رحلة عبور بحر «المانش» تقود المهاجرين إلى قلعة إنكليزية قديمة

  • 8/2/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

ينتظر مئات المهاجرين الساعين إلى عبور القنال الإنكليزي أو ما يطلق عليه في فرنسا بحر «المانش»، في مركز اعتقال في قلعة سابقة مطلة على البحر يمثل غالباً نهاية مريرة لرحلة طويلة. وينقل القادمون الجدد بالحافلات إلى مركز اعتقال في مدينة دوفر الإنكليزية، إذ أقيم في قلعة سابقة تهيمن على المرفأ يحيط بها ممر مائي وسياج عال واسلاك شائكة وكاميرات مراقبة. ويتسع المركز الشبيه بالسجن إلى حوالي 316 شخصاً ممن قدموا طلبات لجوء أو رفضت طلباتهم، على رغم أن الأعداد الدقيقة للمغادرين والواصلين يومياً تبقى سراً. ويتمكنون مئات الفتيان إضافة إلى البالغين من العبور بحراً أو بالقطار مختبئين بين حمولات البضائع. وذكرت السلطات المحلية أن تزايد أعداد الاطفال المتسللين يفوق قدرتها. وقال رئيس المجلس المحلي لكنت بول كارتر الذي يطلب مساعدة الحكومة البريطانية في مواجهة تزايد أعداد المتسليين «لم يعد لدينا القدرة على استيعاب الكثير في الأسابيع المقبلة إذا ما استمر تزايد الاعداد، كما في الأسابيع القليلة الماضية». وتضاعف عدد طالبي اللجوء لديهم تحت سن 18 بمقدار الضعف ليصل إلى 605 في الأشهر الثلاثة الماضية، ما جعل المجلس في عجز مقداره 5.5 ملايين جنيه إسترليني. و قالت منظمة «كومباس فوسترينغ» التي تعنى بايجاد مساكن للشبان إنها «سجلت زيادة بـ 5 أضعاف في أعداد الأطفال الذي يصلون بمفردهم كطالبي لجوء». وتلقت المنظمة قبل عام ملفات 34 شخصاً من السلطات شهرياً، ليصبح هذا العدد 140. وغالبية هؤلاء الأشخاص صبيان بعضهم لا يتجاوز عمره 12 عاماً. وقال مصدر إن «اكثر من 100 مهاجر اعتقلوا، بعد وصولهم على متن قطار شحن في يوم واحد الأسبوع الجاري، في حين لا يتجاوز هذا العدد بضعة أشخاص قبل تصاعد الأزمة». والوصول إلى مرفأ دوفر أو محطة القطار في فولكستون في الطرف الجنوب الشرقي لإنكلترا، هو هدف المهاجرين الذين يخيمون في بلدة كاليه الفرنسية على بعد 34 كلم في الجانب الآخر من القنال. وشاهد مصور وكالة «فرانس برس» صباح أمس مهاجرين متعلقين بسقف في شاحنة تغادر محطة يوروتانل، بعد أن قاما بالرحلة على الشاحنة المتوجهة من كاليه. وتصاعدت أزمة المتسللين في كاليه، إذ بلغت محاولات التسلل أكثر من الفي محاولة كل ليلة لعبور النفق تحت البحر، في ما تتعهد الحكومتان على جانبيه بتعزيز الاجراءات. ويواجه المتسللون البالغون الذين يقبض عليهم، الاعتقال لفترات طويلة إلى أن تتم دراسة طلباتهم للحصول على لجوء أو هجرة، في ما تتم إعادة كثيرين إلى ديارهم. والمتطوعون الذين يعملون على الواصلين الجديد يقولون أن المهاجرين غالباً ما يكونون منهكين بعد الرحلة، وليسوا في وضع يسمح لهم بعرض قضيتهم أمام السلطات البريطانية. وقالت رجا جبريل التي تساعد مواطنيها القادمين من السودان وجنوب السودان إن «هؤلاء الأشخاص في أغلب الأحيان في حالة صدمة». وأضافت «يصلون في دولة مختلفة بثقافة ولغة مختلفتين. فقدوا أصدقاء وأقارب في البحر المتوسط». وتابعت أن «أحياناً تجد على البعض آثار تعرضهم للجلد أو جروح أو رصاص». وتساعد جبريل مواطنيها في التواصل مع شبكات دعم محلية والتعرف إلى الإجراءات التي ينبغي عليهم اتباعها. وينظر البعض من طالبي اللجوء إلى بريطانيا بوصفها ملاذاً يقدم فرص التعليم والعمل بأجور مرتفعة، على رغم أن هذه ليست بالضرورة نهاية الرحلة المحفوفة بالمخاطر. وتقوم جمعية «كنت» لمساعدة اللاجئين الخيرية، بتقديم المساعدة للمعتقلين بـ «مركز دوفر» في العثور على تمثيل قانوني. وبحسب بيت كينان الذي يعمل على احدى القضايا، فان نظام الهجرة البريطاني «يضطهد فعليا طالبي اللجوء في خلق عراقيل بيروقراطية». وقال إن «النظام يعمل كعدو ويسعى لجعلهم ينهارون ويستسلمون ويعودون إلى أي مكان فروا منه أساساً». وأضاف أن «من الأسفل إلى الأعلى هناك منحى من عدم التصديق، وما عليك سوى الانزلاق في مسألة تقنية لتدق المسامير في نعشك».

مشاركة :