صاحب المعالي الدكتور حمد آل الشيخ وزير التعليم في المملكة العربية السعودية أصحاب المعالي وزراء التعليم العرب، صاحب المعالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية سعادة الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر مدير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الحضور الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: يطيبُ لي بدايةً أن أتقدم بخالصِ الشكرِ والتقديرٍ لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ومعالي الدكتور حمد آل الشيخ وزير التعليم في المملكة العربية السعودية، على استضافة اجتماع البرلمان العربي مع وزراء التعليم العرب لمناقشة وثيقة تطوير التعليم في العالم العربي التي أعدها البرلمان العربي، إدراكاً منه بأن التعليم هو أساس التقدم والنهضة في الدول والمجتمعات العربية، وهو أحد الركائز الأساسية للأمن القومي العربي، وحجر الأساس لتنشئة جيلٍ عربي واعٍ ومستنير. أصحاب المعالي والسعادة، الحضور الكريم: إن تشرّف البرلمان العربي بعقد هذا الاجتماع مع أصحاب المعالي وزراء التعليم العرب برئاسة المملكة العربية السعودية يأتي في سياق الدعم والعناية والاهتمام الكبير الذي توليه المملكة العربية السعودية وفقاً لرؤية المملكة 2030، بالتعليم ووضعها تطوير وتحديث التعليم في قمة أولوياتها، ورفع مستوى الكفاءة والجودة، للحصول على مُخرجات تعليم تؤهل أبنائها للإبداع والابتكار والمساهمة في النهضة والتقدم والرقي الذي تعيشه المملكة. أصحاب المعالي والسعادة، الحضور الكريم: تأتي وثيقة تطوير التعليم في العالم العربي نتاجاً لجهدٍ كبيرٍ ومناقشاتٍ مستفيضةٍ ودراساتٍ مُعمّقةٍ عكفت عليها لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب في البرلمان العربي، وخلاصةً لنتائج اجتماعاتٍ مع المنظمات العربية والاقليمية والدولية المختصة في التعليم وهي: منظمة اليونسكو، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، واتحاد الجامعات العربية، واتحاد مجالس البحث العلمي العربية، وقطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، ونتوجها باجتماع اليوم مع متخذي القرار التعليمي في الدول العربية، رغبةً من البرلمان العربي في إيجاد نظام تعليمي عربي عالي الجودة، وتطوير بنيته ومحتواه في جميع مراحله، بحيث يستوعب التغيرات العالمية، ويواكب التقدم والتطور، وثورة المعلومات وأدوات مجتمع المعرفة، الأمر الذي يسهم في تحقق التنمية والعدالة الاجتماعية، والنهضة والرقي للدول العربية. وعلى الرغم من كل ما تبذله الدول العربية من جهود مقدرة في مجال محو الأمية، إلا أنه لا يزال عدد الأميين في العالم العربي مرتفعاً ويقدر بحسب آخر إحصائية للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بحوالي 74 مليون نسمة أي ما يعادل 21 % من إجمالي سكان الدول العربية تقريباً وفي حدود 10 % من مجموع عدد الأمّيين في العالم. أصحاب المعالي والسعادة، الحضور الكريم: إن إصلاح التعليم ضرورة للبقاء وليس ترفًا فكريًا أو نخبويًا، فالدول المتقدمة استطاعت إنتاج المعرفة وتطويعها لخدمة مجتمعاتها وتطويرها وتحقيق أعلى درجات النهضة والتقدم، لذا فإن تطوير نظم التعليم في الدول العربية أمر حتمي ليستطيع العالم العربي اللحاق بركب الحضارة والتقدم العالمي، فلا تقدم ولا تطور ولا نهضة بلا تعليم. إن هدف البرلمان العربي من سن تشريع عربي خاص بالتعليم هو إحداث نقلة نوعية في المجتمعات العربية، ووضع الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجه التعليم، ومعالجة تحديات مجتمع المعرفة وثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وضمان الجودة الشاملة والتنافسية الدولية لمنظومة التعليم في الدول العربية، وتوفير البيئة التعليمية المتطورة التي تساعد على التفكير النقدي والقدرة على حل المشكلات، وتطوير المناهج التعليمية التي تنمي قدرات الطالب العلمية والإبداعية، وتصقل مهاراته، وتطوير مخرجات العملية التعليمية تلبية لمتطلبات سوق العمل والتنمية المستدامة، وضمان إلزامية ومجانية التعليم في كافة مراحل التعليم العام، وربط مؤسسات التعليم في مرحلة رياض الأطفال بهيكل التعليم الرسمي بما يتناسب مع أهمية هذه المرحلة العمرية للطفل العربي، وتعزيز حرية واستقلالية الجامعات ومراكز البحوث العلمية. وختاماً، أكرر الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة على الدعوة لهذا الاجتماع العربي الهام، والشكر والتقدير لمعالي الدكتور حمد آل الشيخ وزير التعليم على الجهد والعمل المتميز في الإعداد والتنظيم الناجح لهذا الاجتماع، كما أتقدم بالشكر والتقدير لكم أصحاب المعالي وزراء التعليم العرب لمشاركتكم في هذا الاجتماع، وأُسجل شكري وتقديري لأعضاء البرلمان العربي ولأعضاء لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب ولكل من شارك في إعداد هذا العمل البرلماني الجاد، داعياً الله عز وجل أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير وعزة ورفعة أمتنا العربية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
مشاركة :