صدرت حديثا عن الأكاديمية المصرية للترجمة والطباعة، النسخة العربية للديوان الشعري "بين جدران أربعة" للشاعر المجري الشهير دجو كوستولاني، وبترجمة د. عبدالله عبدالعاطي النجار، وقدم لها الشاعر المصري عاطف محمد عبدالمجيد. تتسم قصائد الكتاب بأفكار وتصوير شعري ولمسات إنسانية لامتناهية تتطلب من مطالعها التأمل والتعاطي معها في هدوء. يقول عاطف عبدالمجيد في مقدمته عن الترجمة والديوان: "وإذا كان الشاعر قد أبدع حين كتب هذه القصائد، فإن المترجم لم يقل عنه إبداعًا حين نقلها إلى العربية في سلاسة ورِقّة حتى تكاد تعتقد أن معظم هذه القصائد قد كُتب بالعربية، لا بغيرها وقد ترجم." ويضيف عبدالمجيد: "في هذا الديوان كتب الشاعر عن أشياء كثيرة، ولحظاتٍ إنسانيةً، معبرًا عنها وناقلًا إحساسه بها إلى القاريء. في قصائده تتنوع الأفكار التي يتخذها الشاعر أساسًا لبناء قصائده، مثلما تتنوع صوره التي يستخدمها، محاولًا رسم صورة حقيقية لحدث شعري مُتخيَّل. فنجد مثلا في قصيدته "قتله" يحاول تصوير هؤلاء القتله، جاعلًا القاريء ينفر منهم ومن صورتهم هذه:"يقفون بجباه كئيبة، في مجموعة،مثل حيوانات برية نبيلة ممسك بها،يتصارعون مع الواقع مزمجرين،يتلعثم في أفواههم ألم شديد".ويتجلى جمال التصوير الشعري في قصيدته "الصيف"، إذ يصف انتظاره للصيف قائلًا:"الصيف عشقي، أحترق لأجله،أتعطش لقبلته القاتلة،أضحي بغابات لناره الجامحة،رغم أن شفتي أيضا قد تذبلان في ذلك.أنتظره في غرفتي في الشتاء متكورا،محبطا حالما حول النار،رائيا في الخيال اللهب،الذي سيحرق الشتاء إلى لا شيء".هنا أيضًا نقرأ قصائد تصور لنا تحولات النفس البشرية وانتقالها بين حالات شتى: من الحزن إلى الفرحة، من البهجة إلى الكآبة، وما شابه ذلك من مشاعر إنسانية.هنا أيضًا يكتب الشاعر عن الموت، الإشكالية الكبرى في حياة الإنسان، واللغز الذي لم يستطع أحد حتى الآن أن يتوصل إلى حل له:" يا رفاقي، انظروا إلى هنا!هكذا نرحل جميعا إلى لا شيء.هذا هو الجرح الذي لا دواء له،هذا هو الطريق الذي لطالما خفنا منه مرتعدين،لهذا نزين حياتنا التي تطير سريعا،حتى يبيدها هذا الفشل في النهاية".
مشاركة :