دعت فرنسا، اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط قوية من أجل تشكيل حكومة في لبنان وإخراج البلد من الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يعيشها. وقال وزير خارجية فرنسا جان-إيف لودريان، خلال اجتماع عبر تقنية الفيديو حول لبنان على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنّ "القوى السياسية لم تنجح بعد في التوافق على تشكيل حكومة. بالتالي، فإنّ ضغوطاً قوية ومتقاربة من جهتنا أمست ضرورية من أجل دفع المسؤولين اللبنانيين نحو احترام التزاماتهم". وأضاف "تسعى فرنسا لتحقيق هذه الغاية كما العديد من المشاركين الحاضرين اليوم. على هذه الجهود أن تستمر طالما كان الأمر لازماً". وضم اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش ورئيس البنك الدولي ديفيد مالباس وممثلي الدول ومنظمات في هذه المجموعة (فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية) ورئيس الوزراء اللبناني المستقيل حسان دياب. ولم ينجح السياسيون اللبنانيون في الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة رغم الوعود التي قطعوها في الأول من سبتمبر الجاري للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتسوية الملف خلال 15 يوماً. وتعثر تشكيل الحكومة بسبب خلافات حول توزيع حقائب وزارية. والعقبة الرئيسية وضعها حزب الله وحليفه حركة "أمل" حين طالبا بوزارة المال وهو طلب رفض من قبل شخصيات معارضة بينهم رئيس الوزراء السابق سعد الحريري. لكن الحريري غير موقفه، أمس الثلاثاء، واقترح على رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب اختيار شخصية مستقلة لإيجاد مخرج للأزمة. ورحبت فرنسا، اليوم، بـ"الإعلان الشجاع" للحريري. وقال لودريان "تتحمل كافة القوى السياسية هذه المسؤولية"، مشدداً على أهمية تشكيل حكومة والقيام بالإصلاحات اللازمة لإخراج لبنان من أزمته. وتابع "في غياب الإصلاحات، لن يكون هناك مساعدة مالية دولية. وفي حال طبقت، فلن نوفر جهداً لمساعدة لبنان". وأوضح وزير الخارجية الفرنسي أن المؤتمر الدولي المقبل لدعم لبنان، الذي وعد به ماكرون، سينظم "قبل نهاية أكتوبر".
مشاركة :