مــوســـم الــبـــر.. مــــوروث شــعــبـي وهوية بحرينية أصيلة

  • 9/25/2020
  • 01:00
  • 73
  • 0
  • 0
news-picture

تمتلك البحرين تداخلاً جغرافيًا وثقافيًا فريدًا ومتميزًا حيث تجمع طبيعة البحرين بين البحر والزراعة والبادية, وهذا التنوع إنما هو امتداد جغرافي وتاريخي وثقافي للجزيرة العربية، وهو في نفس الوقت هوية للمجتمع البحريني العربي الأصيل حيث لا يمكن التخلي عن احداها أو طمسها ولا يمكن السماح باندثارها أو ضياعها كونها تعبر عن مجتمع متنوع بمختلف ثقافاته واعراقه وانتماءاته, فكما لأهل البحر طابعهم الخاص بهم وهويتهم البحرية التي تشربوها من مياة البحر المالح ورماله الناعمة، فكذلك لأهل الزراعة هويتهم الزراعية الخاصة بهم والتي تعبر عن موروثهم الذي عاشوا فيه أجيالا متتالية بين بساتينه وتحت ظل اشجار النخيل المثمرة، كذلك هوية أهل البادية وإن كانوا أهل البحرين أقل تأثرًا بهذه الحياة مقارنة ببادية الجزيرة العربية المترامية الأطراف والتي تعتبر البحرين امتدادًا لها بخيامها وخيولها وجمالها ورمالها الذهبية وحرارة شمسها.منذ مئات السنين ومملكة البحرين تحافظ على الموروث الحضاري والثقافي للمجتمع البحريني, وتعاقب حكام آل خليفة الكرام على حماية هذا النسيج وهذا التنوع وهذه الهوية العربية الأصيلة. ولعلي اسلط الضوء هنا على الموروث الثقافي في حياة البادية «موسم البر والتخييم» والذي ينحصر بفترة قصيرة تبدأ منذ مطلع شهر نوفمبر وتنتهي مطلع شهر ابريل من كل عام وهو ما يسمى بفصل الشتاء حيث الأجواء تكون مناسبة للتخييم في منطقة (راس البر) والبعض يتكلف مشقة الترحال إلى مناطق بعيدة في دول الخليج العربي.موسم التخييم كما اسلفنا ليس مجرد اشهر يقضي فيها المواطنون فترة ترفيه وتغيير للروتين الذي اعتادوه، بل هو موروث حضاري وهوية وطنية وأحد مكونات ثقافة المجتمع البحريني، هذا الموروث هو تأكيد للامتداد الخليجي العربي على أرض البحرين وقد حرصت قيادتنا الحكيمة - حفظها الله ورعاها - على الحفاظ على هذا الموروث وتكريس كل الامكانات لديمومته جيلا بعد جيل، ولعل لجنة رياضات الموروث الشعبي التابعة للجنة الأولمبية البحرينية التي يترأسُها صاحب السمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك المفدى للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة تجسد هذا الاهتمام من لدن القيادة الحكيمة, هذه اللجنة التي تتفرع منها مسابقات عدة منها: «مسابقة الوصية»، وتشمل ثلاث رياضات هي السباحة والرماية وركوب الخيل، ومسابقة «فارس الموروث» التي تشمل سباق الإبل وسباق الخيل والرماية وهدد الصقور، هذا الاهتمام من القيادة بهذا الموروث هو امتداد لحياة البر والبادية التي عاشها الأجداد ويجب أن تُحافظ عليها الأجيال الحالية والقادمة.ومما لاشك فيه انه يصاحب فترة التخييم تأثر عمل شركات النفط والغاز في منطقة (راس البر)، ويزداد الضغط على البلدية وموظفي المحافظة الجنوبية ورجال الأمن في تأمين الأمن والحماية والتوعية والتنظيم وضبط النظام طوال موسم التخييم وهنا نوجه جزيل الشكر والعرفان لصاحب المعالي الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية وصاحب السمو الشيخ خليفة بن علي بن خليفة آل خليفة محافظ المحافظة الجنوبية وكل رجال الأمن في مملكتنا الحبيبة لما يبذلونه من جهود مضنية وحرص شديد على تأمين موسم التخييم لينعم كل مواطن ومقيم بأجواء ترفيهية جميلة تعكس التنوع الجغرافي والثقافي والفكري على هذه الأرض الطيبة، وعلى الرغم من المشقة والعناء الذي تعاني منه أجهزة الدولة في هذا الموسم إلا أن قيادتنا الحكيمة حريصة كل الحرص على كل ما يدخل السعادة والبهجة والرفاهية على شعبها وبمباركة من لدن صاحب الجلالة الملك المفدى -حفظه الله ورعاه- الذي يولي الموروث الشعبي البحريني اهتماما كبيرا بمختلف اشكاله وتنوع بيئاته، وكما اسلفنا رغم المعاناة ورغم التحديات إلا أن فترة البر والتخييم ضرورة لا بد منها وبإذن الله ستبقى وستستمر إلى أن يشاء الله فهي كما ذكرنا تجسد هوية وتجسد موروثا والحفاظ عليها واستمراريتها هي محافظة على الامتداد والإرث البحريني العربي الأصيل.

مشاركة :