كورونا يبدل الزغاريد بالمداهمات في حفلات الأعراس | | صحيفة العرب

  • 9/26/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد حفلات الزفاف في بعض الدول العربية مداهمات من قبل رجال شرطة واعتقالات للعرسان وغرامات مالية للفرق الموسيقية والمدعوين، وهو مشهد عززه خوف السلطات من تحول هذه المناسبات السعيدة إلى بؤر لتفشي فايروس كورونا. عواصم عربية – كان الحفل في أوجه، والموسيقى التقليدية صاخبة، وهتفت العائلات، ورقص المحتفلون، ثم اقتحمت الشرطة المكان، طارد الضباط الضيوف، وفرضوا عليهم غرامات باهظة، وسجنوا العريس والمغنين. وأصبحت مثل هذه النهايات التعيسة لحفلات الزفاف التي طال انتظارها قصة شائعة في العالم العربي، في الأسابيع الأخيرة، حيث أدى تجدد حالات الإصابة بفايروس كورونا إلى اتخاذ الشرطة إجراءات صارمة. ومع ذلك، ففي العديد من الدول العربية حيث يعتبر الزواج حجر الزاوية في المجتمع، يقدم العرسان على الاحتفال على الرغم من المخاطر المميتة، وبات المسؤولون يعزون ارتفاع حالات الإصابة بالفايروس إلى حفلات الزفاف التقليدية واسعة النطاق التي تتعارض مع إجراءات الصحة العامة. ففي جنين، شمال الضفة الغربية، أمضى مصطفى الخطيب وستة من أعضاء فرقته ليلتين في السجن لمشاركتهم في حفل زفاف مزدحم خلال الشهر الحالي، وصار يتوجب عليهم دفع غرامة قدرها 11 ألف دولار. وقال الخطيب “هذا ليس عدلا. فالناس لن يتوقفوا عن الزواج ولن يتوقفوا عن إقامة الحفلات”. ولم يُطلق سراح محمد أبوالناجي، وهو مطرب آخر، إلا بعد تعهده بالتوقف عن الغناء حتى انتهاء الوباء. وقد أفاد بأنه “كان هناك حوالي 500 شخص في الحفلة، دون أي حماية. لم أكن سعيدا بحضوري مثل هذا الزفاف، لكن كان عليّ ذلك لتغطية احتياجاتي المادية”. وأشار المتحدث باسم الشرطة العقيد لؤي ارزقات إلى أن السلطات الفلسطينية أوقفت العشرات من الاحتفالات. ومع ذلك، لم تقف موجة الغرامات والاعتقالات والإصابات حائلا أمام الأزواج المصممين على الاحتفال وهم محاطون بالمئات من الأصدقاء. Thumbnail وأكد قاسم نجار، الذي فرقت الشرطة حفل زفافه نهاية الأسبوع الماضي في قرية دير شرف شمال الضفة الغربية “تخطط في البداية لإقامة حفل زفاف صغير، ولكن يحضر جميع أقاربك وأصدقائك. هذه هي عاداتنا”. وتعكس حفلات الزفاف الكبيرة والفخمة في نظر العائلات العربية المكانة الاجتماعية، بالإضافة إلى تلقي العروسين هبات مالية من المدعوين كهدية تساعدهم على وضع أول لبنة في مؤسسة زواجهما. وتحمل الاحتفالات عواقب وخيمة، إذ ربط علي عبدربه، مسؤول بوزارة الصحة الفلسطينية، أكثر من 80 في المئة من الإصابات الجديدة بكورونا بالتجمعات الكبيرة في الأعراس والجنازات. وأضاف أن قاعات الأفراح المغلقة في البلدات مثل الخليل أصبحت مصادر للعدوى. وأبلغت السلطة الفلسطينية عن أكثر من 34500 حالة إصابة في الضفة الغربية و270 حالة وفاة. وعندما أغلقت قاعات الأفراح في مصر هذا الربيع مع تضاعف نسب العدوى، نقل الأثرياء احتفالاتهم إلى فيلات خاصة. وخرج المصريون من الطبقة العاملة في حفلاتهم الصاخبة إلى شوارع القرى، مما دفع الشرطة المحلية إلى تفريق الاحتفالات. لكن القيود خفّت مع تضاؤل ​​حالات الإصابة بالوباء، فعلى الرغم من أن المسؤولين المصريين ما زالوا يحذرون من “موجة ثانية” محتملة، فإن الحكومة أعلنت الأسبوع الماضي أن حفلات الزفاف يمكن أن تستأنف في الهواء الطلق وفي الفنادق المعتمدة. وفي الإمارات العربية المتحدة، وصلت معدلات الإصابة اليومية إلى ذروتها في أربعة أشهر، مما دفع أحد كبار المسؤولين الصحيين إلى توبيخ الجمهور بسبب تهاونه. وقالت الدكتورة فريدة الحوسني، المتحدثة باسم وزارة الصحة، “إن ما يقرب من 90 في المئة من الحالات الجديدة نتجت عن الازدحام في الأعراس والجنازات وغيرها من المناسبات”. وكثفت الحكومة الإماراتية حملتها ضد هذه التجمعات، ففي نهاية الأسبوع الماضي، أمرت السلطات باحتجاز ثمانية أشخاص في جميع أنحاء البلاد أقاموا حفلات ضخمة بلا أقنعة. ولا يزالون رهن الاحتجاز ويواجهون أحكاما بالسجن تصل إلى ستة أشهر وغرامات تبلغ حوالي 27226 دولارا لكل منهم. Thumbnail ويواجه عريس ووالده في العاصمة أبوظبي، المحاكمة بعد أن فضت الشرطة حفل زفافه في خيمة وفرضت غرامة قدرها 2700 دولار على الضيوف. كما حوّل فايروس كورونا مدينة رأس الخيمة إلى ملاذ للحفلات الحرة، فبينما تنظم دبي الآن المآدب بإحكام وتحظر حفلات الزفاف، أعادت رأس الخيمة فتح قاعات الأفراح وخففت القيود. ويشرف العمال في قاعة جواهر للأفراح في رأس الخيمة، على فحص درجات حرارة الضيوف وتقديم المشروبات في أكواب بلاستيكية وتشجيعهم على التباعد الاجتماعي على الطاولات. وتمتلئ القاعة مرتين في الأسبوع بنحو 250 من المحتفلين. ويكافح حراس الأمن لمنع الضيوف من الرقص معا. وقالت دائرة التنمية الاقتصادية في الإمارة، التي تطبق قواعد مكافحة الفايروسات، إن الإمارة هي “واحدة من أولى الوجهات في العالم التي تعتبر آمنة”. ومع ذلك، يخشى السكان من هذه التجمعات. ويتحدى بعض الأزواج العرب التقاليد الثقافية من أجل اتباع الإرشادات الصحية، حيث قرر عماد شرف وبراء عمارنة ارتداء قفازات مطاطية خلال زواجهما في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وغطى قناع الوجه مكياج عمارنة البالغة من العمر 25 سنة. ولم يحضر سوى عدد قليل من الأقارب. وقالت العروس “دون كل الجيران والأصدقاء، يبقى جوهر الزفاف الزوج والزوجة”.

مشاركة :