خرجت مبكرًا من منزلى ربما الساعة السابعة صباحًا كى الحق دورى فى البنك الأهلى القريب من سكنى وهو فرع العمرانية وهو من الافرع التى تشهد كثافة كبيرة جدًا بحكم طبيعة المنطقة المحيطة به .. المهم سجلت اسمى فى كشف الأسماء وهو كشف اعتاد أهالي المنطقة من عملاء البنك أن يدونوا به أسماءهم كمساهمة منهم فى ترتيب دور دخول الفرع عندما يفتح أبوابه صباحا . والملفت أن هناك عملاء يتوجهون مباشرة الى البنك الساعة السادسة صباحا وربما قبل ذلك كى يحصلوا على الأدوار الأولية مع بدء العمل الرسمى للفرع صباح كل يوم. وقفت أشاهد ما يحدث استوقفني موظف البنوك مع بدء العمل بالفرع صباحا وهو يمسك هذه الورقة وينادي الدور على ( أم حسام ) فجاءت أم حسام وهى سيدة بسيطة تسير بخطى ثابتة نحو باب البنك كى تلحق بدورها ..تلك المراة البسيطة جدًا بفطرتها وعفويتها لم تسجل اسمها المكتوب فى البطاقة بل سجلت الاسم الدارج الذى اختارت أن يناديها به الناس.. كذلك تجد موظف البنك ينادى الحاج فلان والحاجة فلانة. أرى أن ما وصفه هذا من بساطة فى التعامل والفطرة الطيبة للناس البسطاء هو من وجهة نظرى عين الشمول المالى فمن يقف على باب فرع البنك فى الصباح الباكر ويسجل اسمه بهذه البساطة و التلقائية هم فعلًا الفئة التى تبحث عنها البنوك حاليا و ينتظرها القطاع المصرفى ويفتح له أبواب والشمول المالى بمفهومه البسيط هو دمج الفئات ذوي الدخل المالي المنخفض الذي لا يسمح لها بالانخراط في عمليات النظام المصرفي، بالتعامل مع الجهاز المصرفي من خلال منظومة العمل الرقمية .. ويهتم الشمول المالي بتقديم الخدمات المالية باستخدام الطرق السھلة والبسيطة وبأقل التكاليف، مثل الدفع عن طريق الھاتف المحمول. وهذا الدور الهام هو توجه مشكور للدولة ونجح فى تطبيقه باقتدار وبتفهم طبيعة الشعب المصرى البنك المركزى المصرى بقيادة الاستاذ طارق عامر محافظ البنك المركزى وساعد فى ذلك جميع البنوك العاملة بمصر. كما ساعد فى ذلك شركات المحمول وشركات الاتصالات بشكل عام بما تقدمه يوما بعد الاخر من تطبيقات وبرامج وخدمات من شانها التعاون مع القطاع المصرفى وتسهيل كل ما يخص التحول الرقمى والشمول المالى . أرى أن ملف الشمول المالى هو من أهم الملفات حاليا وأمامه الكثير من النجاحات يوما بعد الاخر خاصة مع زيادة وعى المواطنين ولا سيما البسطاء بدور البنوك والعمل المصرفى. أما عم عبد اللطيف المزارع البسيط وقصته مع الشمول المالى فى المقال القادم .. وللحديث بقية.
مشاركة :