أفادت صحيفة "الغارديان" بأن السعودية لعبت دورا كبيرا في توصل الإمارات والبحرين إلى اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكنها من غير المتوقع أن تحذو حذوهما قريبا في هذا الشأن. وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الخميس، أن ولي العهد السعودي، على مدى عدة أشهر قبل توقيع أبوظبي والمنامة اتفاق التطبيع، كان يطرح أمامهما براهين تصب في مصلحة إبرام الصفقة، بما يشمل صادرات مقاتلات متطورة وامتيازات سياسية من واشنطن، بالإضافة إلى التواصل الأفضل إلى "أمريكا دونالد ترامب". وأشارت الصحيفة إلى وجود حافز آخر، وهو أن إبرام حلفاء السعودية الإقليميين الصفقة مع إسرائيل أولا يحدث "تحولا زلزاليا" جيوسياسيا في المنطقة ويمنح المملكة غطاء لاتخاذ خطوة مماثلة لاحقا، لكن ذلك من غير المتوقع أن يحدث في المستقبل القريب. ونقلت "الغارديان" عن ثلاثة مصادر مقربة من الديوان الملكي السعودي قولها إنه، على الرغم من زيادة التقارب بين المملكة وإسرائيل في الآونة الأخيرة، من غير المتوقع أن يعطي الأمير محمد لترامب ما تم وصفه بـ "أكبر إنجاز في مجال السياسة الخارجية" قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤها في الثالث من نوفمبر. ورجحت الصحيفة أن تواصل الرياض حث حلفائها الإقليميين على التطبيع، حيث من المتوقع أن ينضم السودان وسلطنة عمان إلى "اتفاق أبراهام" حتى نهاية العام الجاري، غير أن السعودية والكويت باعتبارهما "الحرس القديم" في المنطقة ستتريثان من أجل كسب "جوائز أكبر". الغارديان: كوشنر أثر بشكل ملحوظ على محمد بن سلمان ولفتت الصحيفة إلى وجود اختلافات في مواقف العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، موضحة أن الأمير محمد يرى في "التوسعية الإيرانية" أكبر خطر على استقلال المنطقة من عجز الإسرائيليين والفلسطينيين عن التوصل إلى اتفاق السلام على مدى سبعة عقود. ونقلت الصحيفة عن مصدرين مطلعين على مواقف الأمير محمد قولهما إن صهر وكبير مستشاري ترامب، جاريد كوشنر، أثر بشكل ملموس على رؤى ولي العهد السعودي منذ أول لقاء بينهما في عام 2017. وذكرت الصحيفة أن الأمير محمد "استدعى" في وقت لاحق من ذلك العام إلى الرياض الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعرض عليه رؤية سعودية جديدة لفلسطين. وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين فلسطينيين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، إن تلك الرؤية تشبه بكثير خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن". وأوضح أحد المسؤولين أن دولة فلسطين قد تتضمن، حسب هذه الخطة، من قطاع غزة وأجزاء من شبه جزيرة سيناء مع جسر بري إلى ما سيتبقى لدى الفلسطينيين من الضفة الغربية، مرشحا أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان منخرطا في إعداد الخطة أيضا. وأكدت الصحيفة أن العلاقات بين الأمير محمد وكوشنر لا تزال وثيقة، مشيرة إلى أن ولي العهد السعودي أعرب عن دعمه للموقف الأمريكي الداعي إلى ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بما يضمن كبح جماح "حزب الله". وذكرت الصحيفة أن إدارة ترامب، مع اقتراب موعد الانتخابات، تكثف حملة الضغط على إيران، لافتة إلى أن لبنان يبدو لعبة رئيسة لإضعاف نفوذ طهران، والأمير محمد مهتم جدا بذلك. وقال أحد المسؤولين السعوديين: "الأمور تتطور في الاتجاه الصحيح، وعندما سيضغطون زناد هذه الصفقة سيكون ذلك مسألة مهمة للغاية، لكن هذا سابق لأوانه الآن". المصدر: الغارديانتابعوا RT على
مشاركة :