وقال المواطن عبدالرحمن بالحارث، إن الشاحنات تتسبب في مشكلات كبيرة وتعرض الطريق لخطر الحوادث، فضلا عن إعاقة حركة المرور بشكل كبير، مشيرا إلى أن التكدس يبدأ ـ أحيانا ـ من بوابة الميناء حتى مخرج طريق «الظهران- الجبيل».وطالب الجهات الحكومية ذات العلاقة بوضع حلول عاجلة للتقليل من تكدس الشاحنات وضمان سلامة مالكي المركبات، مقترحا تحديد توقيت خروج ودخول الشاحنات من وإلى الميناء؛ حتى يتسنى لأصحاب المركبات الخاصة تنظيم مرورهم بالطريق بدون مشكلات، إضافة إلى تكثيف الدوريات الأمنية، لاتخاذ الإجراءات السريعة والعاجلة تجاه الشاحنات المخالفة.الأمر ذاته، أكده المواطن خالد الخنفري، مشيرا إلى أن الطريق يصاب بالشلل الكامل في أوقات كثيرة خاصة في الفترة الصباحية وبالتحديد عند مخارج الطرق الرئيسية لطريق الملك فهد بن عبدالعزيز والطريق الساحلي؛ مما يسبب ارتباكا للسائقين، ويؤدي إلى حوادث كثيرة قد تكون قاتلة. وأضاف إن التكدس يكون غالبا مقابل شركة الكهرباء السعودية، عند مخرج الطريق، مطالبا الجهات الحكومية بالتعاون في تسيير الشاحنات، ودعا ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام إلى حل تلك المشكلة، لتخفيف حدة الاختناق بالإضافة إلى توسيع المواقف الخاصة باستقبال الشاحنات وتخفيض قيمة النقل الخاصة بالسكة الحديد وتكثيف رحلاتها لخفض حركة الشاحنات.مسارات إضافيةوبين المواطن إبراهيم الفوزان، أن الطريق يمثل الآن خطرا على ساكني تلك الأحياء، وذلك في ظل غياب الجهات الرقابية لمتابعة تهور سائقي الشاحنات، بالإضافة إلى رداءة الطريق وتهالكه، وبالتحديد المسارين الأيمن والأوسط بسبب ضغط الشاحنات على الطريق، مقترحا إضافة مسار جديد على اليمين قبل النفق لمسافة أطول لمنع التكدس بالقرب من النفق.ميزان محاورمن جهته، أوضح د. زين العابدين آدم، عضو لجنة السلامة المرورية بقسم الهندسة، أن ظاهرة تواجد الموانئ البحرية بالقرب من المدن والأحياء موجودة في كل دول العالم وليست حكرا على ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، مشيرا إلى أن حجم حركة الشاحنات في طرق المنطقة الشرقية من 10 إلى 30 %، وأبرز الطرق التي تمر عليها هي «الخفجي – سلوى ـ النعيرية – حفر الباطن ـ الدمام – الرياض».وبين أن هندسة الطرق دائماً تعتمد على وزن الشاحنات وليس على وزن المركبات الصغيرة، والمشكلة تكمن في أن الطبقة الإسفلتية تعتمد على وزن محاور الشاحنات ولا تعتمد على الوزن الكلي للشاحنة، مقترحا وجود ميزان محاور عند مداخل المدن والموانئ.وأضاف «على سبيل المثال لا الحصر طريق جسر الملك فهد رغم الحركة الكثيرة للشاحنات على الطريق إلا أنه لم يتضرر بسبب وجود ميزان خاص بالمحاور وليس فقط الميزان الكلي للشاحنة، وفي حال اكتشاف شاحنة تعدت وزنها المسموح من خلال وزن المحاور يتم منع دخولها للجسر، ولهذا السبب حافظ الجسر على جودته لمدة أطول».واقترح لحل المشكلة تخصيص طرق للشاحنات أو تقييد سرعتها لتفادي خطر الحوادث والأعطال الطارئة، وكذلك التحكم في أوقات حركتها، وتقليل دخولها في أوقات الذروة أو إنشاء ميناء جاف خارج النطاق العمراني، بالإضافة إلى تخصيص مناطق حجز للشاحنات تفاديا لوقوفها العشوائي داخل الأحياء وكذلك تفعيل الضبط المروري.وقال «آدم» إن لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية وبالتعاون مع المرور وقوات أمن الطرق والشرطة وفرع وزارة النقل، تشن حملات ميدانية، أسفرت عن رصد 5637 مخالفة للشاحنات المتوقفة داخل الأحياء، أغلبها في غرب مدينة الدمام بالإضافة إلى الأحياء القريبة من الميناء.تلوث الهواءوبين د. خالد سلامة المتخصص في صحة البيئة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، أن الملوثات الهوائية المنبعثة من الشاحنات تتسبب في آثار فورية وطويلة المدى على البيئة، لأنها تطلق مجموعة واسعة من الغازات والمواد الصلبة مما يتسبب في ارتفاع نسبة الاحترار العالمي والأمطار الحمضية والإضرار بالبيئة وصحة الإنسان.وأضاف إن الانتظار الطويل للشاحنات، من الممكن أن يؤدي إلى حوادث جسيمة وحرائق كارثية، لا سيما في حال وجود تسرب صغير لمواد سريعة الاشتعال، يصعب السيطرة عليها، مع ارتفاع درجة الحرارة إلى مستويات عالية.