اعتذر رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب السبت عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وسط مطالب دولية متزايدة بحكومة تنفذ إصلاحات ضرورية تحل مكان الحكومة المستقيلة إثر انفجار مرفأ بيروت في آب/اغسطس. وقال أديب في كلمة متلفزة "انني اعتذر عن متابعة مهمة تشكيل الحكومة" مقدما اعتذاره "الصادق من الشعب اللبناني عن عدم تمكني من تحقيق ما يطمح إليه من فريق إصلاحي يعبر عن نافذة انقاذ". واستقالت الحكومة اللبنانية بعد الانفجار المروع في مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس والذي أدى إلى سقوط 190 قيتلا وآلاف الجرحى ملحقا دمارا هائلا في مناطق كاملة من العاصمة اللنبانية. ومنذ تكليفه تشكيل الحكومة في 31 آب/اغسطس، سعى مصطفى أديب إلى تشكيل حكومة اختصاصيين قادرة على إقرار الإصلاحات الضرورية. واصطدمت جهود أديب خصوصا بإصرار الثنائي الشيعي ممثلاً بحزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد، وحليفته حركة أمل بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، على تسمية وزرائهم والتمسّك بحقيبة المال. ويقول مراقبون إن العقوبات الأميركية الأخيرة على وزيرين سابقين، أحدهما المعاون السياسي لبري وزير المال السابق على حسن خليل ثم على شركتين قالت واشنطن إنهما مملوكتان لحزب الله، زادت من تعنت الثنائي. وتمارس فرنسا ضغوطاً منذ انفجار المرفأ على القوى السياسية لتشكيل حكومة تنكب على إجراء إصلاحات عاجلة في مقابل حصولها على دعم مالي دولي لانتشال البلاد من أزمتها الاقتصادية. وفاقم انتشار فيروس كورونا المستجد ثم الانفجار الكارثي الوضع سوءاً.
مشاركة :