«الصحة العالمية»: أول لقاح فعال ضد «إيبولا» بات في متناول اليد

  • 8/2/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت «منظمة الصحة العالمية» أن تطوير اللقاح الفعال الأول ضد فيروس «إيبولا» الذي أودى بحياة أكثر من 11 الف شخص في غرب افريقيا منذ كانون الأول (ديسمبر) 2013، بات «في متناول اليد» نظراً إلى النتائج الأولية المشجعة للغاية لتجربة ميدانية أولى في غينيا. ورأت المديرة العامة للمنظمة مارغريت تشان في بيان أن هذه النتيجة تعكس «تقدماً واعداً جداً» قائلة إن تطوير «لقاح فعال سيمثل سلاحاً مهما للغاية في محاربة إيبولا». هذا اللقاح المعروف باسم «في اس في - زيبوف» الذي طورته «وكالة الصحة العامة» الكندية كما حصلت على الترخيص لتصنيعه مختبرات «نيولينك جينيتيكس» و«ميرك» الأميركية، أظهر فعالية بنسبة 100 في المئة إثر تجربته على أكثر من أربعة آلاف شخص في غينيا، وفقاً لدراسة نشرت نتائجها مجلة «ذي لانست» البريطانية. وأثارت هذه النتائج ردود فعل إيجابية في أوساط الخبراء، ولدى البلدان المعنية بهذا الوباء. وفي كوناكري، أعرب منسق حملة مكافحة «إيبولا» في غينيا ساكوبا كيتا خلال مؤتمر صحافي مساء أمس عن رضاه الكبير ازاء هذه النتائج. وقال كيتا «هذا الاكتشاف يبعث فينا الأمل، وصمات العار التي طالتنا والخوف إزاء هذا المرض ستسقط»، مؤكدا في الوقت عينه استمرار العمل في التدابير المقررة في إطار مكافحة الوباء. من جهته، دعا ممثل «منظمة الصحة العالمية» في غينيا محمد بلحسين إلى التعاطي بحذر مع هذه النتائج قائلا انه «بالنظر إلى خطر هذا الوباء، نحن أمام مجرد نتيجة جزئية. علينا الإحتفال بذلك لكن من دون وقف الجهود» في إطار المكافحة والوقاية. وعلق أخصائي الفيروسات البريطاني بنجامين نيومان ان هذه النتائج «تمثل نبأ سار وتمثل أهم حدث طبي واعد حتى اللحظة في إطار جهود مكافحة (إيبولا)». كذلك أشار ناطقة باسم حكومة سيراليون إلى أن أي لقاح فعال ضد الوباء «مرحب به إذا ما حظي بموافقة (منظمة الصحة العالمية)». ويعتبر وباء «إيبولا» الحالي المنتشر في غرب افريقيا اثر انطلاقه من جنوب غينيا، أخطر الأوبئة منذ التعرف على الفيروس في افريقيا الوسطى سنة 1976، إذ جرى تسجيل أكثر من 27 الفا و700 إصابة أدت إلى وفاة أكثر من 11 الفاً و200 شخص. ويتركز أكثر من 99 في المئى من الضحايا في غينيا وسيراليون وليبيريا، وهي بلدان أدى هذا الوباء فيها إلى ضرب الأنظمة الصحية والقضاء على الاقتصادات المحلية وتنفير المستثمرين. وعلى الرغم من البداية المتعثرة، نجح المجتمع الدولي في ايجاد حال تعبئة كبرى بدءاً من الخريف الماضي سعيا لتطوير علاجات ولقاحات ضد الفيروس. وأجريت اختبارات ميدانية على لقاح «في اس في - زيبوف» في غينيا خلال مدة قياسية تبلغ أقل من عام، في حين يتطلب تطوير لقاح بهذا المستوى من التطور عادة حوالى عشر سنوات وفق أخصائيين عدة. هذه التجربة التي انطلقت في 23 آذار (مارس) بعنوان «كفى إيبولا»، أجريت بفضل تعاون دولي بين «منظمة الصحة العالمية» وخبراء من النرويج وفرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وبريطانيا وغينيا. وشملت التجربة أكثر من سبعة آلاف شخص كانوا على تماس مع مرضى مصابين بفيروس «إيبولا». وقد أختير 4123 شخصاً عبر سحب بالقرعة، وتلقوا اللقاح فوراً، في حين حصل الأشخاص الـ3528 الباقون على اللقاح بعد 21 يوماً. وفي المجموعة الأولى، لم ترصد أي إصابة بفيروس «إيبولا» خلال الأيام الـ10 الأولى التي تلت التلقيح، في حين ظهرت أعراض الإصابة لدى 16 شخصاً من أعضاء المجموعة الثانية. وأوضحت «منظمة الصحة العالمية»أن المروجين للتجربة سمحوا إثر النتائج المشجعة للتجربة بتلقي أي شخص معرض للإصابة اللقاح فوراً. واثر هذه المرحلة، يتعين استكمال التجربة على أن تشمل الأشخاص بين سن 13 و17 عاماً، إضافة إلى أطفال آخرين بين عمر ستة أعوام و12 عاماً وفق المنظمة. وأقرت «منظمة الصحة العالمية» بأن «اللقاح أظهر على ما يبدو حتى اللحظة فعالية على جميع الاشخاص الذين تلقوه»، لكن «يجب انتظار الحصول على بيانات أكثر حسماً لمعرفة ما إذا كان في الإمكان توفير (مناعة جماعية) لشعوب بأكملها». كما من غير المتوقع حتى اللحظة تلقيح جميع السكان المهددين بالفيروس احترازياً مثل شلل الأطفال او الحصبة بحسب مختبرات «ميرك». وأوضحت المختبرات الأميركية أنها ستنتج وتخزن جرعات كافية من اللقاحات إثر الاستحصال على التصاريح اللازمة لطرح اللقاح في الأسواق تفاديا لانتشار الفيروس. ويجري حاليا أيضاً تطوير لقاحات أخرى ضد «إيبولا» بعضها وصل إلى مراحل متقدمة، بينها خصوصا لقاح «تشاد 3» المطور من مختبرات «غلاكسو سميث كلاين» البريطانية مع «المعهد الأميركي للحساسية والأمراض المعدية». ويجرب هذا اللقاح ميدانيا في ليبيريا منذ شباط (فبراير).

مشاركة :