تنبأت دراسة حديثة بجامعة الخليج العربي بالكفاءات الشخصية في القرن الحادي والعشرين لدى الطلبة الموهوبين في المرحلة الثانوية، حيث توصلت الدراسة إلى ان العوامل الخمسة الكبرى للشخصية والتفكير القائم على الحكمة يؤثران إيجابيًا وبدرجة عالية على الكفاءات الشخصية في القرن الحادي والعشرين. كما وضحت الدراسة إمكانية التنبؤ بمستوى الكفاءات الشخصية للقرن الحادي والعشرين بمعرفة العوامل الخمس الكبرى للشخصية والحكمة لدى الطلبة الموهوبين في المرحلة الثانوية. جاء ذلك خلال مناقشة الأطروحة التي أعدتها الباحثة عبلة حمد عساف العنزي كجزء من متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في تربية الموهوبين من كلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي، والتي جاءت بعنوان (الإسهام النسبي للعوامل الخمس الكبرى للشخصية والحكمة في التنبؤ بالكفاءات الشخصية في القرن الحادي والعشرين لدى الطلبة الموهوبين في الكويت) وكانت الباحثة قد أعدت مقياسًا يعد الأول من نوعه في قياس الكفاءات الشخصية في القرن الحادي والعشرين، ثم اتبعت مجموعة من المقاييس كقائمة العوامل الخمسة للشخصية لكوستا ومكاري ومقياس التفكير القائم على الحكمة لـ(غرين وبراون) استنادًا إلى نموذج (براون).وأجرت الباحثة دراستها على عينة من 139 طالبًا وطالبة من الموهوبين في المرحلة الثانوية في دولة الكويت. وخلصت الدراسة إلى ان مستوى الكفاءات الشخصية في القرن الحادي والعشرين والحكمة كانت أعلى من المتوسط، متمثلة في كفاءة القيادة والمسؤولية، والمهارات الاجتماعية والثقافية، والمبادرة والتوجه الذاتي، والانتاجية والمساءلة، والمرونة والتكيف)، ودلت النتائج على وجود تطور في الحكمة لدى الطلبة الموهوبين فقد كان الإيثار في المرتبة الأولى ثم تلاه معرفة الذات والاستعداد للتعلم والمشاركة الملهمة والمهارات الحياتية واصدار الأحكام ومعرفة الحياة وجاء بُعد ادارة الانفعالات في المرتبة الأخيرة، وأشارت الباحثة إلى أن أهم العوامل الخمسة الكبرى للشخصية شيوعًا لدى الطلبة الموهوبين تمثلت في: يقظة الضمير، تلاه المقبولية، ثم الانبساطية، وجاء بعده العصابية، وأخيرًا الانفتاح على الخبرة. وبينت النتائج وجود فروق في الكفاءات الشخصية للقرن الحادي والعشرين باختلاف العوامل الخمسة الكبرى للشخصية والحكمة يعزى للمتغيرات: النوع، والصف الدراسي، لصالح الإناث في بعد الانفتاح على الخبرة والفروق لصالح الصف الدراسي في عاملي يقظة الضمير والمقبولية. وقالت الباحثة خلال المناقشة أن الطلبة الموهوبين لديهم اختلافات وفروقات في عوامل الشخصية والحكمة وبدورها ستنعكس على كفاءتهم الشخصية في القرن الواحد والعشرين عصر التطور والانفتاح المعرفي وذلك يرجع إلى اختلاف خصائصهم المعرفية والوجدانية وتنشأتهم الأسرية، واختلاف مواهبهم، لذا يحتاجون كل الدعم من الأسرة أولا ثم من المدرسة التي هي البيت الثاني للطالب. وأوصت الدراسة بضرورة توفير برامج تعليمية وتربوية لتنمية الكفاءات الشخصية في القرن الحادي والعشرين وتوظيف الأنشطة الخاصة بالحكمة والتركيز على تنمية بعض عوامل الشخصية الإيجابية للحصول على طلبة يتمتعون بحكمة عالية وشخصية سليمة لاستثمار مهاراتهم في القرن الحادي والعشرين.
مشاركة :