أكد المتحدث الرسمي لهيئة قناة السويس جورج صفوت، أن الممرات الملاحية البديلة لا تشكل تهديدا للقناة المصرية، مشيرا إلى أن هذه الممرات لم تستطع حتى الآن أن تسحب من الحصة السوقية لقناة السويس، التي تعد أقصر ممر ملاحي بين آسيا وأوروبا. وزاد الحديث أخيرا عن وجود ممرات بديلة لقناة السويس، مثل ممر القطب الشمالي، الذي تسعى روسيا إلى جعله طريقا تجاريا رئيسيا للبضائع بين آسيا وأوروبا. وإلى جانب الممر القطبي، أعلنت إيران عن ممر شحن للبضائع المتجهة من الهند إلى شمال أوروبا عبر أراضيها بدلا من قناة السويس. وقال صفوت، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا)، "نحن فى هيئة قناة السويس دائما نأخذ موضوع التنافسية على محمل الجد، وننظر إلى التنافسية باعتبارها دافع للارتقاء بمعدلات أداء القناة وتطوير مجراها الملاحي". وأضاف "عندما نسمع عن ممر ملاحي جديد أو حتى مستقبلي بديل للقناة نجري دراسات وتحليلات اقتصادية عن هذا المسار، وتبدأ الوحدة الاقتصادية بإدارة التخطيط والبحوث بهيئة قناة السويس في متابعة كل الممرات الملاحية البديلة أولا بأول". وأوضح المتحدث باسم قناة السويس، أن "الممر القطبي الروسي يعمل أربعة أشهر فقط فى السنة من أول يوليو حتى أكتوبر، وهي فترة ذوبان الجليد، وبالتالي فإن القدرات الاستيعابية لهذا الممر ضعيفة جدا، نظرا لأنه ممر متجمد". وتابع "أن السفن التى تبحر عبر هذا الممر لابد أن يكون لها مواصفات محددة حتى تبحر فى قطع الثلج، مما يزيد تكلفة إضافية على إبحار السفن، التي تحتاج إلى وجود كاسحة جليد أمامها لكي تفتح لها الطريق، نظرا لصلابة وسمك الجليد، الذي من الممكن أن يكسر أو يخترق بدن السفينة". وأردف صفوت، أن "تكلفة الإبحار عبر هذا الممر مرتفعة جدا، ومخاطره كبيرة حتى على السفن التى تبحر فى أشهر ذوبان الجليد". واستطرد أن "الأمر الأهم هو كم سفينة أبحرت عبر الممر القطبي خلال فترة الأربعة أشهر (فترة ذوبان الجليد) فى العام الماضي، إنها فقط 37 سفينة، بينما المتوسط اليومي لقناة السويس يتراوح بين 50 إلى 60 سفينة، ما يعني أن عدد السفن التى تعبر القناة فى يوم واحد أكثر بكثير من تلك العابرة للممر الروسي فى عام كامل". وأكد أن "هذا لا يعني أن نقلل من أي ممر ملاحي منافس.. لكن الممر الروسي حاليا لا يمثل أي تهديد أو منافسة لقناة السويس". وأضاف المتحدث المصري، "أما الممر الآخر الذى أثار ضجة كبيرة فهو ممر النقل الدولي الذى أعلنت عنه منظمة منطقة جابهار الحرة الإيرانية في يوليو الماضي، والذي يربط بين مومباي فى الهند وهامبورغ بألمانيا وسان بطرسبورغ بروسيا عبر إيران، ونحن نتابع هذا الممر منذ العام 2000 حين وقعت هذه الدول مذكرات تفاهم واتفاقيات لتدشين الممر". وأقر بأنه "كانت هناك فى البداية علامات مبكرة على أن هذا الممر قد يكون منافسا لقناة السويس فى المستقبل". ويتكون "هذا الممر من أربعة مراحل، الأولى من ميناء مومباي الهندي إلى ميناء جابهار الإيراني، وهذا مسار بحري لمسافة 778 ميلا بحريا، والثانية من ميناء جابهار إلى ميناء انزلي في شمال إيران، وهذا مسار سكة حديد لمسافة 1700 كيلو متر"، حسب صفوت. بينما تبدأ المرحلة الثالثة من انزلي مرورا ببحر قزوين لمسافة 800 ميل بحري حتى تصل لميناء استراخان فى روسيا، أما المرحلة الرابعة فتتكون من فرعين، أحدهما ينطلق من استراخان إلى سان بطرسبورغ فى روسيا عن طريق السكة الحديد لمسافة 2362 كيلو مترا، والثاني ينطلق من استراخان أيضا بالسكة الحديد لمسافة 3275 كيلو مترا لكن إلى هامبورغ بألمانيا. ورأى صفوت، أن الوقت الذي ستستغرقه السفن عبر هذا الممر طويل جدا، وتكلفته مضاعفة، ولفت إلى أن كمية البضائع التى انتقلت عبر الممر الإيراني خلال العام 2019 بلغت 8.2 مليون طن مقارنة بمليار و100 مليون طن عبر قناة السويس خلال نفس العام. ونوه بأن 90 % من البضائع التى مرت عبر الممر الإيراني تعتبر تجارة بينية داخل آسيا، وكان من غير المحتمل أن تعبر قناة السويس. وأوضح أن عدد السفن التى عبرت قناة السويس خلال العام المالي 2019 و 2020 بلغ 19311 سفينة، بزيادة 4.5 % عن العام 2018 - 2019، في حين بلغت الحمولات 1.21 مليار طن، بزيادة 3.1 %. وأضاف أنه رغم التراجع الكبير في حركة التجارة العالمية تأثرا بأزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، إلا أن قناة السويس نجحت عبر سياساتها التسويقية التي تضمنت حزمة من الحوافز والتخفيضات في اجتذاب سفن من أسواق جغرافية بعيدة جدا، مثل سفن الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت تسلك قناة بنما أو طريق رأس الرجاء الصالح. وتابع أن هيئة القناة حاولت أن تقلل من حدة التداعيات الاقتصادية لأزمة كورونا على معدلات الملاحة فى قناة السويس، وهذه السياسة جاءت بثمارها، التي تمثلت في زيادة أعداد السفن والحمولات. وأشار إلى أن إيرادات القناة تأثرت بأزمة كورونا بشكل طفيف جدا لم يتخط 0.5 %، حيث حققت القناة فى 2019 - 2020 نحو 5 مليارات و720 مليون دولار، مقابل 5 مليارات و750 مليون دولار فى 2018 - 2019. وتابع "لقد نجحنا فى امتصاص التأثير البالغ الذى كان سيصيب إيرادات قناة السويس جراء أزمة كورونا، وهذه المؤشرات تعكس ثقة العملاء في القناة".
مشاركة :