أجل نحن الحجاز و نحن نجد.. هنا مجدٌ لنا و هناك مجد.. رحمة الله على الدكتور غازي القصيبي الذي أمتعنا بهذه القصيدة الرائعة، التي حركت وجدان كل مواطن سعودي انذآك، و لا زالت تحرك مشاعرنا جميعاً لدى سماعها. و من وجهة نظري الخاصة، هذه القصيدة بالنسبة لي ما هي إلا مفتاح من مفاتيح ألبوم صور، قابع في الذاكرة لتاريخ هذه المملكة العظيمة.. أجل.. نحن الحجاز و نحن نجد.. نداء بالإيجاب و التأكيد لكل من لا علم و لا دراية له بشأن هذا البلد الشامخ الأبي. قصة بدأت من الرياض، لرجلٍ بسط نفوذه على منطقة نجد تهامة، عسير و الحجاز، فنُصِّبَ ملكا على الحجاز وسلطانا على نجد وبعد حروبٍ ضارية خاضها هذا الحاكم مع الأقاليم المجاورة، قام بتوحيد أطراف الجزيرة العربية وأصدر قرارًا في الثالث و العشرين من شهر سبتمبر بتسمية هذا البلد الأمين (بالمملكة العربية السعودية). و منذ ذلك الحين.. تسعون عاماً يحتفل وطني في هذا اليوم بوسام الشرف هذا وفي هذا العام تحتفل مملكتي الغالية بيوم تأسيسها ووحدتها ولا أجد كلمات توفيكِ حقك يابلادي، و أي شعر فيكِ ينظم، بدايةً من أنك (بلد الحرمين الشريفين)، مهبط الوحي، منبع الرسالة و قبلةً تهفو إليها جميع القلوب الطاهرة يا أطهر بقعة على وجه الأرض، وطنٌ أكرمنا به الله، بأن بعث فينا نبياً مرسلاً بكتاب القرآن، معجزته إلاهية لقومه لعلهم يتفكرون ليس هذا فحسب، بل كرمنا على العالمين فجعل ديننا خاتم الأديان، و رسولنا خاتم الأنبياء والمرسلين. يظل حديثي عنك يا بلادي قاصراً عن هيبتك بين دول الجوار، وحرمة أرضك وقدسيتها لوجود الحرم المكي والحرم المدني الشريف، ولو تتبعنا مسيرتك يا وطني لوجدناها مشرفة منذ قديم الأزل، من وادٍ غير ذي زرع حفرته هاجر ذهابا وإيابا بحثا عن الماء لرضيعها إلى نهضة عمرانية شاهقة لها مركز الصدارة، منذ عهد ملك عظيم (عبدالعزيز آل سعود) وصولاً لملكٍ حكيم (سلمان الحزم) لوجدنا الكثير من المفارقات، ففي عهده وعهد ولي عهده الشاب الأمين الحصيف الأمير محمد بن سلمان العزم، أصبحت يا بلادي منبراً لعهدٍ جديد، تحققت فيه أحلام الشباب بعد رؤية 2030، نقلة نوعية شقت ظلام الجهل، فأصبحنا مضرب المثل للصروح الشامخة، و من شدة الخوف إلى قوة الأمن، ومن كابوس الجهل والفتنة المتطرفة إلى نهضة واعية مثقفة ترى الأمور بوجهٍ مختلف، نهضة تنموية و حضارية مات فيها الفساد، ولأول مرةٍ فُتِح فيها للمرأة والشباب ألف باب، الأمر الذي جعلنا مطمعاً للحاقدين، ومجتمعاً مستهدفاً من المتطرفين، أنت يا وطني وطن الأمن و الأمان، الخير و العطاء و النبل والوفاء في عيدك نجدد لك ولائنا و الإنتماء نعاهدك على الوقوف صفاً واحداً، شعباً و ملكاً، لنرد كيد الكائدين، نقطع أيدي الطامعين و نسد دروب الحاسدين، بدء من أول لبنات المجتمع، البيت والأسرة، وصولاً إلى وسائل الإعلام، مراكز الثقافة وأندية الرياضة والشباب نعدك يا وطني بأننا سنواصل حمايتك تحت بيرق سيدي سمعاً وطاعة، اللهم احفظ لنا ديننا ومليكنا ووطننا وأمننا واستقرارنا، لا إله إلا أنت إنك سميع مجيب.. و يا بلادي واصلي والله معاك واصلي واحنا وراكي واصلي والله يحميكي إله العالمين.
مشاركة :