وصل وزير الخارجية الأميركي، جون كيري أمس السبت (1 أغسطس/ آب 2015) إلى مصر حيث يسعى إلى إنعاش شراكة استراتيجية بين بلدين حليفين، في محطته الأولى من جولة شرق أوسطية تقوده أيضاً إلى قطر لطمأنة الخليجيين إزاء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي. والجولة التي تستمر حتى 8 أغسطس وتقوده لاحقاً إلى جنوب شرق آسيا، لا تشمل محطة في إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة الثابتة في الشرق الأوسط والرافضة الأكثر حدة للاتفاق مع إيران. ووصل كيري بعد ظهر السبت إلى القاهرة بحسب مراسل لـ «فرانس برس» يرافقه في جولته. وسيلتقي اليوم (الأحد) مع نظيره المصري سامح شكري في «حوار استراتيجي» بين الدولتين الحليفتين اللتين توترت العلاقة بينهما إثر إطاحة الجيش بالرئيس الإسلامي محمد مرسي في العام 2013. وهذا «الحوار» الذي سيعقد للمرة الأولى منذ 2009 يأتي إثر إعلان الولايات المتحدة أنها سلمت مصر ثماني مقاتلات إف 16 هي الأولى بعدما رفعت واشنطن في أواخر مارس/ آذار التجميد الجزئي عن استئناف مساعدتها العسكرية للقاهرة. وبالإضافة إلى هذا التعاون العسكري سيبحث كيري ومساعده لشئون حقوق الإنسان توم مالينوفسكي مع المسئولين المصريين «مخاوف» واشنطن بشأن «قضايا حقوق الإنسان» في مصر، بحسب ما أكد دبلوماسي أميركي لمجموعة صغيرة من الصحافيين. وقال الدبلوماسي «بالتأكيد سيتم التباحث في قضايا متعلقة بالوضع السياسي وحقوق الإنسان خلال زيارة وزير الخارجية إلى القاهرة. إن هذا جزء مهم من حوارنا المعتاد». ومن مصر سينتقل كيري غداً (الإثنين) إلى الدوحة حيث سيلتقي نظراءه في دول مجلس التعاون الخليجي لتهدئة مخاوفهم الناتجة عن الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في 14 يوليو/ تموز في فيينا. وبحسب الدبلوماسي الأميركي نفسه فإن كيري «سيحاول الإجابة على كل الأسئلة التي لا تزال تراود وزراء الخارجية على أمل أن يكونوا راضين ولضمان أن يدعموا مواصلة جهودنا». وأشار الدبلوماسي الأميركي إلى أن كيري سيبحث أيضاً النزاعين في اليمن وسورية. وعلى هامش اللقاء مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في قطر، سيلتقي كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف حيث سيبحثا قضايا عدة من بينها الملف السوري، بحسب وزارة الخارجية الأميركية. أما إسرائيل فليست على جدول رحلة كيري الذي لم يزرها منذ عدة أشهر في ظل توتر في العلاقات بين الدولتين بعد الاتفاق مع إيران. إلا أن وزارة الخارجية الأميركية أكدت أن واشنطن تجري مباحثات مكثفة مع إسرائيل في الأشهر الأخيرة، بشأن قضايا عدة من بينها الاتفاق مع إيران، في محاولة منها للرد على ما يقال حول تدهور العلاقات بينهما. وفي هذا الصدد، قال الدبلوماسي الأميركي: «ليس هناك شك في أننا نجري مباحثات معمقة وشاملة مع الإسرائيليين تتضمن هذه القضية»، في إشارة إلى الاتفاق النووي. وبعد الدوحة، سيتوجه كيري إلى جنوب شرق آسيا وهي منطقة تحظى باهتمام خاص بالنسبة للدبلوماسية الأميركية.
مشاركة :