دعا الاتحاد الأوروبي أعضاءه، أمس، إلى تشديد القيود «فوراً» عند اكتشاف بؤر جديدة لفيروس كورونا المستجد، ويأتي ذلك غداة إعلان تدابير جديدة في فرنسا أثارت احتجاجات في منطقة مرسيليا. وقالت المفوضة الأوروبية للصحة ستيلا كيرياكيدس: «على جميع الدول اتخاذ تدابير فوراً وفي الحين، عند ظهور علامات أولية على وجود بؤر جديدة محتملة للفيروس»، من إجراء فحوص وعمليات تتبّع وصولاً إلى فرض رقابة صحيّة معززة، وتوفير إمكانيات استشفائية كافية. ونبهت المسؤولة إلى أنه «في بعض الدول، صار الوضع أسوأ مما كان عليه وقت الذروة الوبائية في مارس، وهو ما يثير قلقاً». وفي حين سُجلت أكثر من خمسة ملايين إصابة في أوروبا، عبّرت الوكالة الأوروبية المكلفة بمراقبة الأوبئة، أمس، عن «قلقها الكبير» حيال التطورات في سبع دول من الاتحاد الأوروبي، بينها إسبانيا. وقال المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها: «إن هذه الدول السبع، التي تشمل إسبانيا ورومانيا وبلغاريا وكرواتيا والمجر وتشيكيا، فضلاً عن مالطا، تسجل فيها نسبة أعلى من الحالات الخطرة، أو تلك التي تستدعي دخول المستشفيات»، مع ارتفاع في مستوى الوفيات «مسجل الآن أو قد يسجل قريباً». وفي فرنسا، ومع توسع انتشار الفيروس في منطقة إيكس-مرسيليا في جنوب شرق فرنسا وفي غوادلوب في جزر الأنتيل الفرنسية، أعلن وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران إجراءات صارمة جداً في هاتين المنطقتين اللتين أصبحتا ضمن «منطقة الإنذار القصوى». ويؤدي هذا التصنيف إلى إغلاق كامل للحانات والمطاعم اعتباراً من يوم غد، أما «المؤسسات الأخرى التي تستقبل المواطنين» فستغلق أيضاً، باستثناء تلك التي تعتمد «بروتوكولاً صحياً صارماً» مثل المسارح والمتاحف ودور السينما. وأثارت هذه الإجراءات الذهول والغضب لدى مسؤولين منتخبين واقتصاديين. ودان المساعد الأول لرئيس بلدية المدينة بينوا بايان ما اعتبره «إهانة» عقب القرار الحكومي فرض «قيود غير معقولة، دون تنسيق». وإلى جانب مرسيليا وغوادلوب، وضعت 11 مدينة كبرى أخرى في «منطقة الإنذار القصوى». ومن جانبهم، دان مهنيو قطاع المطاعم ما اعتبروه «قراراً ظالماً». وستقتصر التجمعات على ألف شخص فقط في مقابل خمسة آلاف راهناً. ويؤثر هذا القرار على بطولة رولان غاروس لكرة المضرب، التي تنطلق بعد غد الأحد، عقب تأخر دام أربعة أشهر. وشهدت ألمانيا التي تعتبر قدوة في إدارة الجائحة في أوروبا، ظهور إصابات جديدة في الأسابيع الأخيرة. وتسجل هذه الإصابات خصوصاً في منطقة بافاريا، حيث قررت السلطات تشديد القيود في ميونيخ، مع إلزامية وضع الكمامة في وسط المدينة اعتباراً من أمس. وبات ينبغي على اللقاءات أن تقتصر على عائلتين أو خمسة أشخاص من دون علاقة قربى كحد أقصى، حسبما ذكر رئيس بلدية ميونيخ ديتر رايتر. وفي إيطاليا، جعلت كمبانيا، وهي منطقة نابولي، وضع الكمامة إلزامياً. وأما في بريطانيا أكثر دول أوروبا تأثراً بالوباء، فقد دخلت إجراءات جديدة حيز التنفيذ أمس. وبموجبها ستغلق الحانات والمطاعم، اعتباراً من الساعة العاشرة مساء في إنجلترا، وسيشجع العمل عن بُعد مجدداً. ومع الانتشار الجديد للوباء، أطلقت الحكومة البريطانية أيضاً تطبيقاً لتقفي الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد، بتأخر أربعة أشهر عن الموعد الأصلي. وتعكس الإجراءات المتخذة في دول أوروبية عدة قلق السلطات أمام ارتفاع عدد الإصابات. وأصاب فيروس «كوفيد-19» أكثر من 32 مليوناً منذ تفشيه في ديسمبر الماضي، توفي منهم نحو 980 ألفاً، فيما تعافى أكثر من 22 مليوناً في أنحاء العالم. وقررت الحكومة الإسرائيلية، أمس، تشديد الحجر العام القائم منذ نحو أسبوع، نتيجة تواصل ارتفاع عدد الإصابات. واعتباراً من الثانية بعد ظهر اليوم، ستغلق المعابد اليهودية ما عدا في يوم الغفران الذي يحتفل به مساء الأحد ويوم الاثنين.
مشاركة :