وطالب «سلامة» بتنظيم دخول وخروج الشاحنات على فترات زمنية محددة أو تخصيص منطقة تجمع لها خارج المدينة، ومحطات فحص للتأكد من سلامة الخزانات والمحركات قبل دخولها المدينة، بالإضافة لتدريب السائقين على السلامة المرورية وإعطاء أولوية للشاحنات ذات الحمولات الخطرة، والتي لا يمكنها الانتظار في الطريق، وقد تؤدي لكارثة، وكذلك توفير اشتراطات حماية البيئة من التلوث من خلال تشجير السور الخارجي للميناء بأشجار خشبية لتعمل كمصدات للرياح ولمنع انتشار الأتربة، فضلا عن تزويد جميع المناطق للميناء بوحدات رش رذاذ خفيف لمنع التلوث بالأتربة، مع ضرورة اتخاذ تدابير حازمة لمراقبة التزام الشاحنات بمحددات الانبعاثات القصوى، ومعايير جودة الهواء.تصاريح الشاحناتفي المقابل، أوضحت قيادة حرس الحدود بالمنطقة الشرقية، أن وحدة أمن ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام تمنح تصاريح الشاحنات والسائقين بطرق إلكترونية عبر بوابة حرس الحدود للخدمات الإلكترونية «زاول»، دون إعاقة طالب التصريح مما يساهم بتنظيم سرعة إصدار التصاريح، وعند رصد أي مخالف يتم بحقه تطبيق نظام أمن الحدود ولائحته التنفيذية وإيقاع العقوبة عليه بحجم المخالفة المرتكبة.وأضافت إنه جرى رصد 9 حالات مخالفة خلال العام 1441هـ، مشيرة إلى تنظيم عمليات الدخول للميناء، بما يكفل سهولة السير بجميع المسارات سواء المخصصة للشاحنات أو السيارات الأخرى. وبينت أنه في أوقات الذروة، يتم فتح مسارات إضافية، تجنباً للزحام.حجز المواعيدوأكد نائب رئيس الهيئة العامة للموانئ مساعد الدريس، نجاح ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام بالتعاون مع شركاء «موانئ» الإستراتيجيين الجمارك وحرس الحدود في الحد من تكدس الشاحنات وتقليل ساعات الانتظار من خلال تطبيق نظام حجز مواعيد الشاحنات «TAS» المنفذ والمشغل بواسطة الشريك التقني الشركة السعودية لتبادل المعلومات «تبادل» عبر منصة فسح، والذي يهدف إلى رفع الكفاءة التشغيلية وزيادة كفاءة سلاسل الإمداد للمستوردين والمصدرين في السعودية، وهو ما ساهم في تقليل معدل دوران الشاحنات داخل الميناء لأقل من 20 دقيقة للشاحنة الواحدة، وكانت منطقة انتظار الشاحنات ضمن حدود الميناء وبالقرب من البوابة الرئيسية، وتستخدم كمحطة استقرار للشاحنات ومصدر تلوث بيئي وبصري جراء اكتظاظ الشاحنات وتكدسها، وبالتالي فإن هذه النقطة تتقاطع مع الأهداف الرئيسية المشروع.خطط مستقبليةونوه «الدريس» بأن الخطط المستقبلية بالتعاون مع الأمانة وهيئة تطوير المنطقة الشرقية، تشمل تحديد 5 مواقع مقترحة لمواقف شاحنات موزعة على مداخل حاضرة الدمام، مما يسهم بشكل كبير في الحد من اكتظاظ الشاحنات على مداخل حاضرة الدمام في أوقات منع دخولها النطاق العمراني وتنظيم حركة تدفق الشاحنات باتجاه الميناء، فضلا عن إسهام أعمال التطوير المستمر لبرنامج حجز الشاحنات «TAS» وما سيحققه من قيمة مضافة ومخرجات تنعكس على مستوى الخدمة والكفاءة التشغيلية من ضمنها زيادة عدد رحلات الناقلين اليومية إلى 5 مواعيد بنفس السائق والشاحنة ومتابعة الشاحنات التي لديها مواعيد في أوقات المنع في الطرق المؤدية إلى الميناء، وتعزيز إمكانية السماح لدخول الشاحنات في أوقات المنع وذلك بالربط مع الجهات ذات العلاقة وأتمتة حجز مواعيد الشاحنات آلياً وكذلك الربط والتكامل مع الجهات ذات العلاقة بما فيها الهيئة العامة للنقل منصات «وصل، نقل، بيان».«اليوم» بدورها تواصلت مع إدارة مرور المنطقة الشرقية، وهيئة النقل، للتعرف على جهودهما في تنظيم دخول وخروج الشاحنات على امتداد طريق ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، وكذلك الإجراءات المتخذه حيال الشاحنات المخالفة والمسببة للازدحام، إلا أنهما لم تردا حتى مثول الصحيفة للطبع.شلل مروري في أوقات الذروة ومطالب بحلول عاجلةحجم حركة سيارت النقل الثقيل يصل إلى 30 % بالشرقيةتفاقمت أزمة مرور الشاحنات الكبيرة على طريق ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، وتسببت في العديد من المشكلات، من بينها: الشلل المروري الكامل خاصة في أوقات الذروة، فضلا عن تهالك الرصيف، إضافة إلى خطر وقوع الحوادث، بسبب عدم التزام السائقين بقواعد السلامة المرورية، فيما طالب مواطنون بضرورة إيجاد حل عاجل للمشكلة؛ لتخفيف حدة الاختناق، وتفادي وقوع الحوادث، من خلال توسيع المسارات وتخصيص أوقات معينة لسير الشاحنات فضلا عن إعادة تأهيل الطريق.
مشاركة :