الملتقى الوطني للتراث الثقافي غير المادي يختتم أعمال نسخته الثانية 

  • 9/24/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اختتم الملتقى الوطني الثاني للتراث الثقافي غير المادي أعماله مساء اليوم الأربعاء الموافق 23 سبتمبر 2020م بعد ثلاثة أيام من الاشتغال المستمر عن بعد، حيث عقد جلسته المباشرة الثانية، التي تناولت حرفة النسيج والأزياء التقليدية، وذلك بمشاركة العديد من الخبراء والمتخصصين والمسؤولين. وشهدت الجلسة حضور سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار، الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة مدير إدارة المتاحف والآثار بهيئة الثقافة والشيخ محمد بن خليفة آل خليفة مدير إدارة التراث الوطني بالهيئة. وقالت سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة في بداية الجلسة إن الملتقى يهدف إلى رفع وعي المجتمع بالتراث الثقافي غير المادي وتعريفه بأهمية حفظه وصونه للأجيال القادمة، هذا إضافة إلى حصر وتوثيق عناصر هذا التراث بشكل يعكس تمسّك البحرين بتعزيز هويتها الحضارية والثقافية على المستويات المحلية ويما يدعم جهود الترويج لها عالمياً. من جانبه قال الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة إن هيئة البحرين للثقافة والآثار، متمثّلة بجهود العاملين فيها، تقوم بالعديد من المبادرات من أجل حفظ وصون التراث الذي يعد عنصراً أساسياً من الهوية البحرينية. وأوضح أن هيئة الثقافة تعد أيضاً همزة الوصل ما بين مجتمع التراث المحلي، من باحثين وممارسين، والمنظمات الدولية العاملة في هذا المجال، حيث عملت الهيئة هذا العام، وعبر فريق متخصص، على تقديم ملفين لعنصرين من عناصر التراث الثقافي غير المادي للإدراج على قائمة اليونيسكو الخاصة بهذا التراث، الأول ملف الفجري الذي تقدّمت به المملكة كعنصر تراثي غير مادي خاص بها، والثاني ملف مشترك بقيادة المملكة العربية السعودية يضم 16 دولة لتسجيل الخط العربي على القائمة. وأشار كذلك إلى أن الهيئة بالعديد من المبادرات الأخرى بالتعاون مع المؤسسات التعليمية والأهلية لدعم جهود صون التراث وتعزيز الهوية الوطنية البحرينية. وللحديث عن النسيج استضافت الجلسة السيدة عائشة مطر عضو مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث والمهندسة فاطمة عبدعلي من إدارة التراث الوطني بهيئة البحرين للثقافة والآثار، فيما تحدث حول الأزياء التقليدية كل من الدكتورة سوسن كريمي الأستاذة المساعدة بكلية الآداب بجامعة البحرين، إضافة إلى السيد عبد القادر أحمد محمد، أحد أمهر وأقدم ناقشي الرزّي في المملكة. وقالت السيدة عائشة مطر إن مملكة البحرين تتميز بحرفة النسيج والتي كانت منتشرة فيما مضى في أكثر من منطقة، إضافة إلى بني جمرة، مؤكدة ضرورة الحفاظ على هذه الحرفة وصونها وتنميتها. وأشارت إلى أنه يجب العمل على الارتقاء بحرفة النسيج من خلال برامج حديثة لمواكبة أساليب التصميم المعاصرة، موضحة أن ذلك بإمكانه إعطاء رواج إضافي للحرفة على مختلف المستويات. أما المهندسة فاطمة عبدعلي فأشارت إلى أنه وضمن رؤية هيئة البحرين للثقافة والآثار، وخصوصاً مع عودة إدارة الحرف إلى حاضنتها، يتم العمل حالياً على تعزيز مكانة الحرف لتكون جزءاً من الصناعات الثقافية في مملكة البحرين، والتي تعد من الصناعات ذات الاهتمام الواسع على مستوى العالمي، مؤكدة أن الاهتمام بالحرف التقليدية يساهم في دعم عملية التنمية المستدامة في المجتمع. وأشارت إلى أن مصنع بني جمرة الذي سيرى النور قريباً يعد أحد مشاريع البنية التحتية الأساسية لدعم حرفة النسيج، حيث سيتم من خلاله الترويج لهذه الصناعة وما يتعلق بها من إبداع وثقافة وهوية. وقالت إن تصميم المشروع ووقوعه وسط مزارع بني جمرة، يعكس الهوية العمرانية للمنطقة وسيشكل انطلاقة لتعريف العالم بالنسيج البحريني، حيث يحضر بقوة في جناح مملكة البحرين في إكسبو 2020 دبي للتعريف بأسراره الحرفة والترويج لها بصورة أفضل أمام مختلف الدول. بدورها قالت الدكتورة سوسن كريمي إن الأزياء التقليدية في البحرين عكست في الماضي العديد من ملامح المجتمع المحلي، حيث كانت تشير الأزياء إلى مستوى الدخل المادي للأسر والمكانة الاجتماعية والدينية للأشخاص، ومنطقتهم الجغرافية أيضاً. وأشارت إلى أن الأزياء التقليدية كان تعد عنصراً ثميناً لدى العائلات، فكان يتم تثمينها والاهتمام بها بشكل كبير. وطالبت الدكتورة كريمي بأن يتم عمل مسح موسوعي للأزياء الشعبية في البحرين من أجل توثيق الأزياء التقليدية في المملكة وحفظها. أما السيد عبد القادر محمد فتحدث حول "الزرّي" منذ بداية عمله في هذه الحرفة منذ أن كانت تتم بالأيادي وصولاً إلى استخدام الآلات الحديثة، كما تطرق إلى مختلف الأزياء البحرينية وعلاقتها بهذه الحرفة. وأشار إلى أن حرفة التطريز موجودة ومحفوظة بدقة، متمنياً أن يتمكن من تعليم الجيل الجديد هذه الحرفة العريقة. يذكر أن الملتقى الوطني الثاني للتراث الثقافي غير المادي يأتي ضمن رؤية هيئة الثقافة لإثراء جهود البحث العلمي على المستوى الوطني والإقليمي في مجال التراث الثقافي غير المادي، وسعياً منها للترويج لعناصر تراثية بحرينية غير مادية تمهيداً لإدراجها على القائمة التمثيلية لمنظمة اليونيسكو. وتطرق الملتقى إلى عددٍ من المواضيع من بينها أهمية صون وحماية التراث الثقافي غير المادي، سبل إثراء حركة البحث العلمي وتعزيز التفاعل مع الجمهور فيما يتعلق بالتراث الثقافي بشكلٍ عام. ونظمت هيئة البحرين للثقافة والآثار الملتقى عن بعد التزاماً بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا (كوفيد–19)، حيث تضمن الملتقى لقاءين مباشرين عبر منصة إلكترونية إلى جانب بث برنامجين على شاشة تلفزيون البحرين وقناة هيئة الثقافة على يوتيوب.

مشاركة :