاقتصادات الناشئة، وتوفير مفردات التمويل والخبرة والتكنولوجيا المتوقعة. ويوافقه في الرأي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور مختار غباشي، الذي أكد أن نجاح قيادة المملكة للمجموعة الأكبر على مستوى العالم في الاقتصاد والقوة العسكرية والطاقة النووية، يأتي انطلاقاً من قوة موقفها ودورها الأساسي والرئيسي في التحكم بإنتاج النفط وتشكيلها لثلث “الأوبك”. دور مؤثر وقال الخبير الاقتصادي أبو بكر الديب إن “السعودية لاتمثل نفسها فقط في قمة العشرين فوراء المملكة عالم عربي يشمل أكثر من 20 دولة، كما أن المملكة تمثل قبلة العالم الإسلامي وبالتالي فإن التحدث معها يعني التحدث مع تجمع بشري إسلامي هائل وعدد كبير من الدول العربية كما أنها دولة رائدة في منطقة الشرق الأوسط وتمسك بيدها العديد من الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية بالمنطقة والعالم، وبالتالي فدورها مؤثر جدا في تجمع العشرين الكبار الذي يبلغ حجم سكانه نحو 4.7 مليار نسمة بما يعادل 60 % من سكان العالم ويبلغ الناتج الإجمالي لهذه الدول نحو 63 ترليون دولار أو نحو 85 % من ثروة العالم.
مشاركة :