الشارقة في 24 سبتمبر / وام / نظمت هيئة الشارقة للكتاب، ضمن مبادرتها "نادي الناشرين" الجلسة الحوارية الثانية عن بعد بعنوان "تأثير كوفيد-19 على سوق الكتاب في العالم العربي" تناولت التحديات التي يواجهها قطاع النشر في المنطقة العربية نتيجة انتشار الجائحة وأهمية توظيف التكنولوجيا الرقمية لتعزيز مبيعات الكتب. واستضافت الجلسة شريف بكر المدير العام لدار العربي للنشر والتوزيع في مصر حيث تناول دور صانعي النشر في إحداث تغيير في نماذج الأعمال التقليدية من خلال تبني الحلول الرقمية بهدف الوصول إلى شرائح جديدة من الجمهور وتقديم أفكار وخطط مبتكرة لدعم صناعة الكتاب. وأعرب بكر خلال الجلسة عن أمله في أن تحمل الأزمة الراهنة تغييرات إيجابية حقيقية في شبكات التوزيع في المنطقة ..مشيرا الى أن معارض الكتاب تعد نقطة البداية والمحطة الأهم في عملية إصدار الكتب وتسويقها وعلى الرغم من المبادرات المبتكرة التي قدمها العديد من الناشرين مثل توفير بوابات إلكترونية لم تفلح أي منها في سد الفجوة الحاصلة نتيجة غياب معارض الكتاب. وأشار إلى أنه في ظل التحول الرقمي الذي فرضته الجائحة في جميع أنحاء العالم يمكن أن تسهم صناعة الكتب الإلكترونية في إحداث تغيير جذري في طبيعة أعمال الناشرين الأكاديميين في العالم العربي ..موضحاً أن نقص البيانات حول الخيارات المفضلة لدى مستخدمي الكتب التعليمية والمراجع الأكاديمية في مختلف المناطق يمثل تحديًا يجب معالجته. وحول أهمية تسويق المحتوى بطرق مبتكرة استشهد شريف بكر بتجربته الخاصة في هذا المجال حيث يترأس لجنة خاصة تتولى إطلاق مبادرة "أصوات عربية" وهي عبارة عن دليل يتضمن عناوين مختارة لأبرز 32 رواية عربية سيتم إطلاقه في معرض فرانكفورت الافتراضي للكتاب الشهر المقبل. وقال إنه ربما يظن البعض أن الأزمة الحالية ليست الوقت المناسب للاستثمار على نطاق واسع في الإنتاج والتسويق لكنها برأيي تقدم فرصة كبيرة أمام الناشرين للخروج بأفكار مبتكرة والبحث عن عناوين يمكن أن تنال اهتمام الناشرين الدوليين وبالتالي تعزيز إيراداتهم دون الحاجة إلى إنتاج محتوى جديد. واختتم حديثه بالوقوف عند المسلسلات التلفزيونية والأفلام المستوحاة من الروايات على منصات البث في العالم حيث عبّر بكر عن تطلعه لأن تتضمن الخطط المستقبلية لهذه المنصات عرض محتوى باللغة العربية الأمر الذي سيمثل دفعةً قويةً لكل من الناشرين والمؤلفين في العالم العربي ..مشيراً إلى أنه على الرغم من التغير المتواصل في طرق تأليف الكتب واستخدامها فإن سوق النشر العربي يحمل العديد من الفرص إذ يتحدث أكثر من 400 مليون شخص حول العالم باللغة العربية واستثمار الفرص التي يوفرها 1 بالمائة فقط منهم يمكن أن تصنع فرقاً ملحوظاً في قطاع النشر العربي.
مشاركة :